خاص موقع Mtv
نجا كريم نورالدين من الموت، لكنّ الموت لم يفارقه. كان هناك في تلك الليلة في ملهى "رينا" في اسطنبول. نجا لكنّه خسر أعزّ صديقٍ له، الياس الورديني.
احتفل كريم والياس برأس السنة للمرة الثانية على التوالي في اسطنبول. كانا سعيدين جدّاً قبل وصولهما بيومين. احتفلا معاً بعيد الميلاد في منزل الياس. ثمّ سهرا معاً في اليوم التالي في أحد ملاهي بيروت. توجّها بعدها، مع أصدقاء لهما الى تركيا لمواصلة العطلة هناك. لكنّ المجموعة لم تعد من اسطنبول الى بيروت معاً. منهم من عاد سالماً، ومنهم من عاد جريحاً، ومنهم من عاد جثماناً...
لم يكن الياس وكريم يفترقان. كانا فعلاً شقيقين. يعرف كلّ منهما تفاصيل حياة الآخر. فقد كريم بعضاً منه بوفاة الياس. هو يعبّر عن ذلك بهذه الكلمات المؤثّرة:
"لا أحد يستطيع أن يفهم ما أشعر به. هي ١٥ سنة من الصداقة. كنّا أكثر من شقيقين. كنّا نشرب ونمرح ونقوم بالأمور كلّها معاً. لا أستطيع أن أصدّق أنَّك لم تعد هنا. لا أستطيع أن أتخيّل يوماً من دونك. استرح بسلام يا شقيقي الصغير. أعلم أنَّك في الجنّة تحمينا، وأدرك أنّك ستكون حارساً لي دوماً.
كن سعيداً مع والدك وأمّك اللذين ستلتقيهما أخيراً، بعد ١٠ سنوات. ستكون دوماً الى جانبي. تاريخ ١/١/٢٠١٧ لن أنساه طوال حياتي. إنّه التاريخ الذي خسرت فيه أفضل صديقٍ وشريكٍ وأخ".
وتجدون، في الفيديو المرفق الذي أعدّه كريم، بعضاً من ذكرياته مع الصديق الذي اختار مجرمٌ مجنون أن ينهي حياته في تلك الليلة اللعينة في اسطنبول.