أيّام صعبة تنتظر رئاستي الجمهوريّة والحكومة ولبنان
13 Dec 201606:45 AM
أيّام صعبة تنتظر رئاستي الجمهوريّة والحكومة ولبنان

بموقف يعيد الى الاذهان الوصاية السوريّة طالب بشار الاسد بأن يتخلّى لبنان عن سياسة النأي بالنفس. مشاغل التشكيلة الحكومية حجبت هذا الكلام الخطير.

كلام الاسد يناقض موقف حزب الله الذي كان يدعو اخصامه الى قتاله في سوريا بعيدا من لبنان. التناقض بين حزب الله والنظام السوري يمكن تحمل وطأته، ولكن عودة "تلازم المسارين" جاءت بعد خطاب القسم الداعي الى "تحييد لبنان"، وقبل البيان الوزاري الذي كان سيتحرك بين عبارتي التحييد والنأي بالنفس. يبدو ان اياما صعبة تنتظر رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، ومن خلالهما كل لبنان طبعاً.
وإشارات تصعيد النظام السوري تُرجمت بإرسال شخصية دينية سُنية موالية له، في زيارتين رسميتين الى شخصيتين مسيحيتين ميشال عون والبطريرك الراعي. أيام قليلة وازداد منسوب التصعيد.
سليمان فرنجية الذي يعتبر وصول عون انتصاراً للخط السوري، لا يخفي استعداده لمحاربة عون اذا اراد الحرب! وبعد كلامه هذا من صرح بكركي، توجه فرنجية الى عين التينة واعلن انه اتفق مع الرئيس بري على توزيع الحقائب. هذا الاتفاق معناه فرض امر واقع سوري على الرئيس المكلف سعد الحريري وعلى رئيس الجمهورية، المعنيَين حصرا بإعلان التشكيلة الحكومية. وحتى لا تغيب اصابع حزب الله عن الخطة الجديدة، أطل السيد حسن نصرالله، وبعد كلام هادئ، انتهى الى المطالبة بقانون انتخابات يعتمد النسبية الكاملة في لبنان دائرة واحدة، أو توسيع الدوائر. اذاً يجب ان تبصر الحكومة النور وهي مكبلة بمعارضة من داخلها، وببيان وزاري يأخذ بالحسبان التقدم العسكري للنظام في حلب، وبأفكار لقانون انتخابات نيابية يشد بصيغة المختلط الى النسبية في دوائر موسعة، تعطي نتائج لبنان دائرة واحدة.
هذا حكومياً أما على صعيد رئاسة الجمهورية، فاستعادة المسيحيين لحقهم بالشراكة يجب أن يمر من باب دمشق. وباب دمشق يعرف كيف يسد منافذ سياسية وكيف يفتح معابر ارهابية. فاكثر من "شاكر العبسي" ينتظر، ليهتز الأمن اللبناني... في كل لبنان.