نورما أبو زيد
نداء الوطن
توالدت الأسئلة وتناسلت، عندما فُتحت في السادس والسابع من شهر كانون الأوّل الحالي أبواب اسطنبول لوفد من "حزب الله"، يتقدّمه مسؤول العلاقات العربية والدولية عمّار الموسوي، تحت عنوان أنيق اسمه "مؤتمر العهد للقدس". عنوانٌ يصلحُ لكلّ شيء، إلّا لشرح سبب جلوس حزبٍ عقائدي شيعي إلى مائدة دولة سنيّة تطمح إلى زعامة العالم الإسلامي بنسخته المُحدّثة، في مرحلةٍ يتراجع فيها النفوذ الإيراني، وتُعاد فيها كتابة أدوار لصالح الدول الكبرى.
فهل قرّرت أنقرة أن تكون "طهران الجديدة"؟ أم أنها تجرّب المقاس، وتختبر القماش، وتشدّ الخيوط التي تعرف سلفًا أنها قابلة للشدّ والقطع معًا؟ وهل تبدأ هذه الخيوط من القدس وتنتهي عند فلسطين؟ أم تمرّ على الأرجح عبر حاجةٍ تركية إلى أوراق إضافية، وحاجة "إلهيّة" إلى نافذة بديلة عن النافذة الإيرانية، في زمنٍ تنكمش فيه عباءة الملالي في الإقليم؟
بعض الجواب، أو بعضُ الخيط الذي يقود إليه، يكمن في زيارة سريّة يقوم بها عمّار الموسوي إلى المملكة العربيّة السعوديّة. بحسب معلومات "نداء الوطن"، بدأت الزيارة قبل ثلاثة أيام، لا خارج الضوء فحسب، بل تحت رعاية وساطة تركيّة، بمعرفة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبإخراج سياسي هادئ ومتقن تولّاه رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
انطلاقًا ممّا تقدّم، يُطرح سؤال آخر: هل الدفء العثماني حقيقي بعدما خفتت حرارة الحضن الإيراني؟ أم أن أنقرة والضاحية قرّرتا ببراغماتية عارية، فتح خطٍ إضافي مع "بضاعة" مختلفة المذهب، على طريقة "التجارة الذكية"، بعدما أُزيحت الشعارات جانبًا وبقيت الحسابات وحدها على الطاولة؟
قد يبدو السؤال الأخير وقحًا، لكنه مشروع تمامًا في ظلّ مشهدٍ جديد يُربك الخرائط القديمة، ويخلط الرايات بلا حرج. غير أن السؤال الأهم: ماذا يفعل "حزب الله" في السعودية؟
تنقل مصادر "نداء الوطن"، أن الزيارة تندرج في خانة التطمينات، لا في خانة تقريش السلاح إلى صلاحيات، موضحة أن المقاربة السعودية تقوم على تقديم هذه التطمينات كبديل عن ممثّل شيعي وآخر سنّي في لجنة "الميكانيزم"، الى جانب السفير سيمون كرم الذي يترأس اللجنة. وتضيف المصادر أن النقاش لا يقتصر على هذا الإطار، بل يشمل أيضًا البحث في احتمال تأجيل الانتخابات النيابية، في انتظار تبلور المشهد اللبناني والإقليمي.
وماذا عن إعادة الإعمار؟
تؤكّد المصادر أن ملف إعادة الإعمار غير مدرج على جدول أعمال الزيارة، غير أن نجاحها قد يفتح الباب اللبناني أمام مساعدات سعوديّة لاحقة. إلا أن المشاركة السعودية غير الوازنة في "مؤتمر باريس" لدعم الجيش، مؤشر على أن المملكة لم تضع ثقلها بعد، وأنها لا تزال تراقب المسار قبل الانتقال إلى مرحلة الالتزام ماليًا سواء في تسليح الجيش اللبناني أو في إعادة الإعمار.
ويبقى السؤال الأوضح، ما فائدة التواصل مع حزب تتعامل معه عواصم عربية على قاعدة الضرورة لا القناعة؟
تشرح المصادر أن المظلّة أوسع من مجرّد طمأنة "حزب الله" إلى المسار الراهن في لبنان والمنطقة، أو البحث في تأجيل الانتخابات النيابية. وبحسب المصادر، تتطلّع المملكة إلى انتقال سلس من واقع تعدّد السلاح إلى حصريّته، في موازاة خشيتها من انفلات الأمور في حال استمرار ضخ دولة إقليمية أموالًا في لبنان لمصلحة جهات متطرّفة.
وماذا عن تركيا؟ وأيّ تقاطع مصالح يجمعها بالسعودية و "حزب الله"، ليضعها في موقع الوسيط لـ "الحزب" على خطّ الرياض؟
تقول المصادر إن المملكة وتركيا تتقاطعان عند هاجس عدم الاطمئنان لإسرائيل. السعودية متمسّكة بورقة "قمة بيروت" القائمة على حلّ الدولتين، بينما تركيا ترى في "حزب الله" فرصة للاستثمار لبنانيًا وإقليميًا!.
