"كان عنّا طاحون" تقول الأغنية. ربما يُستعاض عنها قريباً بأخرى مماثلة "كان عنّا رئيس".
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والثلاثين بعد المئة، ويبدو أنّ العدّ سيطول خصوصاً أن لا بوادر تمنح بريق أمل بقرب انتخاب رئيسٍ جديد بات مصيره في أيدي أولياء أمرنا في الخارج، في ظلّ عجز أولياء أمر الداخل عن الاتفاق على رئيس أو الاحتكام الى الديمقراطيّة لانتخاب من ينال الأكثريّة المشار إليها دستوريّاً.
خرج القصر الجمهوري في بعبدا، منذ الخامس والعشرين من أيّار الماضي حين خرج منه ميشال سليمان، من خريطة السياسة اللبنانيّة. لا صورة ولا لقاء ولا وفود تزوره ولا ملكة جمال منتخبة تتغندر من المدخل الى المكتب الرئاسي تحت أنظار الموظفين والحرس.
منذ مئة وستٍّ وثلاثين يوماً، لا يجد موظفو القصر الجمهوري ما يقومون به. يقرأ بعضهم الصحف. يتلهّى آخرون بمواقع التواصل الاجتماعي.فنجان قهوة "جايي" وآخر "رايح". يمارس بعضهم هواية التوقّع علّه يصل الى هويّة الرئيس المقبل. لا زوّار ولا إعلام. الحدث في مكانٍ آخر، يتنقّل رسميّاً بين ساحة النجمة وعين التينة والسراي الحكومي وأمنيّاً بين عرسال وبريتال وطرابلس والطرقات المقطوعة بإطارات "غضب الأهالي".
الموقع الماروني الأول شاغر، والموارنة "الأوائل" ينشغلون في أمورٍ كثيرة، متفرّجين على العشب الذي يكاد ينمو على أدراج القصر الجمهوري الذي عرف دماراً واحتلالاً وسكن فيه سبعة رؤساء جمهوريّات، في وقتٍ يبدو وصول الرئيس الثامن مؤجلاً.
فهل يأتي يومٌ نسمع فيه خبراً يقول "استقبل رئيس الجمهوريّة في قصر بعبدا..."؟
في الانتظار، لا بأس بالغناء "كان عنّا طاحون"...