عائلات كسروان في مشهد جديد... كيف ستتوزّع أصواتها؟
19 Apr 201806:18 AM
عائلات كسروان في مشهد جديد... كيف ستتوزّع أصواتها؟
ريكاردو الشدياق

ريكاردو الشدياق

زعماء الموارنة أسماء طبعت الأذهان في تاريخ لبنان. منها من عُرف بمواقفه المتشددة وشخصيته الصلبة وراكم الخصوم طيلة حياته السياسية، ومنها ذات الشخصية الهادئة وصاحبة الحنكة في مختلف المراحل. أبرز هؤلاء تزعموا كسروان - الفتوح متحدرين من عائلات كبرى، أباً عن جد، وصمدوا في موقع المرجعية لما يمثلون من كلمة وعلاقات من خارج السلطة وداخلها.


العائلات هي صورة القضاء الذي يضم ٩٥% موارنة، وعند كل استحقاق تتجه الأنظار إلى توجهاتها. إذ بينها مَن يلتف حول هذا المرشح أو يجتمع متعاطفاً مع ذاك. العصب العائلي لا يزال ينبض بقوّة في كسروان والفتوح، بعكس جارتها جبيل. على أرض الرئيس اللواء فؤاد شهاب، ما زال "الزعماء"، الذين افتتحنا بهم الموضوع، يعتقدون أنّ "هذه العائلة في جيبي" و"نصف تلك العائلة تصبّ معي"... وينطلقون في حسابات الربح والخسارة الإنتخابية من هذا المعيار.



الواقع أن قرار العائلات لم يغب، بل اشتدّت سواعده متى وُجد من يلعب على وتره الحساس. في اللوائح الخمس التي ركبت قطار المعركة، بصمة الأصول العائلية حاضرة في المضمون قبل الشكل. حتى اللائحة الأضعف في حلبة المعركة سـ"تأخذ من درب" الأربع الأخريات أصواتاً بحاجة ماسّة إليها.


بالمقابل، عائلات بين الخمسة الأولى في كسروان لم تنزل إلى الساحة بل غابت عن المشهد الإنتخابي مُثيرةً التساؤلات، علماً أنّها تضمّ وجوهاً قادرة على استقطاب الأصوات.
عائلة عقيقي، الأكبر عدداً في كسروان، معروفة تاريخياً بقربها من المهندس نعمة افرام خصوصاً وأنّ وزنها التجييري ينطلق من الجرد. عديل افرام الوزير السابق فريد هيكل الخازن في رصيده "بلوك" من العائلة أيضاً، أضف إليهما توزّع الأصوات على الأحزاب وفي مقدّمتها "التيار الوطني الحر". الأمر ليس غريباً على آل صفير الذين تتوزّع أصواتهم بين مختلف القوى والشخصيات على أنّ العامل الحزبي يلعب دوره بعد عدم ترشح أيّ من وجوه العائلة البارزة للمنازلة النيابية.

آل خليل، الأكثر التفافاً "متى حزّت المحزوزية"، ما زال جزء منهم يُناصر النائب يوسف خليل في صناديق الإقتراع، مع تسجيل تراجع لصالح الأحزاب بين "القوات" و"الكتائب"، كما الخازن. أمّا آل سلامة، الملقَّبون بـ"أرمن كسروان"، فسيجد جزءٌ منهم نفسه ملتزماً بمرشح حزب "الكتائب" شاكر سلامة والمرشح على لائحة "كلنا وطني" يوسف سلامة فيما القسم الباقي موزَّع بين الخازن و"القوات".

اللائحتان الرابعة والخامسة لهما حصّتها من آل زغيب بين المرشح على لائحة "التضامن الوطني" جوزيف زغيب والمرشحة على لائحة "كلنا وطني" جوزفين زغيب. قد يؤثّر ذلك على بعض الأصوات نوعاً ما، لكنّ الجزء الأكبر يتوزّع بين "القوات" و"التيار" والخازن وافرام.

أمام هذا المشهد، أيّ نتائج سيصنع التوزّع المستجدّ للأصوات في صفوف العائلات الكسروانية في النسبية مع الصوت التفضيلي؟ أيّ نتيجة ليست محسومة لأنّ المستجدّات كثيرة والقانون جديد، ولا شيء مضمون!