مسلمون يتحدّثون عن عيد الميلاد... وكلامٌ بِحَسرة
24 Dec 201806:11 AM
مسلمون يتحدّثون عن عيد الميلاد... وكلامٌ بِحَسرة
ميرا مطر

ميرا مطر

التقيته على متن طائرة متجهة من لبنان إلى ألمانيا. كان يتكلم اللغة الفرنسية بطلاقة مع المضيفة. خلته فرنسيّاً. سألته: “c’est quoi ce dessert, monsieur?”. أجابني: "je pense que c’est du bavarois au fraise”. بعدها، التقط جريدة عربية وراح يقرأ خبر اختفاء الصحافي جمال خاشقجي. قلت له: "اه لبناني؟". أجاب ضاحكاً: "إيه لبناني!". قلت: "عجبك شو صاير؟". أجاب: "والله كَنِش معايي خبر إنو مخطوف".
أيقظت لهجته أصولي الجنوبية، فقلت: "آه، من الجنوب كمان!". ردّ: "إيه نعم، من النبطية تحديداً".

سافر مكرم الحاج علي إلى فرنسا عندما كان طالباً في الجامعة اليسوعية في برنامج تبادل. ضعُف أمام الحياة في فرنسا وبقي هناك. يصعب على الرجل السبعيني أن يستذكر تفاصيل حياته الشبابية، ويختصرها بقوله "كنّا شباب طايشين". وجُلّ ما يستحضره من ذلك الطيش هو السفر بالسيارة لعدة أيام من لبنان إلى الدول المجاورة كسوريا والأردن وفلسطين.
ويتابع حديثه فيقول: "كانت ليلة الميلاد حينما قررت وأخي زيارة القدس. حضرنا القداس في كنيسة المهد وتوجّهنا بعدها إلى الأسواق العتيقة التي كانت ساحرة في تلك الليلة المجيدة". ويضيف بحسرةٍ "للعيد في القدس معنى آخر، رحم الله ذلك الزمن، حينما كانت زيارة القدس مباحة للجميع".
ليلة الميلاد هي من أهم ليالي العام، كيف لا وفيها ولد السيد المسيح وعمّ الأمل والفرح البشريّة كلّها. ولدى لقائنا مع جمهور المواطنين، استوقفتني فاطمة المحمود لتعبّر عن شغفها بهذا اليوم المبارك، بحيث تنتظر شهر كانون الأوّل من سنة إلى أخرى، كونه شهر العطاء والجود وفيه تتمثّل أجواء الفرح والبهجة. وتعتبر أن أهم ليلة في السنة، إضافةً إلى ليلة رأس السنة،  هي ليلة عيد الميلاد، حيث تجتمع العائلة حول مائدة العشاء وتتبادل الهدايا في أجواء دافئة.
أما عمر دوغان، فبدوره يحتفل بأربعة أعياد دينية سنوياً، وهي عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد وعيد الفصح. ويشير إلى أنّه "انطلاقاً من معتقداتي الإسلامية، أحتفل بميلاد النبي عيسى الذي جاء قبل النبي محمد".

ومن جهته، يرى سلمان صعب أن "ليلة الميلاد مقدسة وشجرة الميلاد بركة للمنزل".
معظم اللبنانيين، وعلى اختلاف مشاربهم، يحتفلون بميلاد السيد المسيح، ويعتبرونه يوماً مجيداً عظيماً، كيف لا وهو إبن الرّب وروح الله وقد نشر المحبة لتغمر كل الكون ولم يميّز بين أيّ إنسان وأخيه. وبسبب هذه القيم السامية والربّانيّة، يحتفل العالم بهذه الذكرى العطرة الخالدة وتنتقل جيلاً بعد جيل وإلى الأبد!