الياس الديري
النهار
من حق اللبنانيين، بجميع فئاتهم وانتماءاتهم، أن يتطلّعوا إلى زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر كما لو أنها تتمة أو تكملة لزيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، الذي اختار بلد الثماني عشرة طائفة ليوجّه رسالة السلام والمحبّة والتعاون بين الشعوب، وليؤكّد تالياً خصوصيّة واستثنائيّة الوطن الرسالة.
ليس بالنسبة إلى المشرق حيث مهبط الإيمان، والوحي، والتعايش بين مختلف الإنتماءات والأديان، إنما بالنسبة إلى العالم بأسره حيث تتّخذ الصراعات على النفوذ والهيمنة والثروات الهائلة طابعاً طاغياً، يكاد بوطأته أن يستحوذ على كل عواطف الشعوب ومشاعرها وتأييدها.
فالزيارة البابويّة الثانية للبنان، وفي هذه المرحلة الحرجة التي تشهد تحوّلات ومتغيّرات جذريّة، تتّسم بطابع خاص واستثنائي من شأنه مساعدة اللبنانيّين جميعهم كلّهم على الاستيقاظ من نومة أهل الكهف، والعودة إلى مواثيق لبنان الواحد والعيش المشترك.
وقبل ذلك كلّه "الإفراج" عن الدولة والمؤسّسات والقوانين المصادرة بمجملها، بعد هذه الأعوام والتجارب المريرة والصراعات المفتعلة والمستوردة التي حطّمت "سويسرا الشرق"، وقوّضت صيغة التعدّدية ونموذجيّة جسر الشرق والغرب.
لقد جُيّر استقرار لبنان، وجُيّر ازدهاره الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي لخدمة مخطّطات ومشاريع مستورَدة تخدم مصلحة بعض الأنظمة الفرديّة من جهة، وتزيل الشاهد الوحيد الذي يقدّم للعالم بأسره تركيبة مذهلة تضم ثماني عشرة طائفة، وتستظلّ نظاماً ديموقراطيّاً برلمانيّاً حاز إعجاب العالم بأسره.
أما بالنسبة إلى حرية الآراء، والمعتقدات، والإنتماءات، والأفكار، فما من زائر أوروبي أو أميركي أو آسيوي إلا وأبدى إعجابه ودهشته لوجود بلد، صغير في الرقعة وعدد السكان، استطاع أن يتحوّل مثلاً وقدوة وتجربة فذّة.
على هذا الأساس، واستناداً إلى انهيار كل ما كان يتمتّع به لبنان، يتوقّع العقلاء والحكماء وذوو الألباب، على ندرتهم، أن يكون هذا اللبنان الواقف على رجل واحدة موضع اهتمام كبير من قداسة البابا الذي سيحلّ ضيفاً عزيزاً لثلاثة أيام، ومن موقع الفاتيكان ومكانته وتأثيره بصورة عامة.
من تحصيل الحاصل أن تغتنم الطوائف المسيحيّة هذه الفرصة، وتحاول أن تجعلها مناسبة وطنيّة تندمج فيها الطوائف والمذاهب الأخرى، مما يمهّد السبل والطرق أمام المصالحة الوطنيّة المطلوبة بإلحاح، ثم المصالحة مع الذات، إلى المصالحة مع "الوطن" الذي لم تُتَح له الفرصة بعد كي يصير وطناً.
وما على اللبنانيّين إلاّ أن يردّدوا غداً: وفي الليلة الظلماء يُفتقد البابا بينيديكتوس.
�شري�i�������اكتوبر)، انما التهديدات الجيوسياسية تبقيها مرتفعة. ولا حاجة في مثل هذه الظروف لاستخدام الاحتياط الاستراتيجي في الولايات المتحدة ولا غيرها. لان النفط متوافر بما يكفي، والسعودية اكبر منتج نفطي عالمي، دولة مسؤولة لن تسمح لانقطاع الامدادات النفطية في الاسواق.