أنطوان نجم
كتب انطوان نجم في موقع mtv:
الواقع السياسيّ
- تجاذب سياسيّ عنيف سيؤول، إذا ما استمرّ، إلى الفوضى فإلى مأزق وجوديّ ذي خطورة بالغة العواقب على الشرق الأوسط كلّه.
- تدخّل سوريّ-إيرانيّ علنيّ وواضح، عبْر أحزاب وهيئات وشخصيّات لبنانيّة، لجرّ لبنان إلى ما يقضي على سيادته وطابعه ودوره، يقابله تدخّل للأمم المتحدة بهدف حماية الدولة والنظام الديمقراطيّ فيها، وإلى تقويتها، كما إلى المساعدة على الاستقرار والنهوض الاقتصاديّ.
- لم ينجح اللبنانيّون، عمليًّا وحتى الآن، في التلاقي الصادق الصحيح على قواسم مشتركة توجّه سياسة لبنان، على اختلاف حقولها ومستوياتها.
واقع الشعب والدولة
- نحن، كما الشرق برمّته، طوائف. نقولها من غير عقدة ومن غير أيّ تقييم: لا سلبيّ ولا إيجابيّ. ولا ننظر إلى واقعنا هذا أنّه تخلّف أو تقدّم. وقد تجاهلت الدولة اللبنانيّة، منذ إنشائها، هذه الحقيقة المجتمعيّة المحسوسة، فتعاملت مع مواطنيها وكأنّهم شعب منصهر، موحّد الذات والتطلّعات. فدفعت سياسيّيه إلى الكلام بلغتَيْن متناقضتَين: الأولى علنيّة للمسايرة والدجل والاستهلاك السياسيّ، مّما أوقعنا في استهلاك الذات والتكاذب بعضنا على بعض. وأخرى، كلّ ضمن "جماعته" على انفراد وفي الخلوات، للتشاكي والتذمّر وانتقاد "الآخَر" والطعن في وطنيّته.
- دولة لبنان، في طبيعة تكوينها، دولة تعاقديّة بامتياز، قامت على عقد أوّل هو "ميثاق 43"، وثانٍ هو "اتفاق الطائف". ويبدو أنها الآن تفتّش عنعقد ثالث. ولكنّ التوجّه الانصهاريالذي طبع، ويطبع، قوانينها ونيّاتها "الرسميّة" يتعارض، جوهرًا، وطبيعة تكوينها، ممّا أدخلها على مرّ الزمن في أزمات تتوالى، ولمّا تخرج منها بعد.
منطلقات أساسيّة
لا بدّ لأيّ سعيْ إنقاذيّ من الإقلاع من منطلقات أساسيّة يرسي عليها برامجه ووسائل عمله. ويمكن أن تشكّل النقاط الخمس الآتية المنطلقات المنشودة، يتوافقعليها اللبنانيّون ويجعلونها ثوابت في حياتهم الوطنيّة:
1. الإقرارُ بأنّ المجتمع اللبنانيّ تعدّديّ. وتعدّديّتُه ثنائيّة-كِثاريّة: ثنائيّة دينيّة، وكِثاريّةٌ طوائفيّة.
2. إعتبارُ المساواةِ بين طرَفَي التعدّديّة في مسؤوليّة إدارة البلاد، على اختلاف أمورها ومستوياتها، تعني مساواةً كاملة بينهما في الحقوق والواجبات وفي أشكالها التطبيقيّة، ايًّا يكن عددُ المسيحيّين وعددُ المسلمين، ممّا يجعل "الديمقراطيّة التوافقيّة"، في أمتداداتها كافة، ركيزةً أساسيّة في النظام السياسيّ اللبنانيّ.
3. صيانةُ حرّيّة اللبنانيّين، أفرادًا وطوائف، في أعماقها وأبعادها، وذلك:
- بمحاربة أيّ سعيٍ لأيّ نوع من أنواع الذِّمّيّة، المباشرة وغير المباشرة، محاربةً حازمة لا هدنة فيها؛
- باحترام ثقافات اللبنانيّين وقِيَمِهم ومفاهيمِهم ومَواضيهم وخلفيّاتِهم وتقاليدِهم وتصوّراتِهم وتطلّعاتِهم ومقتضياتِ إيمانهم الدينيّ في مبادئه وأوامرِه ونواهيه؛
- باحترامِ حرّيّة مَن يرغب مِن المواطنين في تبنّي العلمانيّة نهجًا في الحياة، والتـزام الدولة أن تُفسح له في المجال أن يعيش في أجواء اقتناعاته وأن يمارسَها.
4. التأكيدُ أنَّ:
- أيَّ تراجعٍ عن اعتبار أنّ لبنان-الدولة "وطنٌ حرّ مستقلّ، وطنٌ نهائيّ لجميع أبنائه"، وأنّه "عربيُّ الهويّة والانتماء"، في كلِّ تبعاتهما؛
- وأيَّ تفضيل لمصالح مجتمعات أو دول أخرى على حساب مصالح دولة لبنان وأبنائها؛
- وأيَّ تفاوتٍ في ما بين اللبنانيّين في المساواة والحقوق والواجبات والعدالة والاطمئنان وتكافؤ الفرص والإنماء المتوازن؛
أمورٌ تمنع مؤالفتَهم، وتطعَن مبرّرَ بقاء لبنان دولةً، وتؤسّس لمستقبلٍ يسوده الاضطراب، والتفكّكُ، والشعورُ بالغبن والخوف، وهيمنةُ فريقٍ على فريق.
5. إقتناع من يلتزم هذه المبادئ أن يحياها، ويعمل لها في الإطار الوطنيّ المشترك. إنّ هذا الإطار هو الأقدر على انجاح الهدف المنشود واستتباب السلام الداخليّ وتمتينه.
