لو تخيّلنا أن لبنان إنسان يعيش بيننا ويحمل إسم دولتنا. هذا الأخير يحمل في جيناته شخصية الدولة اللبنانية ويتصرف مع محيطه كما تعاملنا دولتنا... في هذه السطور نستعرض بعض العوامل التي قد تحملها شخصية "لبنان"!
لبنان هذا كان ليكون في العام 2016 شخصاً فوضوياً. هو ذاك الذي لا يصل البتة في الموعد المحدد، ولا يحضر في المكان المناسب الا في الوقت غير المناسب. ومن التوقيت الى العمل، إنه الموظف الذي يملك ما يحتاج من مؤهلات ليبرع لكنه لا يفعل. ليس لأنه لا يريد التطور ولا التقدم بل لأنه يعجز عن التصرف.
فلبنان ذلك الرجل الذي بات كهلاً، هو لا يأخذ قراره بنفسه... إذ أنّه يخضع لسلطة أهله. وللمفارقة والده ترك المنزل منذ صغره ووالدته سارت في مسلك سيء لكنه يأبى أن يتصرّف من دون أخذ موافقتهما.
لبنان صحيّاً ليس في أفضل حالاته. لا يدخن لكنّه يتنشّق روائح كريهة جعلت من جهازه التنفسي يعاني أمراضاً شتّى. ومن جهازه العصبي يرتشف كل لحظة بعد أن عاش طفولة حفرت في أذنيه آنذاك أصوات القنابل والمتفجرات.
لا يشعر هذا الأخير بالانتماء ولم يجد بعد هويّته، فهو يعيش تضارباً في الحضارات. تارة يطلب منك أن تناديه بلقبه "المستجنب" أي "مو" وأحياناً يرفض البتّة أن يتخلّى عن اسمه "محمد". يحبّ النساء كثيراً ويشارك في التظاهرات المساندة لهنّ في الشارع لكنّه وللمفارقة يرى نفسه أعظم من كل اللواتي وأعدهنّ وحتى تلك التي يتشارك معها لتأسيس المستقبل.
تعب لبنان وأهلكه الازدواج في المواقف والتبعية والصراع بين الحريّة والقيد والعجز عن التحرّر رغم تلك النار المشتعلة في داخله المطالبة بالاستقلال الحقيقي... فزار الطبيب النفسي في عيادته وخرج مع ورقة دوّن عليها اسم مرضه وهو "لبنان".