اعترف داعشي مراهق يدعى محمد علاء جمال (16 عاماً)، عراقي الجنسية، ملقب بـ"أبو طلحة الأنصاري"، انضم لتنظيم "داعش" بعد إلقاء القبض عليه من قبل قوات الأمن العراقية، قائلاً: "إن الدواعش أقوياء أمام الكاميرات ويبكون خوفاً بعد التصوير".
وبحسب صحيفة "المدى برس"، عاش محمد علاء جمال، طالب مدرسة، من سكان منطقة الغزالية في العراق، يتيماً، بعد مقتل والده خلال أحداث العنف الطائفي 2006، وترتيبه الثالث، بين خمس شقيقات وأشقاء، والدته تعمل في إحدى الدوائر الحكومية، انتمى لتنظيم داعش في تشرين الثاني 2014، وبايع زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عن طريق شخص اسمه أبو خطاب، وقع بقبضة القوات الأمنية العراقية، متلبساً بقيادة شاحنة مفخخة.
وكشف جمال "أبو طلحة" في التحقيقات، أنه بسبب خلافه مع أخواته ووالدته، بدأت قصته مع التنظيم، وذلك بعد تعرفه على أحد العاملين معه في مدينة الألعاب يدعى سرمد مزاحم، بدأ بالتقرب منه، لتصبح العلاقة أكثر عمقاً بينهما، حيث أقنعه باللجوء إلى الصلاة وترك موضوع عائلته، لأن الدين والعقيدة أهم من العائلة.
وأفاد مصدر استخباري، وهو مسؤول عن التحقيق مع جمال ان عناصر "داعش" احتجزت جمال لمدة يومين في أحد البيوت للتأكد من انتمائه للتنظيم، لينتقل بعدها إلى مكان آخر بواسطة شخص يدعى أبو خلدون، وهو ما يسمى بـ"أمير الجلام" في صلاح الدين. ووفقاً للمعلومات الاستخباراتية، فإن أبو خلدون من قادة التنظيم وينتمي لعائلة زعيم التنظيم "البغدادي"، وشقيق إرهابي يدعى هيثم السبع.
وبحسب المصدر، قام أبو خلدون بتسليم جمال إلى بيت المدعو "أبو حفص"، الذي بدأ بالخطوات الأولى لتجنيد جمال، من خلال دروس سريعة بالشريعة والسنّة، وأهمية إعادة "الخلافة الإسلامية". وخلال 48 ساعة، بدأ جمال باستيعاب فكرة الانتماء للتنظيم، فقام أبو حفص بتسليمه إلى مسؤول المضافات بقضاء الدور، يدعى "أبو فاطمة"، الذي اسكنه في إحدى المضافات لمدة 3 أيام، موضحاً: "جمال أصر بعد ذلك على إيصاله لصديقه سرمد، فأخذ إلى مساعد إداري ولاية صلاح الدين يدعى "أبو عبد الله" ومقره حينها في تكريت".
وتابع المشرف على التحقيقات مع الداعشي جمال: " جاء سرمد مزاحم، وكنيته بالتنظيم "أبو غيث" ومعهُ شرعي منطقة الجزيرة، يدعى "أبو خطاب" و أخذ من جمال البيعة للبغدادي لاحقاً، وأعطاه كنية جديدة، هي أبو طلحة".
وقال جمال، بعد أيام من التحقيق معه "إن لقائي مع سرمد أزال مخاوفي خصوصا بعد أن عرفت أن شقيق سرمد، المدعو سعد مزاحم، وكنيته أبو معاذ، هو نفسه أمير منطقة الجزيرة، وبعد وصولي للمنطقة بقيت لمدة أسبوع في إحدى المضافات للراحة وبعدها دخلت في دروس التدريب البدني والشريعة والتعلم على أنواع السلاح". وأكد أبو طلحة أنه لم يكن مقتنعاً في البداية تماماً بما يجري، لكن بمرور الوقت تولدت لديه القناعة الكاملة بأن انتماءه لداعش هو الخيار الصحيح لخوض الحرب مع "الدولة الإسلامية" ضد "الروافض"، خصوصا أن الشرعيين يستعملون آياتٍ قرآنية وأحاديث نبوية وأساليب اقناع لتثبيت العقيدة العدائية لأي شخص لا ينتمي لهم.
وأوضح أن الشرعي الذي كان الأكثر تأثيراً هو المدعو "أبو صهيب" عراقي الجنسية، والذي كان عدائياً جداً مع كل الأطراف وله أسلوب مقنع، بحسب وصفه.
وكشف أبو طلحة، أن أبا صهيب كان آخر من يتكلم مع الذين يذهبون لتفجير أنفسهم بسيارات مفخخة، حيث كانت الكلمات الحاضرة دائماً عنده هي، "إعلاء كلمة الله"، بحسب قوله. وفي حديثه عن مجزرة سبايكر، أكد جمال "أبو طلحة"، أن العدد الكلي لضحايا سبايكر قد يصل إلى قرابة الأربعة آلاف، في حين يبلغ عدد الذين نفذوا الجريمة قرابة الـ150 إرهابياً، اجتمعوا في القصور الرئاسية بتكريت قبل تنفيذ الجريمة.
واختتم المصدر: أكد جمال "أبو طلحة" أن التنظيم يعتمد كثيرا على الإعلام لدوره البالغ في الإقناع والترغيب والترهيب، قائلاً "عناصر التنظيم يكونون أمام الكاميرا متماسكين وبمجرد أن ينتهي التصوير يهرب الكثير منهم بل وبعضهم يبكي خوفاً من شدة الاشتباكات، لأنهم أولاً وأخيراً بشر يشعرون بالخوف في أي لحظة".