ما لا نتمنّاه لشامل روكز
18 Sep 201506:33 AM
ما لا نتمنّاه لشامل روكز
 
ثمّة إجماع، لدى مختلف القوى السياسيّة، على كفاءة العميد شامل روكز. يملك الرجل تاريخاً ناصعاً طوال مسيرته في الجيش. تحضر، عند الكلام عنه، صفات الجرأة والنزاهة والقيادة. ويذهب البعض، من المعجبين بشجاعة قائد فوج المغاوير، الى ابتكار ما يشبه "الأساطير" عنه. هذا الرجل نفسه يتكرّر اسمه منذ أشهر، وخصوصاً في الأيّام الأخيرة، في غير مكانه الطبيعي.
 
"تسوية روكز". تتكرّر الكلمتان بكثرة في الصحف ووسائل الإعلام في هذه الأيّام. العميد الذي رفض تسويات كثيرة في تاريخه، ولم يساوم حين ساوم كثيرون، يُزجّ باسمه اليوم في تسويات ومساومات من صنع سياسيّين اعتادوا عليها. كلامٌ في هذه الصحيفة عن ترقية روكز مع 11 عميد الى رتبة لواء. ومعلومات في صحيفة أخرى عن حصر الترقية بثلاثة عمداء، من بينهم روكز، بهدف تأخير تسريحه لسنة (يُسرّح العميد في سنّ الـ 58 واللواء في سنّ الـ 59). وكلامٌ عن توافق في جلسة الحوار بين تيّار المستقبل وحزب الله على الترقية، سبقته مبادرة تولاها النائب وليد جنبلاط.
 
ليس هذا ما كنّا نتمنّاه لشامل روكز الذي يملك حضوراً مميّزاً في وجدان كثيرين، ويملك احتراماً لدى جميع اللبنانيّين، خصوصاً أنّ صورته تتماهى الى أقصى الحدود مع رمزيّة الجيش اللبناني وشعاره المثلّث، "شرف، تضحية، وفاء". فالمغوار، الذي يمشي معه اللبنانيّون في نشاطات "مشوار مع مغوار"، على الثلج وتحت أشعة الشمس، ليس مكانه في سوق البازار السياسي، حيث يشتري السياسيّون ويبيعون، غير آبهين بقوانين ومؤسّسات وأعراف.
 
يستحقّ العميد روكز أن ينهي مسيرته الناصعة في الجيش، من دون أن تُلوّث أو تُرسم حولها الاستفهامات، ومن دون أن يُعيَّر بصلات عائليّة. ولعلّ من يحبّ العميد بصدق لا يتمنّى له ما يحصل في هذه الأيّام...