الترسيم: ألاعيب الداخل.. وشهوات "الإقليم"
14 Jun 202206:34 AM
الترسيم: ألاعيب الداخل.. وشهوات "الإقليم"

إيلي القصيفي

أساس ميديا
كتب إيلي القصيفي في "أساس ميديا":

ما لم يكتمل من البراهين على اختلالات المشهد اللبناني بعد الانتخابات النيابية أكملته الفوضى اللبنانية في التعامل مع مشكلة سفينة التنقيب اليونانية في حقل "كاريش". هكذا لم تكن مشاهدات الجلسات الأولى للبرلمان الجديد الدليل الوحيد على مدى الخفّة وعدم الكفاءة اللتين أصبحتا تميّزان الحياة السّياسية اللبنانية، بل إنّ إرباكات التعاطي الرسمي مع معضلة السفينة "إنرجين باور" أظهرت قوّة التصدّع الذي يصيب الدولة اللبنانية، بفعل سقوط الحدود بين مصالح الدولة وحسابات أفرقاء السلطة وصراعاتهم، ناهيك بسقوط الحدود بين الدولة وحزب الله المتحكّم بقرارات السلطة المشكَّلة من حلفائه الأقربين، وهما سقوطان مترابطان ترابطاً وثيقاً.

إذّاك لم تحمل السفينة اليونانية على متنها العناوين الجديدة - القديمة للصراع مع إسرائيل وحسب، بل حملت أيضاً كلّ عناوين المعضلة اللبنانية الراسخة والمأسويّة التي زادها الانهيار الاقتصادي رسوخاً ومأسويّةً. لا ريب أنّ أهمّ هذه العناوين يتمثّل في ازدواجية السلطة في لبنان، بين السلطة الرسمية الناتجة ولو بوسائل مشكوك فيها عن عملية سياسيّة ديمقراطية، وبين سلطة خارج الدولة مكرَّسة بحكم موازين القوى العسكرية والأمنيّة والسياسيّة، أي سلطة حزب الله، باعتبار أنّ تفوّق سلطة الحزب غير ناتجة عن حجمه التمثيلي في الحكم، بل عن سلاحه وقدرته على استخدام هذا السلاح. وهذا سببٌ رئيسيّ في تسخيف العملية الديمقراطية والتشكيك في جدواها ما دامت قوّة سياسيّة تمثيلية كبرى تستخدم أدوات غير سياسيّة لفرض قواعد اللعبة السياسيّة وآليّات إنتاج القرار داخل الدولة، ولا سيّما في القضايا الاستراتيجية والمصيرية كملفّ ترسيم الحدود جنوباً.

ما يفاقم هذه المعضلة أنّه لا يوجد تناقض سياسي بين هاتين السلطتين ما دام حزب الله جزءاً من السلطة الرسمية، وما دامت الأخيرة مشكَّلة من حلفائه حصراً، وبالتالي فإنّ السلطة الرسمية مسلِّمة مسبقاً بتفوّق الحزب عليها، وليست مستعدّة لخلق أدنى توازنٍ مع سلطة الحزب حتّى لو كان هذا التوازن ضروريّاً لإثبات صدقيّتها لا أمام العالم وحسب، بل أمام غالبيّة الشعب اللبناني. لكنّ الأدهى أنّه لا يوجد تكاملٌ بين هاتين السلطتين لأنّ عناصر القوّة العسكرية والأمنية التي يهدّد حزب الله باستخدامها ضدّ إسرائيل غير خاضعة من قريب أو بعيد لسلطة الدولة، وإنّما هي جزء أساسي من المعادلة الأمنيّة والعسكرية الإيرانية في المنطقة.

لقراءة المقال كاملا، إضغط هنا.