فيروز على جدار بيروتيّ... وفي القلب
فيروز على جدار بيروتيّ... وفي القلب
فيروز على جدار بيروتيّ... وفي القلب
21 Nov 201816:12 PM
فيروز على جدار بيروتيّ... وفي القلب
ميرا مطر

ميرا مطر

في شهر تموز المنصرم، وضعت مجلة "فوربس" السيدة فيروز فوق تصنيف نجوم الغناء العرب الأكثر تحقيقاً للشهرة في العالم. وحلّت السيدة فيروز الأعلى رتبةً ممّن جاء في المرتبة الأولى. وأبقت المجلة المذكورة سفيرتنا إلى النجوم خارج التصنيف والمنافسة مطلقةً عليها لقب "الأسطورة".
أضحت الّسيدة فيروز بالنسبة الى اللبنانيين رمزاً وتراثاً وإبداعاً ستذكره الأجيال. لن نرى لها مثيلاً في المدى المنظور، ولا عجب أن تكرّم مجلة "فوربس"، في خطوتها غير المسبوقة، سيدة عظيمة من لبنان.
لا شكّ في أنّ الكثير من اللبنانيّين تغنّوا بالسيدة فيروز، كلّ في مجاله. إختار الفنان يزن حلواني أن يشرك جدران بيروت المهملة في "ثقافة فيروز". فرسمها في الجميزة لتصبح جزءاً من متحف يساير العابرين في الشارع.
يكشف حلواني لموقع mtv أنّه "تحضيراً للانتخابات النيابية في العام 2013، تقاسم المرشحون جدران بيروت لإلصاق صورهم وشعاراتهم الإنتخابية، فقررتُ رسم السيدة فيروز كونها رمز الوحدة الوطنية التي لا تلوّثها السياسة، والشخصية الوحيدة التي يتفق الجميع على محبتها".
ووفق ألفرد كوكرين، أحدأقدم سكّان الجمّيزة، كان للسيدة فيروز فضل كبير في جذب الناس إلى المنطقة. فالجدار قبل صورة فيروز كان مجرّد "حيط"، لكنّ غرافيتي السيّدة أضفى حياةً على الجدار والشارع بأسره الذي تحوّل إلى نقطة جذب لجميع محبّي فيروز، فباتوا يقصدون المنطقة لالتقاط الصور و"السيلفي" مع الأيقونة. ويعتبر حلواني في هذا الإطار أنّ "ترجمة الهوية الثقافية لبيروت على جدرانها، يفسح المجال أمام الناس لاختبار المدينة والتعلّق بها بطريقة مختلفة كلياً".
وعلى الرغم من إجماع العامة على حبّ فيروز، لم يسلم الغرافيتي في الجميزة من التخريب. يروي حلواني: "أقدم مجهولون على لصق الإعلانات فوق غرافيتي فيروز لمرات عدة. وكنت أتلقّى اتصالات من أشخاصٍ لا أعرفهم ليبلغوني بأنّهم أزالوا الملصقات وأنّ فيروز بخير. هذا إنّ دلّ على شيء، في بلدٍ يفتقر إلى ثقافة الحفاظ على الأماكن العامة، إنّما يدلّ على مدى ارتباط الناس بغرافيتي فيروز، إلى درجة اعتبروا أنّ أي ضرر يصيب صورة السيّدة يمسّ فيروز نفسها".
يبقى الغرافيتي عنواناً للإحتفاء بجماليات الوطن وتبجيل السيدة فيروز. ويظلّ وجه السّيدة المحفور على الجدران يخلّد عظمة فنانة لا تتكرّر ويطبع ذاكرتنا بفن راقٍ وسامي لا يموت.