غير انّك لم تبخلي علينا يوماً بأيّ من خبراتك، فكنت مرجع كلّ طفل "كَبِر قبل أوانه"، كنت مثاله الاعلى، بك احتذى، وعلى خطواتكِ سار، تلك الخطوات الثابتة التي تقشعر لها الابدان، وتُرفع لها القبّعات... وأكثر!

لم تبخلي يا ايلّا على عائلتك المحظوظة بك يوماً، لم تكتفي بنعمة وجودك بينهم، كنت هديّة مرسَلة إليهم من السّماء، فصرت اليوم كنزهم وعلّة وجودهم...

لم تبخلي يا ايلاّ على أيّ والدة يائسة، فمرّرت يديك المباركتين على وجهها لتمسحي دموعاً ذرفتها وجعاً لتحوليها الى دموع فرح ورجاء...

لم تبخلي على أيّ طفل "كَبِر قبل أوانه"، فكبرتِ وكبّرته، تعلّمتِ وعلّمته... رفعتِه الى حيث أنتِ، حتى لامستما أقدام الجّنة... فاستعرتماها من فوق...

ايلّا يا ايلّا، كم نحن بحاجة الى دروس منك لنفهم معنى الحياة، فنجد البساطة في الصعوبات، والامل حيث اليأس، والقوّة حيث الضعف...

‎كم نحن بحاجة الى خبراتك يا ايلّا لنحفظها جيداً ونطبقها بحذافيرها، ونعلمها الى أولادنا ليعلموها بدورهم الى أولادهم...
‎سنعلمهم مفهوم "الارادة" و"القوة"، ونشير بالاصابع اليك.
سنعلمهم مفهوم "العدالة" والالحاح في المطالبة بها، ليس انتقاماً، انما انصافاً للعديد من الـ "ايلا"...

لاستيضاح ما آل إليه المسار القضائي، يشدّد والد "ايلا" السيّد حسان طنّوس على أنّ "المماطلة بعد سنة ونصف على الحادثة هي سيّدة الموقف، مع العلم أنّ وزارة الصحة وضعت تقريرها النهائي الذي حمّل بشكل واضح مسؤوليّة ما حصل مع ايلّا للطبيب معلوف ولمستشفى سيّدة المعونات ومستشفى اوتيل ديو لرفضها استقبال ايلّا حينها.

كما ان تقارير عدة صدرت عن اللجان القضائيّة المعنيّة بملف ايلّا وقد حمّلت بدورها المسؤوليّة للطبيب والمستشفيين المذكورين. ومع هذا كلّه وبعد ثمانية أشهر من الجلسات القضائيّة والتقارير الطبيّة، لا يزال ملف ايلّا "مكانك راوح" والمماطلة عمداً باتت واضحة، كل ذلك بهدف المغمغة والتأخير في إصدار القرار الظني".

وأخيراً، طالب طنوس القضاء، ببتّ القضيّة سريعاً، لانصاف ايلّا.

ايلا، أثبتت لكلّ من لم ينصفها انها ولدت لتحيا، ان الحياة تستقبلها يوماً بعد يوم بأجمل ما لديها.

وفي هذا الاطار زفّ طنوس نبأ سارّاً للغاية، عن حالة ابنته، معلناً انها وضعت طرفين صناعيّين، وبعد نحو اسبوعين ستضع الطرف الثالث. وقد توقّع الطبيب المعالج أن تتمكّن من السير مجدّداً بعد ٥ أو ٦ اشهر كحدٍّ أقصى.

تظهر ايلا في الفيديو المرفق، وهي تأكل لوحدها بيديها، ووالدتها تهنّئها بعبارة "برافو يا شطّورة". ونحن بدورنا نهنئك بعبارة "برافو يا بطلة"... بطلة تجاوزت بضعفها وألمها بطولاتنا الوهميّة، نحن مدّعو القوّة والصحّة.