أنطوان نجم
كتب انطوان نجم في موقع mtv:
1- بات من المتعارَف عليه، نظريًّا وواقعًا تاريخيًّا، أنّ العمل السياسيّ في حاجة ماسّة إلى منهجةطريق التنظيم المؤسّسيّ، وفي طليعته الأحزاب السياسيّة. والتنظيم المؤسّسيّ يعبّئ الطاقات الوطنيّة والسياسيّة، وينسّقها، ويثمّرها، ويضعها في خدمة الإنسان، كلّ الإنسان، تطلّعاتٍ ورؤى.
2 - علَّمنا القرن العشرون، في أوروبة بنوع خاصّ، أنّ انحراف بعض الأحزاب السياسيّة، في مجتمعات كبيرة ومهمّة هناك، أدخل البشريّة في مسارات مؤلمة، دفعت ثمنها غاليًّا تسلّطًا ودماءً وخرابًا. فقد انتشرت الإيديولوجيّات الماركسيّة والنازيّة والفاشيّة، على أصنافها وألوانها، بعقائدها التوتاليتاريّة وأنماط حكمها الدكتاتوريّة، فأزهقت الحرّيّة، وداست على الكرامة الإنسانيّة، وشوّهت مفهوم السلطة، وجعلت الإنسان، فردًا وجماعةً، عددًا بين أعداد، وضحيّةَ أصنام الأوهام، وعبدًا لمن نصّبوا أنفسهم آلـهةً في الأرض.
3 - بعد غروب تلك الإيديولوجيّات شبه الكلّيّ، أخذت أصوليّات دينيّة سياسيّة جهاديّة تنذر بما قد يؤدّي إلى عواقب وخيمة. ممّا يفرض على أحرار العالم برمّته أن يتنبّهوا إلى هذا الأمر، ويدركوا كنهه، ويستنبطوا الحلول الناجعة الفعّالة، وذلك لمصلحة الاستقرار والسلام والتقدّم.
4 - وفي لبنان، في حقبة القرن العشرين نفسها، كانت الممارسة السياسيّة قائمة على أسس التعاطي التقليديّ. ومع ذلك، سَلُم لبنان من خطر الوقوع في حبائل التوتاليتاريّة والدكتاتوريّة. لكنّ هذه، في الوقت عينه، سيطرت على رقعة واسعة من العالم العربيّ، بذريعة التحرّر من الأجنبيّ والفوضى والاقطاعيّة والاستغلال وتحرير فلسطين.
5 - وعرف لبنان، أيضًا، أحزابًا سياسيّة خدمت النظام الديمقراطيّ بمقدار، والقضايا الوطنيّة بمدًى، وأنقذت الوطن، إلى حدٍّ ما، من خدائع التوتاليتاريّات. إنّما لم تحلّ هذه الأحزاب إشكاليّة هويّة الدولة اللبنانيّة، ولم تنتشر طوائفيًّا بحيث تشكّل كلّ منها ضميرًا وطنيًّا جامعًا، ولم تمارِس، في صفوفها، سوى شكليّات ديمقراطيّة تكاد تنقذ بعض مظاهرها، ولم تستلم السلطة على الرغم من عمرها المديد. أمّا خطيئتها الكبرى فتكمن في فشلها في إقناع اللبنانيّين بأنّ النظام الحزبيّ حاجة ديمقراطيّة لا غنى عنها في ظروف عالَم اليوم التاريخيّة. وبالإضافة إلى إخفاقاتها تلك، فإنّ هذه الأحزاب، وحتى تلك المستجدّة، عاجزة كلّ العجز عن استنباط الحلول التي تحول دون سيطرة الأصوليّة الدينيّة السياسيّة على السلطة في لبنان.
6 - إنّ حاجة لبنان، بالتالي، إلى أحزاب سياسيّة، تنجح في ما فشلت وتفشل فيه أحزابه، حتى الآن، تشكّل ضرورة واجبة ومبتغًى مصيريًّا.
ولهذا النجاح شروط، هي الآتية:
7 - - فكرٌ ديمقراطيّ إنسانيّ يروّج لحضارة الحِوار، ويحترم خصوصيّات المجتمع اللبنانيّ التعدّديّ في مكوّناته وثقافاته، ويرتقي بالعيش المشترك القائم بحكم الأمر الواقع إلى مرتبة المؤالَفة الحقيقيّة، بحيث يُنـزع كلّ فتيل صداميّ يهدّد تلاقي اللبنانيّين ووفاقهم وتضامنهم. هذه المؤالفة هي قضيّة اللبنانيّين الجامعة.
8- مبادئُ عامّة ومنطلقات أساسيّة واضحة لبرنامج حكم سياسيّ عادل وتنمويّ، يحقّق الحريّة والحرّيّات في كلّ مقتضياتها، ويواكب التطوّر وازدياد متطلّبات الإنسان على الأصعدة كافّة.
9 - مفاهيمُ وممارسات توفّق بين الالتزام والحرّيّة، وتجعل المحازب-المواطن يعي حقوقه وواجباته.
10 - التأكيد أنّ الدولة اللبنانيّة جزء من عالم عربيّ، هو لها مدى حيويّ، وهي له متنفّس وأرض اختبار إنسانيّ.
11- رؤيا تستشرف المستقبل، وتتآلف والعولمة الآخذة في الانتشار.
12- نظام حزبيّ ديمقراطيّ، جامع وطنيّ ولامركزيّ، يعمل بمبدإ تداول المسؤوليّة في الإدارة الحزبيّة، ويتيح لكلّ محازب أن يحقّق ذاته الوطنيّة والسياسيّة وخلفيّته الثقافيّة، ويحيا التزامه، بكلّ خلُقيّة وإخلاص، في أبعاده كلّها.
