أنا لبناني، أنا لبنانيّة، نحن لبنانيّون، نتميّز بأمور عدّة، نتفوّق على غيرنا من الشعوب... نحن شعبٌ "لا تقتله شدّة"، لا يركع ولا ينحني إلاّ لخالقه، يقاوم ويقاوم من دون كللٍ ولا ملل، ينهض بعد كل محاولة لتدميره... ينتفض ويرفض الواقع الذي يفرضه الآخرون عليه... شعبٌ يحبّ الحياة، لا بل يعشقها... في وسط الحروب والدمار، ترى اللبناني ينفض بقايا الرصاص عنه... وينهض ليتبختر كالابطال... مرفوع الرأس...
فهل كل ما عاشه ويعيشه "اللبناني" من أمور صعبة يجعله متغطرساً ومتعجرفاً، ويمنحه شعوراً بأنه أعلى شأنا من غيره؟
فهل كل ما عاشه ويعيشه "اللبناني" من أمور صعبة يجعله متغطرساً ومتعجرفاً، ويمنحه شعوراً بأنه أعلى شأنا من غيره؟
توضح مدرّبة الحياة الدكتورة زينة غصوب الاسود، في حديث لموقع mtv أنّ "الانسان عموماً يحب الحياة، والاستمرارية، واللبناني بطبعه، يعشق السهر والتسلية واللهو والاستمتاع... هو ليس شعباً بارداً وهذا يعود لعوامل عدّة منها مناخه، وجغرافيّته، وطبيعته البشريّة والجينيّة، إضافة الى انه ذاق الامرّين خلال فترة الحرب ما ولّد لديه شعوراً بالخوف والقلق وبالتالي "التكبّر" الناتج عن هذا الخوف. يغطّي قلقه بالتشاوف على الآخر، فمن المعروف ان اللبناني لا يعطي قيمة لباقي الشعوب، وهذا بسبب القساوة التي تعرّض لها وشتّى الهموم التي لاحقته ولا تزال، ما يجعله يركّز على نفسه ويتلهّى بأموره الخاصة ويستخفّ بالآخر، في توجّه وسلوك سلبيّين بالطبع".
وتضيف غصوب: "صحيح أنّ الشعب اللبناني من أذكى شعوب العالم، ويحقّ له الافتخار بنفسه، لكن ليس لدرجة التكبّر والاستخفاف بالغير، فهذا ينعكس سلباً على تطوّره الفكري".
حبذا لو أنّ اللبناني يتواضع قليلاً وينصرف الى تحقيق "الانجازات" الحقيقيّة التي تكفل له الاحترام والتقدير، فيجوز له عندها لا "التكبّر" بل "الافتخار" و"الثقة العالية بالنفس"... المبرّرين!