من مخيّم اللاجئين الى الـ AUB: أين "موطني"؟
من مخيّم اللاجئين الى الـ AUB: أين "موطني"؟
27 Nov 201812:07 PM
من مخيّم اللاجئين الى الـ AUB: أين "موطني"؟
ميرا مطر

ميرا مطر

يركبون الباص في مشوارٍ إلى العاصمة بيروت. يخرجون من مساكنهم حيث يُسجنون أكثر أيامهم. يصلون إلى مسرح الـ AUB ، ليغنّوا أمام جمهورٍ عريض. إنّهم الأطفال "الأقل حظاً" أو أطفال الحرب. هم الأطفال السوريون في مخيّم اللاجئين في البقاع.
إستضاف مسرح الـ AUB حوالي 120 مغنٍّ تتراوح أعمارهم بين الـ 7 و17 عاماً. غنّوا بحرفية واتّزانٍ واتقان يترجم عاماً من التدريبات الغنائيّة من قبل كورال "الفيحاء" بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان، في مشروع أطلقته جمعيّة "سنبلة" للتعليم والتنمية. والمثير للإهتمام أنّ "الفيحاء" أخضعت سابقاً لاجئتين من فلسطين والعراق للتدريبات الغنائيّة. أمّا هذا العام، فساعدت اللاجئتان المايسترو في تدريب الأطفال اللاجئين.
تلتقي "الفيحاء" الأطفال كلّ يوم أحد على مدار السّنة، وتخضعهم لتدريبات غنائيّة مكثّفة. تقول المنسقة الإداريّة لكورال "الفيحاء" رولا أبو باقر إنّ "الكثير من المواهب تختبئ وراء عنف الأطفال ومشاكلهم النفسيّة والإجتماعيّة، وكورال "سنبلة" هو دعم لهم وفرصة ليتعلّموا الإنضباط والتضحية وليكتشفوا أنفسهم".
رافقت جمعيّة "سنبلة" الأطفال السوريّين لأكثر من 4 أعوام. وشهدت على تطوّرهم النفسي والإجتماعي. تستذكر مؤسسة جمعيّة "سنبلة" ماسة مفتي تعرّفها على "أحمد" و"حمزة" منذ 3 أعوام: "كانا طفلين عنيفين وعدائييّن، أمّا اليوم فهما طفلان ناضجان شكلاً ومضموناً، وتحسّنهما ينعكس إيجاباً على أدائهما التعلّمي وسلوكهما في المجتمع".
أقامت "سنبلة" أوّل حفلة غنائيّة للأطفال اللاجئين عام 2015 تحت عنوان "سنبلة تنشد للسلام". لكنّ السلام لم يتحقّق، لا في سوريا ولا في المنطقة طبعاً. والتزاماً منها بالرسالة الأسمى وإصراراً على الإستمرار، أطلقت الجمعيّة حفلتها الثانية العام 2016 تحت عنوان "ولح نضلّ نغني". أمّا هذا العام، فأشركت "سنبلة" الجمهور في العمل الفني، وسمّت العرض بـ "بدنا نغنّي سوا".
تؤكّد مفتي أنّ "أغنيات الحفلة تملك أبعاداً ثقافيّة وإنسانيّة، وهي مزيج من الإرث السوري - اللبناني". غنّى الأطفال "فوق النخل" و"زيّنو المرجة" و"طلّو حبابنا طلّو" و"كان عنا طاحون". كما وشارك ضيف الشرف الفنان جورج خباز المسرح مع الأطفال، فغنّوا معاً أغنية "كبرت البنّوت". ومن شدّة التأثّر، غادر بعض الحضور القاعة، لاسيّما عندما غنّى الأطفال "يلّا نعمّر يا أصحابي بيوت صغيرة بوطنّا". وفي نهاية الحفلة، تحوّل المكان إلى سمفونيّة من أصوات الأطفال والجمهور التي غنّت بالحنجرة والدموع نشيد "موطني".