ليس خافياً على أحد أن الظروف في سجن رومية تفتقر الى أدنى المعايير الانسانية. لكن المعاناة التي عادةً ما نسمعها من المساجين وأهاليهم، وثقتها هذه المرة قوى الأمن الداخلي، في تقرير أعده قسم حقوق الانسان.
mtv حصلت على نسخة حصرية من هذا التقرير، وسنعرضه لكم على جزئين، الأول عن وضع السجناء والثاني عن حال العناصر الأمنية.
البداية من الاكتظاظ وهو السبب الرئيس لمعظم المشاكل التي يعانيها السجناء، بحسب التقرير. فالسجن الذي صُمّم لإستيعاب نحو ألف سجين يضم حالياً أكثر من ثلاثة آلاف، ما يعني أنه تجاوز طاقته الإستيعابية بنسبة 350%.
أما الإكتظاظ داخل النظارات والزنازين فيشبه التعذيب. فالسجناء ينامون على فرش صغيرة متلاصقة قديمة وبالية. وقد سُجلت حالات تبادل الفرش بالمداورة. هذا الواقع يعرض المساجين لمخاطر الإغتصاب والإعتداء الجنسي، خصوصاً الأشد ضعفاً والمهمشين الذين يتمركزون في وسط النظارات.
تعاني الزنازين والنظارات أيضا من نقص في الهواء. فهناك سوء حاد في التهوئة ودخان مفرط، وبالتالي صعوبة في التنفس.
أما مياه الشفة فهي "موحلة" و"ملوثة" و"غير صالحة للشرب".
مطبخ السجن قديم العهد وصغير الحجم، وهناك نقص في المعدات اللازمة لإعداد كميات كبيرة من الطعام. كما أنه لا يستوفي الشروط الصحية وتنبعث روائح الصرف الصحي بداخله.
بالانتقال الى النفايات، يشير التقرير الى أن "أكوام النفايات مكدسة ومنتشرة بشكل عشوائي" في كل المباني، مع ما تبعثه من روائح كريهة.
الحمامات وضعها مزر وهي قديمة خصوصا في مبنى الاحداث حيث "ليس هناك عدد كافٍ" من المراحيض والدوش، إضافة الى أنه "لا يوجد أبواب". وهناك إنسداد في المجاري الصرف الصحي، و"رائحة كريهة جداً" تفوح في المباني.
السجن الإنفرادي أو الغرف التأديبية التابعة أيضا لمبنى الأحداث أشبه بمعتقلات القرون الوسطى لا نور لا هواء لا ماء.
أما المركز الطبي ففيه نقص حاد في عدد الممرضين، وفي بعض أنواع الأدوية، وغرفة الطوارئ فيه تفتقر لجهاز تهوئة.
السجن يعاني أيضاً من ظاهرة الشاويش. فمثلا السجين جان خوري ينام داخل غرفة بمفرده في مبنى الأحداث و "له اليد الطولى من ناحية توزيع السجناء في الغرف وتأمين الخدمات لهم. حتى أن العناصر يشتكون من أن له نفوذ ولا يتقيد بالأوامر المعطاة له.
نتوقف أخيرا عند الاحتكار في الحانوت، أو الدكان.
التقرير يؤكد وجود "ارتفاع غير مبرر في الأسعار"، و"ليس للسجناء خيار سوى الرضوخ" لهذه الأسعار التي "يتحكم الحانوت بها كما يشاء دون حسيب أو رقيب".
وهذا واضح من خلال جدول مقارنة للأسعار يتضمنه التقرير: فكيس القهوة سريعة التحضير الذي يحوي ثلاثين ظرفا يباع بـ7500 ل ل ووزن كل ظرف أقل من السوق.
صندوق العصير يباع بضعف سعره في السوق، ومعجون الأسنان كذلك الأمر.
معدو التقرير قاموا بعملية حسابية تقريبية على أساس أن عدد السجناء يبلغ 3202.
فلو كان معدل الربح الصافي للحانوت من كل سجين يبلغ المئة دولاراً أميركيا في الشهر(علماً أنه يتخطى هذا الرقم بأضعاف) فمُحصلة الربح الصافي في نهاية العام تكون ثلاثة ملايين وثمانمئة واثنان وأربعون ألفاً وأربعمئة دولار 3.842.400$.
وبالإضافة لغلاء الأسعار، الحانوت لا يتقيد بمعايير سلامة الغذاء.
فبتاريخ 21/8/2015 وفي تمام الساعة 13:20 شاهد معدو التقريرpick-up تابع للحانوت ينقل كمية من اللحوم والدواجن وهو مكشوف من كافة الجهات وغير مجهز بثلاجة تبريد.
هذا غيض من فيض. لكن السجان ليس أفضلا حال من السجين، وللتقرير تتمة.