شامل روكز بين فرصتَين ضائعة وآتية
26 May 201506:40 AM
شامل روكز بين فرصتَين ضائعة وآتية

نقل زائر لمرجعيّة روحيّة مسيحيّة بارزة عنها قولها إنّ عدم وصول العميد شامل روكز الى قيادة الجيش فرصة ضائعة. يملك قائد فوج المغاوير ما يمكن أن يصل الى الإجماع على مزاياه، الى جانب الشعبيّة التي يملكها في صفوف التيّار السياسي الذي يرأسه عمّه، العماد ميشال عون، وحتى خارجه. إلا أنّ الكفاءة والشعبيّة ليسا العاملين الفاصلين في تعيين قائدٍ للجيش في لبنان.


شارك العميد شامل روكز مساء السبت الماضي في العشاء السنوي لجامعة الروح القدس في الكسليك، بمناسبة عيد العنصرة. كان الإقبال، من الحضور الكهنوتي والإعلامي والأكاديمي، واضحاً لمصافحة الرجل المبتسم دائماً، موحياً بالخجل، والتقاط الصور معه. يتكرّر الأمر نفسه اينما حلّ روكز، بلباسه العسكري أو المدني الذي يقول أمام مقرّبين منه بأنّه يعمل على الاعتياد عليه.
ولكن، في المقابل، يؤكد أحد المقرّبين من روكز، من قياديّي التيّار الوطني الحر، بأنّ جناحَي "التيّار" المتصارعَين، بصمتٍ حيناً وفي العلن أحياناً، يتفقان في ما بينهم على مخاصمة روكز وعدم الترحيب بانتقاله الى النشاط السياسي، عبر "التيّار"، حين يتقاعد بعد أشهر.


يشكّل شامل روكز، وفق المصدر نفسه، نقيضاً لمعظم هؤلاء. لا يقبل التسويات، لا يساير، ولا يتنازل من أجل موقع. أصدق دليلٍ على ذلك أنّ روكز يصرّ على أن يبقى محافظاً على انتمائه الى المؤسسة العسكريّة حتى آخر يومٍ من خدمته. لذا، فهو يبتعد عن المشاركة في المناسبات التي لها خلفيّة سياسيّة، حتى لو كانت اجتماعيّة. وهو كان حريصاً على دعوة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى ثكنة المغاوير في رومية لافتتاح المسبح الذي أنشئ فيها، كما أنّ علاقته التي تشهد "طلعات ونزلات" بينه وبين قائد الجيش لم تدفعه يوماً الى تجاوز المناقبيّة العسكريّة التي تمتّع بها طيلة مسيرته في الجيش.


ربما يكون عدم وصول شامل روكز الى قيادة الجيش فرصة ضائعة. وربما تكون مصاهرته للعماد ميشال عون عاملاً معرقلاً لهذا الوصول، في حين أنّ المصاهرة نفسها أوصلت، لوحدها، آخرين الى مناصب عالية. إلا أنّ الرجل يبقى، مهما كثر الحذرون من مرحلة ما بعد تقاعده، الوريث الأقرب الى وجدان "العونيّين" والاستمراريّة لصورة عون، القائد العسكري. فهل يعوّض العميد بقيادة تيّار عن قيادة جيش؟