جميلٌ أن تجمع المرأة جمالاً في الطلّة وفي النفس، وسعة ثقافة ورقيّاً وقدرة على مواجهة الظلم، من دون استسلام أو تهاون في الدفاع عن حقّ، وأن تبقى جامعة وحامية لعائلتها.
في هذه السطور، ولو أنّ حفلات التكريم شائعة على مساحة الوطن وتشمل، وفق التعبير المصري "اللي يسوا واللي ما يسواش"، اخترنا أن نكرّم الإعلاميّة منى أبو حمزة العائدة الى الشاشة بعد غياب والى برنامج "حديث البلد" بعد استراحة، باختصار، فخير الكلام ما قلّ ودلّ. ولو كان هذا المثل هو الأقلّ شعبيّة لدى النساء...
منى أبو حمزة الساحرة بعينيها وثغرها المبتسم وشعرها المنضبط حيناً أو المستلقي على الكتفين بعبثيّة، صمدت على الشاشة من دون أن تفقد سحر إطلالاتها الأولى التي انطلقت مع عودة mtv الى الحياة بعد ظلم الإقفال. وهي اقتحمت عالم الإعلام وتركت بصمةً فيه لا بجمالها فقط بل لباقتها في التعبير ورقيّها في المخاطبة، وثقافتها في الإطلاع والإعداد، بالاشتراك مع فريق عمل البرنامج المساهم في نجاحه واستمراريّته.
ليست المرأة أبداً أحد جناحين يطير بهما المجتمع ثمّ يرخي بهما أرضاً حين يتوقّف عن الطيران. بل هي القلب. ينبض في المجتمع وينبض في الوطن، فترفع اسمه بجمالها وفكرها وثقافتها.
هذه المرأة هي الجميلة التي لا تصمت، هي المعطاءة بلا حدود، هي الاجتماعيّة بلا قيود، هي المنفتحة بلا ابتذال، هي المفكّرة بلا عقد، هي المنتجة بلا أَسر...
وعلى صورة هذه المرأة، تبرز سيرة منى أبو حمزة التي واجهت في السنوات الأخيرة محنة سجن زوجها وحبيبها وسندها، لكنّها ظلّت مكافحة للدفاع عنه، فاعتمدت الصمت مرّة وسيلة، وجاهرت بما تعانيه من ظلمٍ عبر الإعلام مرّات، لكنّها بقيت تناضل من أجل العدل والحقّ، من أجل بهيج، ومن أجل أولادها الذين حُرموا الأب المتنقّل بين السجن ومستشفى المرض.
"مبروك" العودة لمنى أبو حمزة الى الشاشة، في زمنٍ يشكو الانحدار الإعلامي، علّها تشكّل واحةً تمزج بين الثقافة والترفيه، وبهجةً في زمن "التقاتل" التلفزيوني. على أمل أن تُطوى قريباً صفحة آلامها ويندمل جرح غياب زوجها.
والى ذلك الحين، الذي نتمنّاه قريباً، لها منّا محبّتنا والتقدير...