المنطقة نحو مزيد من "التسخين"... ولبنان دخل اللّعبة الإقليميّة
05 Aug 202116:46 PM
المنطقة نحو مزيد من "التسخين"... ولبنان دخل اللّعبة الإقليميّة

فالنتينا سمعان

أخبار اليوم

كتبت فالنتينا سمعان في "أخبار اليوم":
ثلاثة أحداث بارزة شهدها لبنان أمس: إحياء الذكرى السنويّة الأولى لانفجار المرفأ، مؤتمر دعم لبنان وشعبه في باريس، والرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان إلى داخل إسرائيل.



ولا شكّ أن هذه المحطات وباختلاف مضامينها، وجّهت رسائل عالية اللهجة. فالحدثان الأولان حثّا على تشكيل الحكومة بهدف تنفيذ الإصلاحات فيما الحدث الثالث- المفاجئ- يستدعي تطبيق هذه الأولوية للمواجهة في حال أي طارئ.

تزامنًا مع زيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا القاتمة الأجواء، كيف تُقرأ أحداث أمس وما هي الرسائل التي تحملها؟

يؤكد مصدر سياسي لوكالة "أخبار اليوم" أن الرابع من آب كانت محطة مفصلية لأكثر من عنوان.

 

العنوان الأساسي كان إحياء الذكرى الاليمة، وجّهت من خلالها مجموعة رسائل داخليّة تمثّلت في تأكيد بقاء اللّبنانيين وتثبيت إنتفاضتهم بالنزول مجددا إلى الشارع للمطالبة بالحقيقة، رافضين سياسة الأمر الواقع المفروضة عليهم من السلطة السياسية. وتجلّت الرسالة الثانية بوضوح في عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي أكد على أهميّة رفع الحصانات، وعدم عرقلة مسار العدالة او تغطية المجرمين.

وبالتزامن مع هذا العنوان، أتى المؤتمر الدولي الذي عكس الحرص الغربي والعربي على مدّ لبنان واللّبنانيين بالمساعدات، لمنع البلاد من الإنزلاق نحو الفوضى في ظل خوف كبير لدى الخارج من ذلك.

وهنا اعتبر المصدر أن هذه المساعدات هدفها إراحة الوضع العام للحدّ من الإنفجار، بالتزامن مع اللوم الدولي الكبير على المسؤولين اللبنانيين وطريقة مقاربتهم للأمور الوطنية التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه، إضافة إلى تحميلهم مسؤولية الفراغ وعدم إدارة الدولة بشكل شفاف.

ولفت المصدر إلى أنّ "المشهد الدولي العام يؤكد أن لبنان هو جزء من أولويته واهتمامه، في رسالة الى إيران وإلى كلّ من يعتقد أنه بإمكانه التعاطي مع لبنان كساحة".

 

وتابع: في موازاة ذلك أتى الردّ الإسرائيلي على الصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان في لحظة إعطاء واشنطن لتل أبيب الضوء الأخضر لمواجهة إيران ردًّا على استهداف السفينة الإسرائيلية".

وأفاد المصدر أنّه "في وقت يذهب لبنان نحو تقديمات بقضاياه على صعيد المعيشة والحكومة، تتجه المنطقة أكثر فأكثر نحو مزيد من "التسخين"، ومن استهدف اسرائيل بهذه الصواريخ أراد في هذا التوقيت أن يوجّه رسالتين: حرف الأنظار عن مشهدية 4 آب في الداخل وباريسيًّا، وعدم إمكانية تحييد لبنان عن الصراعات الخارجيّة".

وختم المصدر: لبنان يمرّ في مرحلة صعبة ودقيقة للغاية، محليًّا بسبب تعثّر الأوضاع الإقتصادية والمعيشية وغضب الناس، وخارجيًّا من خلال إدخاله باللّعبة الإقليميّة وتبادل الرسائل بين قواها.