مبرمج مصري يخترق موقع تنظيم "داعش" ويكشف عن حقائق مذهلة
26 Feb 201505:23 AM
مبرمج مصري يخترق موقع تنظيم "داعش" ويكشف عن حقائق مذهلة
كشف المبرمج المصري أحمد سمارة عن حقائق مذهلة وخطيرة بعد أن تمكن من اختراق موقع "داعش" على شبكة الإنترنت.
 
وأوضح كيف يصور التنظيم الإرهابي مقاطع فيديوه حرق وذبح ضحاياه، وأين يخفي هذه الفيديوهات، ومن يعمل على إخراجها وتصويرها، وما هي الفيديوهات الأخرى التي بحوزة التنظيم ولم يكشف عنها بعد.
 
يقول سمارة في حديث لموقع "العربية نت": "بداية اختراقي للموقع كان منذ شهر تقريبا عندما اكتشفت أن عددا كبيراً من الصحافيين والإعلاميين يبثون أخبار التنظيم وبياناته في صحفهم ومواقعهم وفضائياتهم من خلال هذا الموقع، ونتيجة لخبرتي السابقة في اختراق مواقع التنظيمات المتطرفة والجهادية، ومنها مواقع تنظيم "أنصار بيت المقدس" و"الإخوان" و"أجناد مصر" وغيرها، اتخذت قراري باختراق موقع "داعش"، وكنت أدخل على السيرفر الخاص بالموقع وأخترقه دون أن أترك اسمي، بل كنت أكتب أسفله كلمة "مجهول".
 
واضاف: "عندما تمّ بث فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة اتخذت قراراً باختراق الموقع الخاص التنظيم، وإعلان اسمي، فلست أقل من الضباط والجنود الذين سقطوا قتلى في الحرب على الإرهاب، فدخلت على السيرفر الخاص بالتنظيم، وكان ذلك يوم 3 شباط، تصفحت كافة الملفات داخل الموقع حتى وصلت للملف الذي يخفون فيه فيديوهات الإعدام والقتل والحرق والذبح، وهالني ما رأيت وشاهدت.
 
وتابع قائلاً: "لقد شاهدت فيديو حرق الطيار الأردني كاملاً، والذي استغرق تصويره وقتا طويلاً منهم، وكانوا يعيدون المشاهد أكثر من مرة حتى تخرج بشكل أفضل، وكان يقوم بمهمة التصوير، كما شاهدت، مخرجون أجانب كانوا يتحدثون الإنكليزية بطلاقة، وكان المخرج أميركي الجنسية، وعرفت ذلك من طريقة كلامه، بينما الآخرون من جنسيات أجنبية أخرى، ومشهد تصوير الحرق تمت اعادته أكثر من مرة، وكان المخرج ينفعل عليهم، ويطلب منهم الإعادة مرات ومرات حتى جاء مشهد الحرق، وكان حقيقيا بالفعل وليس "فوتوشوب"، ووجدت الكساسبة صلباً صامداً لا يهابهم ولا يهاب النار التي أحرقته، مضيفا أنه شاهد فيديوهات أخرى لحرق يابانيين لم يبثها التنظيم بعد، كما شاهدت فيديوهات لذبح رهائن من جنسيات أخرى لم يبثوها بعد.
 
وقال: "بالنسبة لفيديو مذبحة المصريين في ليبيا، فقد شاهدت الفيديو قبل بثه بأسبوع كامل، لكني لم أكن أعلم أنهم مصريون، لعدم علمي بوجود مصريين مخطوفين على يد التنظيم، إضافة إلى أن الشخص الأسمر الذي كان موجوداً معهم في الفيديو، وهو بنغالي، وتم الذبح قبل بث الفيديو بأيام كثيرة، لأن الفيديو كان واضحاً أنه أعد قبل البث بشهر كامل، وسمعت صراخ الشهداء وهم يذبحون على أيدي هؤلاء القتلة، لافتاً الى أن مخرجي الفيديو ومعديه وهم أجانب أيضا استخدموا في تصوير هذا الفيديو 5 كاميرات، منها كاميرا علوية و4 كاميرات على الأرض، إضافة إلى مؤثرات صوتية وموسيقى تصويرية، وكانوا يستخدمون المؤثرات الصوتية بطريقة مدروسة، حيث تكون بطيئة في بعض الأوقات، ويتم تسريعها في أوقات أخرى عند القتل، مما يثير الرعب، وهو ما يتم تنفيذه في الأفلام العالمية.
 