عند هذه النقطة، يصبح السؤال الأكثر فجاجة: هل تكتفي تركيا بلعب دور الوسيط الطموح، أم هي تسعى بهدوء إلى وراثة الدور الإيراني في احتضان الحركات الإسلامية، سنّتها وشيعتها، تحت راية عثمانية محدّثة، أقلّ صخبًا من النسخة الملاليّة وأكثر براغماتية؟
فهل قرّرت أنقرة أن تكون "طهران الجديدة"؟ أم أنها تجرّب المقاس، وتختبر القماش، وتشدّ الخيوط التي تعرف سلفًا أنها قابلة للشدّ والقطع معًا؟ وهل تبدأ هذه الخيوط من القدس وتنتهي عند فلسطين؟ أم تمرّ على الأرجح عبر حاجةٍ تركية إلى أوراق إضافية، وحاجة "إلهيّة" إلى نافذة بديلة عن النافذة الإيرانية، في زمنٍ تنكمش فيه عباءة الملالي في الإقليم؟
بعض الجواب، أو بعضُ الخيط الذي يقود إليه، يكمن في زيارة سريّة يقوم بها عمّار الموسوي إلى المملكة العربيّة السعوديّة. بحسب معلومات "نداء الوطن"، بدأت الزيارة قبل ثلاثة أيام، لا خارج الضوء فحسب، بل تحت رعاية وساطة تركيّة، بمعرفة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبإخراج سياسي هادئ ومتقن تولّاه رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
انطلاقًا ممّا تقدّم، يُطرح سؤال آخر: هل الدفء العثماني حقيقي بعدما خفتت حرارة الحضن الإيراني؟ أم أن أنقرة والضاحية قرّرتا ببراغماتية عارية، فتح خطٍ إضافي مع "بضاعة" مختلفة المذهب، على طريقة "التجارة الذكية"، بعدما أُزيحت الشعارات جانبًا وبقيت الحسابات وحدها على الطاولة؟
قد يبدو السؤال الأخير وقحًا، لكنه مشروع تمامًا في ظلّ مشهدٍ جديد يُربك الخرائط القديمة، ويخلط الرايات بلا حرج. غير أن السؤال الأهم: ماذا يفعل "حزب الله" في السعودية؟
تنقل مصادر "نداء الوطن"، أن الزيارة تندرج في خانة التطمينات، لا في خانة تقريش السلاح إلى صلاحيات، موضحة أن المقاربة السعودية تقوم على تقديم هذه التطمينات كبديل عن ممثّل شيعي وآخر سنّي في لجنة "الميكانيزم"، الى جانب السفير سيمون كرم الذي يترأس اللجنة. وتضيف المصادر أن النقاش لا يقتصر على هذا الإطار، بل يشمل أيضًا البحث في احتمال تأجيل الانتخابات النيابية، في انتظار تبلور المشهد اللبناني والإقليمي.
وماذا عن إعادة الإعمار؟
تؤكّد المصادر أن ملف إعادة الإعمار غير مدرج على جدول أعمال الزيارة، غير أن نجاحها قد يفتح الباب اللبناني أمام مساعدات سعوديّة لاحقة. إلا أن المشاركة السعودية غير الوازنة في "مؤتمر باريس" لدعم الجيش، مؤشر على أن المملكة لم تضع ثقلها بعد، وأنها لا تزال تراقب المسار قبل الانتقال إلى مرحلة الالتزام ماليًا سواء في تسليح الجيش اللبناني أو في إعادة الإعمار.
ويبقى السؤال الأوضح، ما فائدة التواصل مع حزب تتعامل معه عواصم عربية على قاعدة الضرورة لا القناعة؟
تشرح المصادر أن المظلّة أوسع من مجرّد طمأنة "حزب الله" إلى المسار الراهن في لبنان والمنطقة، أو البحث في تأجيل الانتخابات النيابية. وبحسب المصادر، تتطلّع المملكة إلى انتقال سلس من واقع تعدّد السلاح إلى حصريّته، في موازاة خشيتها من انفلات الأمور في حال استمرار ضخ دولة إقليمية أموالًا في لبنان لمصلحة جهات متطرّفة.
وماذا عن تركيا؟ وأيّ تقاطع مصالح يجمعها بالسعودية و "حزب الله"، ليضعها في موقع الوسيط لـ "الحزب" على خطّ الرياض؟
تقول المصادر إن المملكة وتركيا تتقاطعان عند هاجس عدم الاطمئنان لإسرائيل. السعودية متمسّكة بورقة "قمة بيروت" القائمة على حلّ الدولتين، بينما تركيا ترى في "حزب الله" فرصة للاستثمار لبنانيًا وإقليميًا!.
عند هذه النقطة، يصبح السؤال الأكثر فجاجة: هل تكتفي تركيا بلعب دور الوسيط الطموح، أم هي تسعى بهدوء إلى وراثة الدور الإيراني في احتضان الحركات الإسلامية، سنّتها وشيعتها، تحت راية عثمانية محدّثة، أقلّ صخبًا من النسخة الملاليّة وأكثر براغماتية؟