عـمـاد مـوسـى
NOW
بات على قوى 14 آذار أن تقرّ وتعترف بعجزها عن ابتكار مفردات جديدة ومنطق متقدّم للرد على خطب حزب الله، مرشداً ونائب مرشد ونواباً وقادة ملهمين ( كالشيخ نبيل قاووق) وكادرات إعلامية وكومبارس سياسي بكرافات وبلا كرافات. وإليكم نماذج:
في عز "همروجة" شهود الزور التي أطلقها حزب الله والهادفة حصراً لضرب صدقية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، طلع النائب عُقاب صقر بمؤتمر صحافي مطوّل وموثّق في 11 تشرين الثاني 2010، فنّد فيه التحقيقات الرسمية مع من يتهمهم الحزب بالفبركات والمؤامرات معلناً باسم قوى 14 آذار عدم قبولها بقرار ظني يصدر عن المحكمة الدولية إذا "استند إلى شهادات مزورة" أو إلى وقائع "مسيسة" لاتهام حزب الله.
بم ردّ "الحزب" والحلفاء على المؤتمر؟
تراوحت الردود بين التجاهل والتسخيف.
وبمَ رد الحزب على القرار الظني في قضية اغتيال الحريري؟
رفع متهميه الأربعة إلى مرتبة القداسة.
وبم رد على استدعاء أحد كادراته بصفة شاهد في قضية بطرس حرب؟
أخفاه.
وبم رد على خطف المواطن الجنوبي جوزف صادر. وعلى ما يُقال همساً عن تورّطه في الخطف؟ بلا شيء.
وفي هذه القضية بالذات فرضيتان: الأولى وهي أن الحزب متهم بريء وبالتالي فعليه، أقلّه، أن يستنكر ويطالب بكشف هوية المتورطين في خطف مواطن لبناني في منطقة يسرح فيها أمن الحزب ويراقب حركة الناس والهواء.
أو أن الحزب فعلها. وفي الحالين أظهر الحزب لامبالاة المرتكب.
لا لغة تواصل أو تفاهم بين حزب الله وخصومه الشركاء في الوطن.
هاجم نصرالله جعجع بعنف.
فبم رد جعجع؟ ردً مطولاً في السياسة وفي الشخصي وفي عشرات الوقائع الموثقة. ردّ محكم بدرجة كبيرة. بعد المؤتمر كُلف النائب نواف الموسوي ( 47 عاماً) بالرد على رئيس القوات ودائماً على طريقة الحزب. فأدلى سعادته بهذا التصريح:
"تأديةً منه للدور المرسوم له من جانب الجهات الإقليمية المعروفة، قام السجين السابق المطلق السراح بقانون عفوٍ لا بحكم براءة، بتنفيذ وظيفته بأن لاك تخرّصات وترّهات أدمن عليها ولم تعد تلقى إلا السخرية والاستهزاء كما برنامج هزلي من الدرجة العاشرة.
الفارق بين ما قيل عنه وما يقوله عنّا لاسيّما لجهة اتهاماته لنا بالقتل، هو الفارق بين الحق والباطل. ما يقوله ليس إلا تكراراً للأكاذيب والافتراءات وشهادات الزور، وما قيل عنه خلاصات أحكام مبرمة من أعلى سلطة قضائية في لبنان أدانته على أفعاله الجرمية...".
لم يكلّف الموسوي نفسه عناء التدقيق بأي من الوقائع التي تدين الحزب ودحضها أو تقديم قراءة مختلفة على اعتبار أن الوقائع التي تشوه طهرانية الحزب وقدسية أفعاله تخرصات وترهات صادرة إما عن مأمورين وإما عن خونة وإما عن مجرمين.
أما الاعتراض السياسي على أداء الحزب وسلاحه فهو صراخ ونقيق ضفادع ( راجع مواقف the alchemist الشيخ نعيم).
ومن البدهيات أن مواقف قوى 14 آذار المناهضة لطروحات الحزب المناقضة لمفهوم الدولة فقاقيع صابون.
في المحصلة، من يود محاورة حزب الله، أو الرد على كلام مرشده المُنزل من الشاشة العملاقة، وعلى كلام المكلفين بالتصدي والتسخيف، أن يبتكر لغة من غير هذا العصر.