تفاهم مرحلي في لبنان... هذه نتائجه!
05 Jan 202223:40 PM
تفاهم مرحلي في لبنان... هذه نتائجه!
كتبت أنديرا مطر في "القبس":

في ذروة تصعيد سياسي لبناني، خاصة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير السابق جبران باسيل من جهة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة ثانية، فاجأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اللبنانيين، اليوم، بالإعلان عن اتفاق مع عون على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، مع توجّه لعقد جلسة لمجلس الوزراء، من بوابة بحث الموازنة.

ولم تتضح ملابسات هذا الاتفاق، ولم يعرف ما إذا كان سيشمل ملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، وتقييد عمل المحقق العدلي، واقتصاره على المسؤولين العاديين، دون النواب والوزراء، أو سينحصر بفتح دورة استثنائية، مقابل انعقاد مجلس الوزراء، ولو من بوابة الموازنة، وهو شرط أساسي لبدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

عنوان حرب

وتعد مسألة «الدورة الاستثنائية» لمجلس النواب أحد عناوين الحرب السياسية الدائرة بين رئاستي الجمهورية ومجلس النواب.

وكان بري أصر على انعقادها، في حين عارض الأمر الرئيس عون، وذلك رداً على تعطيل الثنائي الشيعي مجلس الوزراء ومنعاً لحصول النواب المطلوبين للاستجواب في سياق التحقيق بجريمة مرفأ بيروت على حصانات يسعون إليها.

وإزاء تشدد عون، لجأ بري الى تحريك عريضة لفتح الدورة الاستثنائية عن طريق القانون، حيث تنص المادة 33 من الدستور على إمكانية الدعوة إلى عقود استثنائية للمجلس، من خلال مرسوم يوقّعه رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس الحكومة، مع تحديد موعد افتتاح هذه العقود واختتامها.

كما تنص أيضاً أنه على رئيس الجمهورية الدعوة إلى عقود استثنائية إذا طلب ذلك الأكثرية المطلقة من مجموع أعضائه.

وبعد جمع التواقيع اللازمة لإنجاز العريضة، أعلن ميقاتي الاتفاق على فتح الدورة الاستثنائية، كاشفاً في الوقت نفسه عن اتجاه لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد فور تسلم الموازنة.

تطيير الانتخابات

وحسب المعلومات، عمد ميقاتي خلال لقائه عون إلى تأمين اتصال هاتفي بين الأخير وبرّي، جرى خلاله التداول في ضرورة عقد جلسة للوزراء لإقرار الموازنة وسلسلة قوانين غيرها.

وأشار مصدر سياسي في تصريح لـ القبس إلى دور رئيسي لحزب الله في تليين مواقف حليفيه، اللذين وصل الاشتباك السياسي بينهما إلى ذروته في الأيام الاخيرة، إلا أن الثنائي لا يزالان يصران على مقاطعة جلسات مجلس الوزراء، إلا إذا تم البت بتنحية القاضي طارق بيطار أو على الأقل تقييد عمله.

كما أعرب المصدر عن تخوفه من أن يكون ثمن هذا الاتفاق مكلفاً قضائياً وانتخابياً: «هناك مخاوف من تسوية تعيد الحكومة لممارسة أعمالها، ويكون الثمن تطيير التحقيقات في جريمة المرفأ بناء على رغبة حزب الله وحركة أمل، مقابل تطيير الانتخابات كما يتمنى التيار الوطني الحر».

قتل الشعب

على الأرض، معاناة الشعب المعيشية والاقتصادية تتفاقم، بعد أن وصل سعر صرف الدولار إلى 30 ألف ليرة.

وأشار الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين إلى أن البلاد تتعرض لعدوان، معتبراً أنه في ظل وجود احتياطي 32 مليار دولار من العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان لا يمكن وصول الليرة إلى ما وصلت إليه اليوم، إلا بسبب سوء الأداء أو إرادة متعمّدة بقتل الشعب وتدمير الاقتصاد.

وأفاد بأن مؤسسات عدة أقفلت أبوابها بسبب الوضع الحالي، وأدى ارتفاع البطالة إلى ازدياد الفقر حتى أصبح أكثر من %60 من الشعب فقراء ونحو %30 يعتمدون على أموال الاغتراب.

اعتداء على «اليونيفيل»

أمنياً، تعرض جنود حفظ السلام في جنوب لبنان إلى هجوم مساء الأربعاء، من قبل مجهولين في حادثة هي الثانية من نوعها في خلال شهر.

وأفادت نائبة مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل كانديس آرديل بأن آليات تابعة للأمم المتحدة خربت وسرقت، مردفة: «على عكس المعلومات المضللة التي يتم نشرها، لم يكن جنود حفظ السلام يلتقطون الصور ولم يكونوا في ملكية خاصة، بل كانوا في طريقهم للقاء زملائهم في القوات المسلحة اللبنانية للقيام بدورية روتينية».

ودعت آرديل السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق سريع ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم.