جان عزيز
أساس ميديا
كتب جان عزيز في "أساس ميديا":
سقط الطائف السوري إلى غير رجعة. بل دُفن. وأُقيم على قبره حرّاس شهود شهداء، من كلّ الوجدانات بلا استثناء. وما بقي اليوم هو الطائف اللبناني. وأجمل ما فيه اسمه الأصليّ: وثيقة الوفاق الوطني.
لكن فلنتذكّر هذه الحقائق: كلّهم كانوا يوماً ضدّ الطائف. ثمّ انضووا كلّهم تحت سقفه، وعلى مراحل، وعن قناعة أو انتهازيّة. والأهمّ أنّ هذا السقف في خطر اليوم. لا بل أمام خطرين وجوديَّين اثنين.
الطائف، الذي أُقرّ قبل 33 عاماً، هو تسوية ميثاقية، أُعطيت كألواح الوصايا لأناس هم خليط من عقل وجنون، من شغف حياة واستسهال موت وقتل، ونحر وانتحار. كانوا قد تقاتلوا حتى أُنهكوا، فأُعطيت لهم خلطة عجائبية من تسوية ميثاقية حول الأساسيّات، وتفاصيل تنظيمية حول التقنيّات والإداريّات.
الميثاقي في الطائف هو الثابت. التنظيميّ متحوّل. الميثاقي هو المؤسّس. العملاني هو المتطوّر. الميثاقي جاء من المعاناة. التنظيمي جاء من ردود الفعل حيال الكيديّات والحرتقات والحساسيّات.
الشقّ التنظيمي من الطائف محدَّد بزمانه ومكانه:
مثلاً، كان أمين الجميّل متّهماً بتأخير إصدار المراسيم والقوانين. فصار في الاتفاق نصٌّ على مُهَل دستورية ملزِمة لتوقيع الرئيس. بينما لا مهل لتوقيع وزير.
أو كان ميشال عون متّهماً بأنّه جيَّر الجيش اللبناني كلّه لهَوَس رئاسيّ. فجاءت فقرة المادّة 49 الشهيرة ومهلة السنتين لانتخاب الموظّفين.
هذا الشقّ التنظيمي من الوثيقة عَرَضيّ تفصيليّ. وهو قابل لأيّ تطوير، وبنصوص من دون الدستور. نظام داخلي لمجلس الوزراء كافٍ وحده لحلّ معظم تلك الإشكاليّات الإدارية التقنيّة، إن لم يكن كلّها.
لقراءة المقال كاملاً: https://www.asasmedia.com/news/394768