بالصّور: مشهد "مُثير" على اوتوستراد في لبنان
بالصّور: مشهد "مُثير" على اوتوستراد في لبنان
27 Aug 201706:35 AM
بالصّور: مشهد "مُثير" على اوتوستراد في لبنان
هو مشهد يومي على طريق سريع وخطر، وبالتّحديد على اوتوستراد خلدة: عائلة كاملة على درّاجة ناريّة، وسط سيل من السيّارات والشاحنات.
هذا المشهد للأسف بات مألوفاً على مختلف طرق لبنان، والكلمات التي نردّدها، سبق أن كتبناها بالغصّة نفسها والحرقة نفسها... وما من يتّعظ.
فانعدام حسّ المسؤوليّة لدى الوالدين يظهر جليّاً، هما لا يأبهان لحياتهما، ولا لحياة ولديهما، ولا حتّى لسائقي السيّارات المجاورة، فالخطر الذي يتعرّضون له لا يقلّ شأناً عن الخطر الذي يسببونه لكلّ سائق سيّارة يمرّ بجانبهم على الاوتوستراد.  
أسئلة كثيرة تُعاد وتُطرح في هذا الاطار: أيّ جيل من المتوقّع ان نحصد مع أهل من هذا النوع يزرعون في عقلَي ولدين بريئين ثقافة التهوّر والموت، كيف لا وهما يعرّضانهما للموت في كلّ ثانية؟ كيف سيفهم الولدان قيمة الحياة وكيفيّة الحفاظ عليها ما داما تربّيا على تهميشها...
أوتسألون عن الارهابيّين والانتحاريين؟ هذه التربيّة بالذات، ستؤدّي حتماً الى ولادة "سلوك إرهابي وانتحاري" في العقل الباطني للولد، فكلا المشهدين يستهتر بنعمة الحياة، ويعرّض "أبطاله" لخطر الموت.
بهذا المشهد بالذات، نتناسل مشكلاتنا الاجتماعيّة ونتوارثها من جيل الى جيل، فلا نحقّق الحسّ المدني المطلوب لبناء المجتمع والدّولة.
طبعاً، يجدر بنا السؤال أيضاً أمام مشهد كهذا: أين الدولة؟ أين شرطيو السّير؟ فالدرّاج ارتكب عدداً من المخالفات دفعة من واحدة، من غياب الخوذ، إلى الحمولة الزائدة، إلى تعريض حياة أكثر من شخص للخطر... أم أن هذه الفعلة ليست مهمة والتركيز يجري فقط على تسجيل مخالفات السرعة الزائدة وإن انحصرت بقليل من الكيلومترات في الساعة؟

هذا المشهد "المثير" الذي يتكرّر على عدد الساعات، على مختلف طرق لبنان، مثير فعلاً... للغضب، لا بل للشفقة.