الواقع السياسيّ
- تجاذب سياسيّ عنيف سيؤول، إذا ما استمرّ، إلى الفوضى فإلى مأزق وجوديّ ذي خطورة بالغة العواقب على الشرق الأوسط كلّه.
- تدخّل سوريّ-إيرانيّ علنيّ وواضح، عبْر أحزاب وهيئات وشخصيّات لبنانيّة، لجرّ لبنان إلى ما يقضي على سيادته وطابعه ودوره، يقابله تدخّل للأمم المتحدة بهدف حماية الدولة والنظام الديمقراطيّ فيها، وإلى تقويتها، كما إلى المساعدة على الاستقرار والنهوض الاقتصاديّ.
- لم ينجح اللبنانيّون، عمليًّا وحتى الآن، في التلاقي الصادق الصحيح على قواسم مشتركة توجّه سياسة لبنان، على اختلاف حقولها ومستوياتها.
واقع الشعب والدولة
- نحن، كما الشرق برمّته، طوائف. نقولها من غير عقدة ومن غير أيّ تقييم: لا سلبيّ ولا إيجابيّ. ولا ننظر إلى واقعنا هذا أنّه تخلّف أو تقدّم. وقد تجاهلت الدولة اللبنانيّة، منذ إنشائها، هذه الحقيقة المجتمعيّة المحسوسة، فتعاملت مع مواطنيها وكأنّهم شعب منصهر، موحّد الذات والتطلّعات. فدفعت سياسيّيه إلى الكلام بلغتَيْن متناقضتَين: الأولى علنيّة للمسايرة والدجل والاستهلاك السياسيّ، مّما أوقعنا في استهلاك الذات والتكاذب بعضنا على بعض. وأخرى، كلّ ضمن "جماعته" على انفراد وفي الخلوات، للتشاكي والتذمّر وانتقاد "الآخَر" والطعن في وطنيّته.
- دولة لبنان، في طبيعة تكوينها، دولة تعاقديّة بامتياز، قامت على عقد أوّل هو "ميثاق 43"، وثانٍ هو "اتفاق الطائف". ويبدو أنها الآن تفتّش عنعقد ثالث. ولكنّ التوجّه الانصهاريالذي طبع، ويطبع، قوانينها ونيّاتها "الرسميّة" يتعارض، جوهرًا، وطبيعة تكوينها، ممّا أدخلها على مرّ الزمن في أزمات تتوالى، ولمّا تخرج منها بعد.
منطلقات أساسيّة
لا بدّ لأيّ سعيْ إنقاذيّ من الإقلاع من منطلقات أساسيّة يرسي عليها برامجه ووسائل عمله. ويمكن أن تشكّل النقاط الخمس الآتية المنطلقات المنشودة، يتوافقعليها اللبنانيّون ويجعلونها ثوابت في حياتهم الوطنيّة:
1. الإقرارُ بأنّ المجتمع اللبنانيّ تعدّديّ. وتعدّديّتُه ثنائيّة-كِثاريّة: ثنائيّة دينيّة، وكِثاريّةٌ طوائفيّة.
2. إعتبارُ المساواةِ بين طرَفَي التعدّديّة في مسؤوليّة إدارة البلاد، على اختلاف أمورها ومستوياتها، تعني مساواةً كاملة بينهما في الحقوق والواجبات وفي أشكالها التطبيقيّة، ايًّا يكن عددُ المسيحيّين وعددُ المسلمين، ممّا يجعل "الديمقراطيّة التوافقيّة"، في أمتداداتها كافة، ركيزةً أساسيّة في النظام السياسيّ اللبنانيّ.
3. صيانةُ حرّيّة اللبنانيّين، أفرادًا وطوائف، في أعماقها وأبعادها، وذلك:
- بمحاربة أيّ سعيٍ لأيّ نوع من أنواع الذِّمّيّة، المباشرة وغير المباشرة، محاربةً حازمة لا هدنة فيها؛
- باحترام ثقافات اللبنانيّين وقِيَمِهم ومفاهيمِهم ومَواضيهم وخلفيّاتِهم وتقاليدِهم وتصوّراتِهم وتطلّعاتِهم ومقتضياتِ إيمانهم الدينيّ في مبادئه وأوامرِه ونواهيه؛
- باحترامِ حرّيّة مَن يرغب مِن المواطنين في تبنّي العلمانيّة نهجًا في الحياة، والتـزام الدولة أن تُفسح له في المجال أن يعيش في أجواء اقتناعاته وأن يمارسَها.
4. التأكيدُ أنَّ:
- أيَّ تراجعٍ عن اعتبار أنّ لبنان-الدولة "وطنٌ حرّ مستقلّ، وطنٌ نهائيّ لجميع أبنائه"، وأنّه "عربيُّ الهويّة والانتماء"، في كلِّ تبعاتهما؛
- وأيَّ تفضيل لمصالح مجتمعات أو دول أخرى على حساب مصالح دولة لبنان وأبنائها؛
- وأيَّ تفاوتٍ في ما بين اللبنانيّين في المساواة والحقوق والواجبات والعدالة والاطمئنان وتكافؤ الفرص والإنماء المتوازن؛
أمورٌ تمنع مؤالفتَهم، وتطعَن مبرّرَ بقاء لبنان دولةً، وتؤسّس لمستقبلٍ يسوده الاضطراب، والتفكّكُ، والشعورُ بالغبن والخوف، وهيمنةُ فريقٍ على فريق.
5. إقتناع من يلتزم هذه المبادئ أن يحياها، ويعمل لها في الإطار الوطنيّ المشترك. إنّ هذا الإطار هو الأقدر على انجاح الهدف المنشود واستتباب السلام الداخليّ وتمتينه.