أخطاء 2022... كي لا تتكرّر!
11 Jul 202506:12 AM
أخطاء 2022... كي لا تتكرّر!

سينتيا سركيس

خاص موقع Mtv

 

في أيار 2022، تزيّنت السفارات اللبنانية في الخارج بيومٍ ديمقراطي طال انتظاره. عشرات الآلاف من اللبنانيين المغتربين توجّهوا إلى مراكز الاقتراع… لكن المفارقة الكبرى كانت في الأرقام.

رغم الأمل الكبير، جاءت النتيجة مخيّبة: نسبة اقتراع عامة لم تتجاوز 60 في المئة من أصل أكثر من 225 ألف ناخب مسجلين. فما سبب هذا العزوف، رغم الآمال الكبيرة التي عُلّقت على مشاركتهم في إحداث تغيير؟

وفق أرقام وزارة الخارجية، توزّعت نسب اقتراع المغتربين على الشكل الآتي:
- أوروبا كانت الاعلى نسبيا مع نسبة وصلت إلى 75 في المئة
- الخليج العربي كانت نسبة التصويت فيه 68 في المئة، كانت أعلاها في الإمارات وأدناها في الكويت
- إفريقيا بلغت نسبة التصويت فيها 65 في المئة تقريبا
- أميركا الشمالية والجنوبية تراوحت بين 45 و55 في المئة
- أسترليا كانت نسبتها الاقل مع 50 في المئة فقط

كثيرة هي العوامل التي لعبت دورا في امتناع المغتربين عن التصويت في الاستحقاق الماضي، وفي طليعتها تعقيدات وعوائق لوجستية، قيل في بعض الأروقة إنها كانت مقصودة، كالبُعد الجغرافي، حيث أن مراكز الاقتراع في بعض الدول كانت بعيدة جدا عن أماكن سكن اللبنانيين ما اضطر كثرا إلى السفر لساعات من اجل ممارسة حقهم أو الامتناع عن الاقتراع، تماما كما كانت الحال في أسترليا التي عانى فيها اللبنانيون أيضا من ضعف التوجيه والمعلومات، خصوصا أن نسبة لا بأس بها من اللبنانيين هناك لا تجيد قراءة اللغة العربية.
مشكلة البعد الجغرافي عانى منها اللبنانيون في كندا أيضا، أضف إليها مشاكل أخرى مثل تسجيل ناخبين في مدن أو مقاطعاتٍ مختلفة عن مكان إقامتهم، مع نقص في عدد الأقلام مقابل عدد المسجّلين، الامر الذي صعّب عملية الانتخاب ودفع كثرا إلى المغادرة من دون التصويت، وهو ما حصل ايضا في دول الخليج، تحديدا في الإمارات، السعودية، وقطر.

غياب التنظيم والتوعية كان سببا آخر لتخلّف المغتربين عن الاقتراع، إذ ان كثيرين لم يتلقوا معلومات بشأن أماكن واوقات الاقتراع كما أن السفارات لم تُطلق حملات فعالة لتشجيع التسجيل أو التصويت، حتى ان بعض الأقلام تغيّر موقعها في اللحظة الاخيرة من دون تبليغ المقترعين بذلك، من دون الإغفال عن الأخطاء التي حصلت خلال عملية التسجيل، من ضمنها إرسال أوراق اقتراع ناقصة، ومشكلات في لوائح الشطب وعدم ورود أسماء المسجّلين كما حصل في فرنسا.
يُضاف إلى كلّ ما تقدّم ذكره، المنصة الالكترونية التي كانت معقّدة بالنسبة للبعض خصوصا كبار السن او من لا يفقهون كثيرا بالانترنت، وقصر المهلة الزمنية المتاحة للتسجيل حيث ان الإجراءات المواكبة للعملية انتهت قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات.
الاستحقاق الذي جرى أيام الجمعة والاحد صعّب مشاركة المغتربين العاملين خصوصًا في دول مثل كندا وأستراليا، كما ان الخيبة السياسية لدى قسم كبير من المغتربين حالت دون توجّههم إلى صناديق الاقتراع، وهي مرتبطة بانعدام الثقة بالنظام القائم وإمكان التغيير في الانتخابات.

الاغتراب اللبناني قوّة لا يُستهان بها، من الجوانب الفكرية والمالية، وصناديق الاقتراع البعيدة التي لم تُملأ في الـ2022 قد تفاجئ الجميع في الانتخابات المقبلة، بعد كل المتغيّرات التي طرأت، بشرط وجود التجهيزات اللازمة والمسهّلات... والاهم نيّة من هُم في الداخل.