1- بات من المتعارَف عليه، نظريًّا وواقعًا تاريخيًّا، أنّ العمل السياسيّ في حاجة ماسّة إلى منهجةطريق التنظيم المؤسّسيّ، وفي طليعته الأحزاب السياسيّة. والتنظيم المؤسّسيّ يعبّئ الطاقات الوطنيّة والسياسيّة، وينسّقها، ويثمّرها، ويضعها في خدمة الإنسان، كلّ الإنسان، تطلّعاتٍ ورؤى.
2 - علَّمنا القرن العشرون، في أوروبة بنوع خاصّ، أنّ انحراف بعض الأحزاب السياسيّة، في مجتمعات كبيرة ومهمّة هناك، أدخل البشريّة في مسارات مؤلمة، دفعت ثمنها غاليًّا تسلّطًا ودماءً وخرابًا. فقد انتشرت الإيديولوجيّات الماركسيّة والنازيّة والفاشيّة، على أصنافها وألوانها، بعقائدها التوتاليتاريّة وأنماط حكمها الدكتاتوريّة، فأزهقت الحرّيّة، وداست على الكرامة الإنسانيّة، وشوّهت مفهوم السلطة، وجعلت الإنسان، فردًا وجماعةً، عددًا بين أعداد، وضحيّةَ أصنام الأوهام، وعبدًا لمن نصّبوا أنفسهم آلـهةً في الأرض.
3 - بعد غروب تلك الإيديولوجيّات شبه الكلّيّ، أخذت أصوليّات دينيّة سياسيّة جهاديّة تنذر بما قد يؤدّي إلى عواقب وخيمة. ممّا يفرض على أحرار العالم برمّته أن يتنبّهوا إلى هذا الأمر، ويدركوا كنهه، ويستنبطوا الحلول الناجعة الفعّالة، وذلك لمصلحة الاستقرار والسلام والتقدّم.
4 - وفي لبنان، في حقبة القرن العشرين نفسها، كانت الممارسة السياسيّة قائمة على أسس التعاطي التقليديّ. ومع ذلك، سَلُم لبنان من خطر الوقوع في حبائل التوتاليتاريّة والدكتاتوريّة. لكنّ هذه، في الوقت عينه، سيطرت على رقعة واسعة من العالم العربيّ، بذريعة التحرّر من الأجنبيّ والفوضى والاقطاعيّة والاستغلال وتحرير فلسطين.
5 - وعرف لبنان، أيضًا، أحزابًا سياسيّة خدمت النظام الديمقراطيّ بمقدار، والقضايا الوطنيّة بمدًى، وأنقذت الوطن، إلى حدٍّ ما، من خدائع التوتاليتاريّات. إنّما لم تحلّ هذه الأحزاب إشكاليّة هويّة الدولة اللبنانيّة، ولم تنتشر طوائفيًّا بحيث تشكّل كلّ منها ضميرًا وطنيًّا جامعًا، ولم تمارِس، في صفوفها، سوى شكليّات ديمقراطيّة تكاد تنقذ بعض مظاهرها، ولم تستلم السلطة على الرغم من عمرها المديد. أمّا خطيئتها الكبرى فتكمن في فشلها في إقناع اللبنانيّين بأنّ النظام الحزبيّ حاجة ديمقراطيّة لا غنى عنها في ظروف عالَم اليوم التاريخيّة. وبالإضافة إلى إخفاقاتها تلك، فإنّ هذه الأحزاب، وحتى تلك المستجدّة، عاجزة كلّ العجز عن استنباط الحلول التي تحول دون سيطرة الأصوليّة الدينيّة السياسيّة على السلطة في لبنان.
6 - إنّ حاجة لبنان، بالتالي، إلى أحزاب سياسيّة، تنجح في ما فشلت وتفشل فيه أحزابه، حتى الآن، تشكّل ضرورة واجبة ومبتغًى مصيريًّا.
ولهذا النجاح شروط، هي الآتية:
7 - - فكرٌ ديمقراطيّ إنسانيّ يروّج لحضارة الحِوار، ويحترم خصوصيّات المجتمع اللبنانيّ التعدّديّ في مكوّناته وثقافاته، ويرتقي بالعيش المشترك القائم بحكم الأمر الواقع إلى مرتبة المؤالَفة الحقيقيّة، بحيث يُنـزع كلّ فتيل صداميّ يهدّد تلاقي اللبنانيّين ووفاقهم وتضامنهم. هذه المؤالفة هي قضيّة اللبنانيّين الجامعة.
8- مبادئُ عامّة ومنطلقات أساسيّة واضحة لبرنامج حكم سياسيّ عادل وتنمويّ، يحقّق الحريّة والحرّيّات في كلّ مقتضياتها، ويواكب التطوّر وازدياد متطلّبات الإنسان على الأصعدة كافّة.
9 - مفاهيمُ وممارسات توفّق بين الالتزام والحرّيّة، وتجعل المحازب-المواطن يعي حقوقه وواجباته.
10 - التأكيد أنّ الدولة اللبنانيّة جزء من عالم عربيّ، هو لها مدى حيويّ، وهي له متنفّس وأرض اختبار إنسانيّ.
11- رؤيا تستشرف المستقبل، وتتآلف والعولمة الآخذة في الانتشار.
12- نظام حزبيّ ديمقراطيّ، جامع وطنيّ ولامركزيّ، يعمل بمبدإ تداول المسؤوليّة في الإدارة الحزبيّة، ويتيح لكلّ محازب أن يحقّق ذاته الوطنيّة والسياسيّة وخلفيّته الثقافيّة، ويحيا التزامه، بكلّ خلُقيّة وإخلاص، في أبعاده كلّها.