أحيا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الليلة الخامسة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، برعاية رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان، وفي حضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين.
عرف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم.
وألقى رئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله" السيد هاشم صفي الدين كلمة، استهلها بالقول: "في ما نقل عن الامام الحسين، انه قال "الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون"، فهذا الحديث الذي يخرج من معدن العلم وينبوعه يختصر الواقع الذي كان قائما انذاك، وربما يختصر ايضا الواقع الذي يعيشه الناس عادة في العلاقة مع الدين والدنيا. وهذا الموضوع من المواضيع المهمة التي تنعكس في ابعادها صحة او خطأ على كل المجالات سواء في المجال الشخصي والاجتماعي والسياسي والحياتي بشكل عام، وهذا من المواضيع التي تبنى وترتكز على عقائد ومفاهيم وتنتج مواقف، وكثير من الامور التي حصلت في تاريخ البشرية مبنية على فهم هذه الحقائق، لكن الاسلام العزيز علمنا وارشدنا كيف ننظر الى هذه العلاقة من خلال بعض الخطوط العريضة التي سأذكرها بشكل سريع واصل الى خاتمة ونتيجة".
ورأى "ان نظرة الاسلام لموقعية الانسان والخلق الذي أراده الله عز وجل لهذا الانسان، وهو المخلوق الالهي، وتحدثنا عن الغاية الهدف وما هو المطلوب بشكل واضح الاية الشريفة (وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون)، فالعبادة هي الخضوع لله عز وجل والتسليم بكل مندرجات هذا المعنى، فالانسان مخلوق الهي يكدح في الحياة الدنيا وينبغي ان يكون هدفه هو تحقيق هذا المعنى".
وتابع: "يقول امير المؤمنين عليه السلام، "ماذا يصنع بالدنيا من خلق للاخرة"، ان الله عز وجل لم يخلقنا لهذه الدنيا انما خلقنا لغاية اسمى واهم، وهي الاخرة، ماذا يصنع في الدنيا اذا كان الهدف من خلقه ووجوده وكل ما تم منحه واعطاؤه في هذه الحياة الدنيا من اجل الاخرة، في نهاية المطاف والمآل هو الاخرة. المؤمن والمسلم لا يشك بهذا ابدا، ومن شروط المؤمن ان يؤمن الانسان بالمعاد والاخرة والحساب والقيامة وكل هذه المعاني المدونة في القران الكريم ومثبتة في احاديث النبي وأهل البيت عليهم السلام. ثانيا اذا كانت الاخرة هي الغاية، فما هي وظيفة الانسان في الحياة الدنيا يقول تعالى ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا)، فالبلاء هو الامتحان والاختبار ليصل الانسان نتيجة هذا الامتحان في كل شيء ليصل الى تحقيق المبتغى، وطريق الوصول الى الاخرة يمر بالنجاح في هذا الامتحان".
واكد ان "البلاء والابتلاء هو المفهوم الاوحد الذي يفسر الفلسفة من وجود الانسان وخلقه، ومآل هذا الانسان، والامر الثالث اذا كانت وظيفة الانسان في هذه الدنيا هو ان يسلك هذا المسار مسار الابتلاء والبلاء بنجاح، اذا ما هي وظيفة هذه الدنيا، كيف يجب ان ننظر اليها، فالاسلام اوضح هذا الامر بشكل واضح وبين وسهل يفهمه كل الناس، في كلام لامير المؤمنين عليه السلام: "اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل". والاحاديث المشهورة وهي نفس مضامين الايات، ان هذه الدنيا قنطرة ومزرعة، والمطلوب ان نزرع في هذه الدنيا لنحصد في الاخرة".
اضاف: "الامر الرابع هذه الدنيا وهي محل الابتلاء والامتحان والتي يجب ان ننجح فيها في حصادنا لاخرتنا منها، فهذه الدنيا فيها مميزات انها تشد نحو التعلق بها، وتشد العقل والقلب والمصلحة، طبعا العقل في بعض ضروبه ومفاهيمه، والا العقل السليم لا ينبغي ان ينشد الى الدنيا يقول الله عز وجل عن هذا الانشداد والغريزي والطبيعي ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)، فهذه الشهوات الى يومنا هذا هي الموجودة، بدل الخيل السيارات، وبدل الذهب العملة والارصدة في البنوك، كل هذه العناوين تشد الانسان وتشد حياته وميوله لتجعله خاضعا لها ومتخليا عن دينه اذا كان متعارضا الدين، ومع هذه الميول".
