مدّد النوّاب لأنفسهم. حسناً. فلنتجاوز هذا الخبر الآني فلا نبدأ به، بل نتّخطاه لنذهب مباشرة الى نتيجة هذا الخبر.
والجوهر هنا: رواتب نواب مدّدوا لأنفسهم للمرة الثانية بحجة الاهتزاز الامني. وقّعت أكثريّة النواب على قانون التمديد، ورفضت أقليّة التوقيع، من دون أن تتخلّى عن أيّ من ميزات المقعد النيابي الممدّد له، ومنها الرواتب والمخصّصات الشهريّة.
اختار النائب سامي الجميّل أن يخرق المشهد السياسي الكلامي التقليدي الانشائي المنمّق في دعم الجيش الذي لا يُترجم بخطوات عمليّة. ثمّة نماذج كثيرة عن مثل هذا الكلام، من مؤيّدي التمديد كما من معارضيه. فقد علمت الـmtv أنّ الجميّل تخلّى عن راتبه الشهري لصالح عائلات شهداء الجيش اللبناني وذلك في كتاب وجّهه الى أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر طلب فيه تحويل المخصّصات الشهريّة العائدة له، اعتباراً من شهر تشرين الاول المنصرم وحتى نهاية مدة التمديد الثاني للمجلس النيابي في 20 حزيران 2017 الى عائلات شهداء الجيش.
وأكدت مصادر للـ mtv أن هذه الخطوة لقيت ترحيبا كبيرا لدى قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أثنى عليها معتبرا أنها تشكّل دعما كبيرا لعائلات الجيش.
هذه الخطوة غير المسبوقة في هذا المجلس الممدّد له لو حذا حذوها زملاء النائب الجميّل، لتشكّلت كتلة نقديّة على مدى السنتين والـ 7 أشهر تقارب ما يزيد على الـ 607 مليارات ليرة. مبلغ قد يكون بديلاً نافعاً لتصريحات ومواقف كلاميّة بدأ المواطنون يمجّون تكرارها، لأنّ الكلام يبقى كلاماً لا يصرف في بنك الاعتماد على الخطة الكفيلة بدعم الجيش وتثبيت الامن والاستقرار في البلاد لضرب الارهاب والخارجين عن القانون.
على أمل أن تعمّم هذه الخطوة على النواب الآخرين، من فريقَي 8 و14 آذار، علّ هؤلاء يتوحّدون لمرّة على غير مصالحهم الخاصّة.