واضاف في حديثه الصحفس: "عندما اخترقت الموقع للمرة الثانية يوم 9 شباط، وقبل بث فيديو المصريين، قمت برفع صورة لشعار الجيش المصري على الموقع، وأدرجت تحت الشعار صورة من مشهد جنازة الجنود المصريين، وكتبت أسفلها "أنعى بكل حزن وأسى شعب الأردن الشقيق، وشعب مصر في حادث مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، اللهم صبِّر أهله وذويه".
 
كما أوضح سبب اختراقه للموقع بأن "هذا الاختراق لأجل شهداء الجيش المصري، ولأجل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وتركت اسمي هذه المرة".
 
وقال: "فور بث التنظيم لفيديو مذبحة المصريين وقتها فقط عرفت أنهم مصريون، وعلى الفور نشرت صورهم، ولم أكن أعلم أن الفيديو الذي وجدته وشاهدته ضمن مشاهدتي السريعة لنحو 47 فيديو أنهم المصريون الذين كانوا مختطفين، وقد وجدت الفيديو على السيرفر الرئيسي كاملا دون مونتاج، وكان يوجد ضمن الضحايا رجل مسن يبكي كثيرا دون صراخ، وكان واضحا في الصورة أنه كان خائفا وهو الرجل البنغالي، كما سمعت أكثر من مرة كلمة "Cut" التي يقولها المخرج، وإعادة المشهد أكثر من مرة كلما كان يتكلم أحد من الضحايا أو يصرخ أثناء التصوير، لافتاً الى ان جميع الأصوات التي ظهرت بعد ذلك كلها تركيب من خلال استوديو، كما شاهدت فيديو لذبح أشخاص يابانيين وأوروبيين وعشرات الفيديوهات لحرق يابانيين على غرار واقعة الكساسبة.
 
ويضيف: "عندما قام الجيش المصري بالثأر للضحايا وضعت فيديو على موقع التنظيم به صوت المتحدث العسكري الذي أعلن قيام قواتنا بقصف مواقع داعش في ليبيا، وقلت إنني قمت بهذا الاختراق من أجل شهداء أقباط مصر وشهداء الجيش المصري، وكانت نسبة الاختراق 100% ونسبة الضرر الحاصل على الموقع 100%، وكتبت: "لقد تم الاختراق بتاريخ 15 شباط من العام 2015 الساعة 6:00 صباحا، وقلت سيبقى الاختراق متواصلاً". وحتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها ما يزال الموقع مخترقاً من جانبي وأسيطر عليه سيطرة تامة".
 
واشار الى انه اراد توصيل رسائل من وراء هذا الاختراق، "أولاها أنني مسلم مصري، واخترقت موقع هذا التنظيم الإرهابي الذي يدعي الإسلام انتقاما وثأراً لزملائي المصريين الأقباط، ما يعني أننا مصريون جميعاً لا فرق بين مسلم وقبطي. وثانياً لكي أثبت للعالم كله أن المصريين قادرون على اختراق هذه المواقع والتنظيمات المتطرفة ومعرفة من وراءها. ثالثا وهو ما أود تأكيده بأنني لست أقل من الضباط والجنود الذين يسقطون قتلى في المواجهة المريرة مع الارهاب، وإذا كانوا هم يواجهونه بالسلاح فأنا أواجهه بالكمبيوتر والإنترنت".
 
وختم سمارة كلامه في رد على سؤال آخر لـ "العربية" وهو: هل رصدت أي عمليات لتجنيد الشباب عبر الإنترنت؟ فأجاب: "لم أرصد أي حالات، ولكن هناك العديد من الشباب الذين يدخلون على المواقع والمنتديات التابعة للتنظيمات الإرهابية للتعرف أكثر على أنشطتهم وأفكارهم، ومنهم من أبدى رغبته في الانضمام إليهم، خاصة ممن هم ضعاف النفوس أو عديمو الخبرة وقليلو الإيمان".