وتابع: "ان الله تعالى يبين الطريق بعد ان يوضح المتاع بكل عناوينها وتفاصيل مع هذه الميول، فيقول تعالى (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير). اذا، بين الله عز وجل لنا حال الدنيا والغاية المآل للانسان والغاية التي يجب ان نحققها من خلق الانسان، فطبيعة هذه الدنيا تشد الانسان اليها لكن هناك ما هو افضل وانعم بقوله تعالى ( جنات تجري من تحتها الانهار)، وطريق الوصول الى ما هو افضل هو التقوى، التقوى بمفهومها الكبير والجليل ومعانيها الجليلة التي تعني مسك النفس والتحكم بالارادة والتسلط وانشاء العزم الاكيد لتحقيق هذه الغاية الالهية".
واشار الى الامر الخامس والاخير، فقال: "هل يعني ذلك ان الله خلقنا في هذه الدنيا وخلقنا للاخرة وطلب منا ان نعرض اعراضا كاملا تاما على المستوى العملي عن الدنيا، ابدا عن الدنيا، نعم على المستوى القلبي يجب ان نعرض مفترض ان نعرض الزهد وحقيقته هو هذا الاعراض عن هذه الدنيا وعدم التعلق، وهذا هو المطلوب والمحبوب والمرغوب، لكن الاعراض التام العملي مستحيل، نريد ان نأكل وأن نشرب، المتاع في هذه الدنيا جعل لهذا الانسان ولكن لم يجعل للانسان لينسى اخرته يقول تعالى (وابتغ في ما اتاك الله الدار الاخرة)، اذا، الله اعطاك كل شيء في هذه الدنيا، فاستفد منه في هذه الدنيا و لم يطلب منك الله عز وجل ان تنفض يديك بالكامل من هذه الدنيا. المطلوب ان تخوض غمارها وغمار ما فيها من متاع وبلاء وامتحان من اجل الاخرة ولا تنسى نصيبك منها في هذه الدنيا، واحسن كما احسن الله اليك اذا حصلت على مال او مكسب او على موقع او على منصب او جاه او حظوة، فاجعل كل هذا في سبيل الله، واياك اياك ولا تبغي الفساد في الارض، والفساد يأتي من الغرق في هذا المتاع ومن الاستسلام لهذا المتاع".
واكد "ان طغاة العصر والمفسدون والظالمون في التاريخ هم الذين تغلبت عليهم شهواتهم واهواؤهم وسعوا في سبيل الحصول على متاع الدنيا حتى لو اقتضى ذلك الظلم والحيف، وهذا ما حصل في طبيعة الحال. فالنتيجة من خلال هذه الخطوط العامة ان الله عز وجل اراد للانسان ان يكدح في هذه الدنيا، ( ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)، الكدح هو المطلوب والعمل من اجل الاخرة والاستفادة من كل فرصة ومن كل امر حسن والاستفادة من المال وكل ما اعطاك الله عز وجل لتسخره من اجل اخرتك، ولا تغرق في هذه الدنيا. الاتقياء والائمة المعصومون عليهم السلام ثبتوا نموذجا اخر في التعاطي مع هذه الدنيا وهو أرفع درجات التقوى والزهد والاعراض عن هذه الدنيا، وبذل كل ما اعطاه الله من اجل آخرتهم، لكن امير المؤمنين عليه السلام يعرف امكانات الناس ويعرف حدود التزامهم وحدود صبرهم، فيقول: الا وانكم لم تقدروا على ذلك لكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد، هناك اربعة عناوين ينبغي ان تكون حاضرة حينما نخوض غمار الدنيا ومتاعها".
وقال: "الورع، وهو ارفع من التقوى او من اعلى شؤون ودرجات التقوى، وبحسب التعريف الورع هو الاجتهاد من اجل رضا الله عز وجل، العفة ومسك النفس من اجل الاستقامة في طريق الله عز وجل، اذا توفرت هذه الشروط الاربعة بما منحه الله ووفقه سينجو وسيصل الى غاية سليمة، واذا غابت هذه العناوين فما يحصل عليه الانسان سيكون طامة بالنسبة اليه، وكلما حصل على متاع اضافي في هذه الدنيا كان سببا اضافيا لمزيد من العذاب الاليم، وهو سيخسر الدنيا ولن يبقى في هذه الدنيا المناط والملاك والعبرة في الاخرة وليس في الدنيا. وفي المقابل نجد ان الذين غرقوا في هذه الدنيا وعناوينها من الرذائل المال الشهوات السلطة حتى تسموا باسماء دينية واسلامية حتى لو اخذوا مواقع دينية واسلامية في الظاهر، لكنها في الواقع حينما تكون تحركهم هذه العناوين وحينما يغرقون فيها ويغرقون المجتمع فيها سيصلون الى الفساد والافساد والظلم والحيف".
