كان يطلق على الإقبال الكثيف على النزوح السوري الى لبنان تسمية "القنبلة الموقوتة"، إلا أنّ هذه القنبلة انفجرت فعلاً في وجه الجيش اللبناني في عرسال.
فما هو حجم مخيّمات النازحين السوريّين في عرسال؟ وما هو الدور الذي لعبه بعضها خلال غزوة عرسال؟ وماذا عن أعداد السوريين في هذه البلدة التي يبلغ عديد سكانها نحو أربعين ألف نسمة، بينما تستضيف أكثر من ثلاثة أضعاف أهلها؟
يقول أحد المتابعين لملف النازحين السوريين في عرسال أنّ هناك 27 الف عائلة سورية مسجلة في بلديتها، "غير أن التسجيل في البلدية لا يعني أن هذه العائلات مسجلة عند المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة".
وإذا اعتبرنا أن المعدل الوسطي للعائلة السورية هو خمسة أفراد فقط، إذ أن منظمات المجتمع المدني التي تعمل بين النازحين تقدّر معدل الأسرة السورية بسبعة أفراد، يكون عدد السوريين المسجلين في بلدية عرسال 135 ألفاً.
ويشير المصدر نفسه إلى أنّ هؤلاء يتوزعون على 106 مخيمات في عرسال البلدة وحدها. ويراوح حجم هذه المخيمات ما بين عشر خيم إلى 250 خيمة، وكلها لها أسماء بعضها مرتبط بالموقف السياسي والبعض الأخر بمن أنشأها، وبعض ثالت بأسماء المناطق السورية التي أتى منها قاطنوها.
هذا في عرسال البلدة، أما في جرودها، فيشير بعض أبناء جرد عرسال لـ "السفير" إلى وجود ما لا يقل عن ثلاثين مخيماً، بحجم يتراوح ما بين خمس خيم ومئة خيمة، على غرار مخيم أساسي موجود في وادي حميد. وتشير التقديرات الأمنية إلى أن ساكني الجرود من السوريين لا يقل عن عشرين ألف سوري.
ولا تشمل الأرقام الفصائل المسلحة التي أنشأت خيمها وتجمعاتها ومراكزها وخصوصاً في الجردين الأوسط والأعلى، وكذلك في الجرود السورية في منطقة القلمون المتصلة بالجرود اللبنانية، ومعها الجرود فوق منطقتي القاع ورأس بعلبك والمتصلة بجرود جوسيه ومحيطها.
وعليه، إذا جمعنا 135 الف سوري مسجلين في بلدية عرسال بالإضافة إلى نحو عشرين الفاً في جرودها وفق التقديرات ألأمنية، فإننا نتحدث عن نحو 155 الف سوري في عرسال وجرودها.
هذا قبل "غزوة عرسال"، أما بعدها فتشير مصادر متابعة لملف النازحين، أن نحو 30 في المئة من النازحين في عرسال غادروا البلدة نحو سوريا والمناطق اللبنانيّة الأخرى. كما احترق مخيّمان وتضرّر مخيمان آخران خلال المواجهات.
أما بعض أهالي عرسال فرووا كيف شاهدوا بـ"أم العين" كيف خرج المسلحون من المخيمات السوريّة في البلدة، ومن بعض المنازل العرساليّة التي سكنوها أو أسكنوا فيها، ليحتلّوا بلدتهم حتى قبل وصول المسلحين والتعزيزات وحاملات المضادات والمدافع من الجرود في مطلع آب المنصرم.