علي حيدر
كتب علي حيدر في موقع mtv:
"كذبة كبيرة" نعيشها يوميًا، فكلّ ما نراه "مفلترًا" عبر السوشال ميديا، تأتي الحقيقة لتكذّبه وتظهر زيفه. يغرقُ الناس في آلاف المتاهات عبر "تويتر"، "فايسبوك"، "إنستغرام" وأخيرًا "تيك توك". وتحمّلك هذه التطبيقات أكثر مما تستطيع تحمّله، وتوقعك في آلاف الاحتمالات والانهيارات.
إلاّ أن السوشال ميديا هي سلاحٌ ذو حدين، تحملُ جانبًا سلبيا قاتلاً وشرسًا، وجانبا إيجابيا قد يكون سبب نجاح وتألق. لكن، عليك أن تُحسن استخدام هذا السلاح، بأيّ طريقة وفي أي موقف ولأيّ هدف. وهذا ما يعالجه فيلم "كذبة كبيرة"، طارحًا أكثر القضايا حساسية في المجتمع، وإحدى أكثر الأمور انتشارًا. كثرٌ غارقون حتى الصميم في السوشال ميديا، وفكرة الابتعاد عن هذا العالم يومًا واحدًا فقط تعادل فكرة الموت أو الانعزال.
يقول مخرج العمل نديم مهنّا: "يأتي هذا الفيلم للإضاءة على خطورة مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ أساسي، وخصوصا عندما تتحوّل إلى إدمان. تؤدي في الكثير من الأحيان إلى الهلاك، فعدد كبير يتعرض للتحرش والتنمر والاستغلال من خلالها. وقد يصل الأمر ببعض الأشخاص إلى الانتحار. فعلاً، هذا العالم الافتراضي مليء بالأمور القذرة والبشعة".
وتابع مهنّا في حديثٍ مع موقع mtv: "لكن رغم كلّ هذه السوداوية، هناك بصيص أمل في هذا العالم. وللوصول إلى إيجابياته، علينا أن نحسن استخدام تلك التطبيقات، وأن نكون أذكياء لا مادة استهلاكية سهلة لصنّاعها، فهم يستفيدون من هذا الجنون الذي يظهره البعض عبر تطبيقاتهم".
وأضاف، في معرض تأكيده على "اجتياح" السوشال ميديا حياتنا: "أحداث هذا الفيلم حقيقية. مشاهده مقتبسة من أمور موجودة، ونشاهدها بشكلٍ يومي. وقمنا بتحويلها إلى خطّ روائي ودرامي، مضحك ومبكٍ".
فيلم "كذبة كبيرة" يتأرجح بين الدراما والكوميديا. يعالج السوشال ميديا من كلّ جوانبها، والجملة التشويقية الخاصة به تقول: "إنه عالم السوشال ميديا، يمكن أن يُستعمل بذكاء ويرتقي بك، كما يمكنه أن يتحوّل إلى إدمان ويضعك في الحضيض..."، ويضمّ عددًا من النجوم الذين "يملؤون مكانهم في الفيلم، ويقدّمون الشخصية بمنتهى الاحتراف"، وفق قول مهنّا. ونذكر منهم: مجدي مشموشي، فؤاد يمين، هبة نور، لورا خباز، يعقوب شاهين الذي يخوض تجربة التمثيل للمرة الأولى، شربل زيادة، ساندي فرح، فريد حبيش وغيرهم. وهذه خلطة من نجوم شباب لبنانيين، سوريين وفلسطينيين، لديهم حنكة السوشال ميديا والتجربة الطويلة بهذه المواقع، ويظهر ذلك جليا عبر صفحاتهم وتفاعلهم الدائم عليها، خصوصًا "إنستغرام".
وشدّد مهنّا على أن إطلاق الفيلم في لبنان سببه أنه صوّر فيه. ويعتبر أن العمل على هكذا فيلم "مخاطرة" في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وهو لا يراهن على تحقيق الفيلم كلفة إنتاجه على الأقل، لكنه يراهن على وعي اللبنانيين الذين سيشاهدون الفيلم ويتعظون منه.
وقال مهنّا، في دعوةٍ منه لمشاهدته يوم طرحه في 23 أيار: "أدعوكم لمشاهدة الفيلم، لأنكم ستجدون أنفسكم فيه، وسترون مشاهد من حياتكم تمرّ أمامكم، ونحن أعطينا الفيلم عنوانا آخر، وهو "حكاياتكم اليومية"، أنتم هكذا تعيشون لكنكم غير مدركين، وحين ترون الضحايا أمامكم ستتغيّر نظرتكم لهذه التطبيقات، وتصوّبوها نحو المسار الصحيح، وبدل أن تكون داءكم ستصبح دواءكم".