واردف: "ما حصل مع الامام الحسين هو العلاقة والفهم الخاطىء بين الانسان والدين والدنيا على منصب، كان ابن سعد جاهزا واصبح حاضرا ليسفك دم الامام الحسين من اجل وعد، وقد لا يصل اليه ولن يصل اليه والبعض خوفا على قليل من الحطام والبعض خوفا على قليل من المتاع وخوفا على غضب زوجة او على فقدان مستقبل لابنه. كل هذه العناوين، من زين للناس حب الشهوات الى اخر الكلام، حينما تسيطر هذه الشهوات وتطغى هذه السلطات لتصبح في حياة الانسان اقوى سلطة، واقوى من سلطة دينه وعقله يسقط الانسان ويسقط والمجتمع. وفي بعض حالات السقوط للمجتمع تكون المصيبة فادحة، كما حصل في كربلاء نتيجة هذا السقوط والتهاوي. وهذا يحصل بالتدريج والتراكم ثم التراخي مع عناوين السلطة والمتاع والنزوات والنزاعات في كل الابعاد الموجودة".
وتابع: "في ايامنا هذه وفي كل يوم اذا كان الفرد لا يلتفت الى دينه وتقواه، واذا كانت الاسرة غير معتنية بتربية ابنائها، واذا كان المجتمع لا يعتني بصلاحه وصلاح حاضره ومستقبله، واذا كانت الدولة والسلطة معرضين عن كل ما فيه مصلحة للانسان ويغلبان مصالحهما ومنافعهما، يمكن لهذا المجتمع ان يسلك طريقا خاطئا وفاسدا. وهنا يأتي دور الحسينيين السابقين المخلصين الذين تعلموا من سيد الشهداء كيف تخلى عن كل شيء، فالامام الحسين هو حفيد رسول الله، حتى من قتله ومن ذبحه وسبى ونساءه ومن احدث كل هذه المنكرات والقبائح التي لا مثيل لها في التاريخ هم يعرفون من هو الحسين ويعرفون أباه وأمه وجده. ولو اراد الامام الحسين ان يبقى في المدينة دون التضحية في لحظة حساسة وحاسمة وحينما يكون الخيار بين ان يكون الانسان تابعا لدينه ولمصلحة دينه اي تابعا للغاية التي خلقه الله من اجلها، وبين الدنيا بكل ما فيها، يتخلى عن الدنيا بكل ما فيها. الامام الحسين ضرب المثل الاروع في التاريخ في التضحية والايثار، فهو تخلى عن كل هذه العناوين، وقبل ان يقحم نفسه وعياله ونساءه واطفاله وخيرة اصحابه في هذه الصحراء القاحلة وقبل ان يعطشوا وان يواجهوا، ولكن قبل كل هذا، لانه في عين الله".
اضاف: "عندما يكون الموقف حاسما يجب على الانسان ان يتخلى عن كل الدنيا من اجل الله ومن اجل اخرته، وحينما يكون المطلوب ان نعطى من قبل الظلمة دنيا ذليلة وحقيرة ودنيا لا قيمة لها، بعض الفتاة مما يتركه الطغاة فما قيمة هذه الدنيا، هل هذه حياة هذا موت. يقول الامام الحسين: "الدنيا في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين". في هذا البلد بفضل هذه المجالس واتباع نهج الامام الحسين انطلقت مقاومتنا التي اعزت شعبها واهلها والتي تخلت عن الدنيا، شهداؤها وقادتها أعرضوا عن هذه الدنيا، الشهيد والمجاهد الذي يتقدم الى ساحة الوغى وهو يعرف تماما انه سيترك خلفه نساء واطفالا وامهات واباء لاي شيء يقدم على هذا الفعل، لو لم يكن دينه وعقيدته اصبحت راسخة ومتغلغلة في حياته، وما أقدم على هذا الفعل واورث امته وشعبه العزة والكرامة، وهذا مضمون كلام الامام زين العابدين: القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، ان الكرامة هنا لمن يستشهد وكرامة لمجتمع الشهداء والمقاومين وكرامة لوطن الشهداء والمقاومين وكرامة لامة الشهداء والمقاومين. هذا نهج الامام الحسين الذي نفخر اننا تعلمنا منه وما زلنا نفخر وبأمس الحاجة لنتعلم من هذه التجربة ومن هذا النموذج والقدوة والريادة التي جسدها الامام الحسين".
وقال السيد صفي الدين: "اليوم مقاومتنا حققت انجازات كبيرة ومهمة على مستوى الوطن، وهذا موضوع اليوم والمطروح في كل المنتديات والمحافل، لكن اريد ان اشير الى نقطة واحدة من كان يعيش في العقود الماضية يعرف ما معنى التفوق الاسرائيلي والاستكبار الاسرائيلي والاستعلاء الاسرائيلي، قبل ايام عشنا وشاهدنا على شاشات التلفاز مشاهد العز والكبرياء والعظمة في امتنا وبلدنا ومشاهد الذل والهوان والانكسار للعدو، هل تعرفون ما معنى ان تعتمد قيادة جيش على دمية في مقدمة الجبهة، ما معناه في المعنى العسكري والقيادي للجيوش ذل وهوان، هذا يقول للجندي الاسرائيلي انه غير قادر على حماية ما يسمى دولة اسرائيل، فارجع الى الخلف، هم لم يخجلوا وهذه هي طباعهم، وهذا نتاج عزم المقاومين والوعد الصادق. ولو لم يكن المقاومون بهذا المستوى من العزم ، وهم آتون الى اليهود، فانتظرونا قادمون بالبندقية والصاروخ من حيث تحتسبون ومن حيث لا تحتسبون، فامتلأت قلوبهم رعبا وهزيمة وانكسارا".
