فتاة خسرت شقيقها وكادت تخسر حياتها... وانتصرت
فتاة خسرت شقيقها وكادت تخسر حياتها... وانتصرت
فتاة خسرت شقيقها وكادت تخسر حياتها... وانتصرت
06 Aug 201706:06 AM
فتاة خسرت شقيقها وكادت تخسر حياتها... وانتصرت
بكثير من الضّحك وكثير من المرح، اختتما نهارهما بعد ساعات مرهقة من لعب كرة المضرب... وبلمحة بصر، وفي ثوان معدودة، وقعت الحادثة، تحت أشعّة الشّمس، من دون كحول ولا سهر حصل ما حصل. ما قلب حياة سومي رزق رأساً على عقب...

قبل 18 عاماً بالتحديد، استيقظت تلك الفتاة التي كانت بلغت لتوّهاعامها الـ 18 على سرير بارد، بين آلات متطوّرة تعدّ دّقات قلبها، وتراقب عمل دماغها... لم تتنبّه حينها الى ان نصفها الآخر خُطف من الحياة في تلك الحادثة المريرة... ونصف جسدها أيضاً لم يعد يقوى على الحراك...

دقائق قليلة كانت كفيلة بتحويل حياة سومي التي تروي في حديث الى موقع mtv كلّ المراحل التي مرّت بها، كلّ المطبّات التي واجهتها... وصولاً الى ما هي عليه اليوم، هي التي تتحضّر منذ أشهر لخوض تجربة سباق ماراتون بيروت في تشرين الثاني.

"بعد الحادث الذي تعرّضت له، استيقظت داخل غرفة العناية الفائقة في المستشفى، كانت حالتي حرجة جدّاً، العناية الالهيّة أنقذتني، لكني أُصبت بشلل نصفي، وبعد شهرين من العلاجات الجذرية في المستشفى، خرجت منه مباشرةً إلى المطار باتجاه لندن، بهدف استكمال العلاج وبالتالي الخضوع لجلسات العلاج الفيزيائي، وجلسات أخرى تساعدني على تقبل وضعي وتعلّمني كيف أتعامل مع الكرسيّ النقال في كلّ خطوة من خطواتي.

هناك بدأ التحدّي الحقيقي، لقد تعذبت فعلاً طوال فترة العلاج (نحو شهرين ونصف شهر)، خصوصاً في المراحل الاولى من التعامل مع حالتي، وتقبل فكرة الشلل وأنّي بتّ على كرسيّ متحرّك.

عشت فترات تذبذب صعوداً وهبوطاً. وجدت نفسي وحيدة في لندن داخل مركز طبيّ، وعندها عدت إلى ذاتي، وخصوصاً أن خبر وفاة شقيقي في الحادث شكّل لي صدمة كبيرة، عشت وقعها في لندن، بعد أن كان توأم روحي ولا يفارقني لساعة. لم استوعب خبر رحيله عنّي بهذه السّرعة، وغضبت منه كثيراً، وسألته "لماذا لم تأخذني معك"؟
الانتحار كان يخطر في بالي، لكن وجود أهلي كان الدافع الوحيد لأتابع مسيرتي، خصوصاً أن أبي كان يردّد جملة ما فارقت ذهني يوماً: "لو انت كمان رحت مع خيّك، لشو كانت حياتنا أنا وإمّك؟".

عندما انهيت فترة علاجي في لندن، وعدت الى لبنان، كانت الليلة الاولى صعبة جداً، أمضيتها داخل غرفة شقيقي، وما زلت حتى اليوم أنام فيها. ومع الوقت ومع دعم الاصدقاء والاهل والاقارب استطعت تخطّي محنتي، والاهمّ تقبّل وضعي. تابعت دراستي في الجامعة، وعشت حياة مليئة بالنشاطات. لم أتخلّ عن أي من هواياتي مثل السباحة، كرة المضرب، ركوب الخيل، وخصوصا قيادة السيارة من جديد.

سومي اليوم شابّة رائعة الجمال، تتدرّب يوميّاً لخوض تجربة ماراتون بيروت، وتقول: "جارتي منى هي التي شجّعتني، وكنّا ننظّم مناسبات رياضيّة أمام باحة مطعمها في بيروت، وحالياً أتدربّ يوميّاً مع مدربّ خاص يساعدني علي تعزيز النشاط الجسدي، ويعلمني أصول التنفس وتحسين القدرة عل التحمل... فكلّ هذا ضروري للماراتون. واتمرن أيضاً في BEIRUT BY BIKE على كرسيّ خاص  لمشاركي الماراتون.

أنا متحمّسة جدّاً لهذا الماراتون فهو اول ماراتون اشارك فيه".

أخيراً، تلفت سومي إلى أن أبرز ما واجهته من صعاب في لبنان كان نقص المعدات والوسائل اللازمة للتعامل مع حالتها. وتختم بالقول: "تسميتنا معاقين أو disabled خاطئة، فنحن أصحّاء إنما بشكل مختلف، differently abled". يمكننا فعل أي شيء، نفعله بشكل مختلف لكن نفعله بالتأكيد.