ورأى ان "هذه مرحلة جديدة يجب ان تدون في تاريخ هذا الجيش الاسرائيلي الذي يمتلك اكبر ترسانة سلاح تطورا وعددا في هذه المنطقة، لكنه لم يصمد وخاف وتراجع. وهذا مشهد من مشاهد القوة، هنا الحياة عزيزة هنا الوطن عزيز، هنا الكرامة حاضرة، ودون هذه الكرامة يعني دون هذه المقاومة وسلاحها وعزتها وحكمتها، اين كان لبنان وكيف كنا سنعيش هل كنا نقبل ان نغرق في الذل والهوان؟ ونحن نبكي ونلطم ونتبع سيد الشهداء لن نرضى بذلك، ونحن تعلمنا من كربلاء كيف نبني اوطانا عزيزة وكريمة، بعض الناس قد يقولون لا داعي لهذا كله، ونقول له: اذا عندك مشكل ان تعيش في بلد مهزوم، فهذا لا يناسب تاريخنا وفهمنا لهذا الوطن ومستقبله، والجو السياسي الذي كان قائما كان جيدا ومهما ومعينا، الا ان المقاومة برغم اهتمامها لكل هذه المواقف المهمة الا ان المقاومة ارتكزت على سواعد الابطال وارتكزت على هذه البنية المتينة والركيزة الاساسية التي شكل نواتها وبنيتها "حزب الله" وحركة "امل" في دعوة الامين العام لحزب الله بان الرد آت، وفي دعوة رئيس مجلس النواب بالجهوزية الكاملة يجب ان نفخر، نحن لا نريد ان نتكبر على احد، وليست هذه ثقافتنا ولا انتماؤنا لاهل البيت. ولكن هذه هي الحقيقة، ان اتباع الامام الحسين والمحبين من ابناء "حزب الله" وحركة "امل" تمكنوا ان يبنوا عزا بعد عز وكرامة بعد كرامة، ولولا هذه الكرامة التي أوجدوها لكان بلدنا قد انتهى".
وتابع: "وفي نفس المجال والمضمار لبنان يعيش ازمات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية، والكل يتحدث عنها. ونحن ستجدوننا في لبنان احرص الناس على وحدة البلد واحرص الناس على اتباع سياسات مالية واقتصادية تنقذ البلد مما هو فيه، واذا كان هناك مجال اذا لم يكن القطار قد فاتنا ولكن عندما نرى كل هذه اللقاءات والاجتماعات المهمة والمفيدة والتي نؤمن بحسن خلفياتها وبحسن اهدافها حسب الظاهر وليس لنا ما هو في الباطن، ولكن الاهم من كل ذلك ان تكون السياسات المالية والاقتصادية سياسات واقعية تلامس وجع الناس الذين يعيشون وجعا كبيرا، وفي مشكلة ليست بسيطة، الناس تنتظر حلولا وما بات يكفيها الوعود وتنتظر حلولا تفتش عن مكان الحل الحقيقي في الهدر والفساد. الحلول ليست في زيادة الضرائب وليست في تحميل اللبنانيين المزيد من الاعباء، وهم يئنون من كل الاعباء والضرائب والغرامات ولا يتحملون المزيد من تحميلهم المسؤولية، ونحن نعتقد ان بامكاننا ان نذهب الى اماكن اخرى فابواب الهدر والفساد معروفة للجميع، علينا ان نبدأ بها. من هنا يبدأ الاصلاح، ومن هنا بامكاننا ان نتحدث عن حلول للمستقبل".
وختم: "أكتفي بهذا المقدار لاقول اننا من الامام الحسين تعلمنا ان نكون من الذين يدافعون عن دينهم وقيمهم وبلدهم وشعبهم ويضحون في سبيل ذلك. تعلمنا من الامام السيد موسى الصدر ان نكون مع الفقراء والمعوزين والمحتاجين، هكذا هو تاريخنا وثقافتنا، هكذا كنا وهكذا سنبقى المقاومين والمدافعين عن المحرومين والمعذبين على امتداد كل الوطن بطوائفه ومناطقه".
وفي الختام تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، والشيخ موسى الغول زيارة الامام الحسين.