صحيح أن بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم ما زالت عند عتبة أسبوعها الثالث، غير ان الجولة الثانية، التي اختتمت الاحد، حملت في ثناياها، ملامح منافسة واعدة، فبدا جلياً، أن هناك ارتفاعا ملموساً في مستوى الأداء الفني لمعظم الفرق الـ12، ما يعني أن قرارات اتحاد اللعبة بشأن عودة الأجانب كالمعتاد، كما إقرار نظام حمل نصف النقاط إلى الدور الثاني، بدأ يؤتي ثماره.
وصبت مجمل نتائج هذه الجولة لصالح فريق البرج، الذي تمكن ومن خلال فوزه الكبير على طرابلس بنتيجة 4-1، من تحقيق فوزه الثاني بالعلامة الكاملة، جامعاً 6 نقاط أهلته للانفراد بالصدارة، وهو مرشح للحفاظ عليها حيث أن مباراته المقبلة ستكون بمواجهة الشباب الغازية المفترض أن لا يشكل عائقا في وجه طموحاته، مع التنويه بأن فوز البرج حمل ملامح بروز نجم جديد بالملاعب اللبنانية مسجل الهاتريك الشاب محمد صادق، والأخير لم يرحم شباك فريقه السابق الذي يبدو أنه بحاجة لعمل كبير للعودة إلى السكة الصحيحة، علما أنه تنتظره مباراة صعبة بالجولة المقبلة أمام الأنصار.
وخدمت مباراة القمة، بين العهد حامل اللقب ونظيره النجمة بطل كأس لبنان، أبناء البرج، كون فوز اي منهما لو تحقق، كان سيعطيه فرصة مجاورته في الصدارة، غير ان تعادلهما الإيجابي 1-1، رغم ندية اللقاء بينهما وفرصه الصائعة، كان مرتقبا، حيث لم يشذ عن قاعدة القمم المبكرة التي يغلب عليها عادة طابع الحذر، دون إغفال أن ما قدمه القطبان يؤسس لمنافسة واعدة هذا الموسم، كما يسجل بشكل لافت الحضور اللافت الذي واكبهما، والذي لم تشهد الملاعب اللبنانية مثيلا له منذ نحو ثلاثة أعوام جراء التداعيات الاقتصادية كما جائحة كوفيد 19.
وبالحديث عن المنافسة، يبدو أن الأنصار تعلم من درس المباراة الافتتاحية، فتوجه إلى زغرتا واضعا نصب عينيه الفوز وبنتيجة يمحي من خلالها بدايته الباهتة، فكان له ما تحقق وعبر ثلاثية، لعل أهم ما فيها تأكيد نجمه المخضرم حسن معتوق أنه استعاد حسه التهديفي، فهو سجل هدفه الثاني تواليا، كما حال السنغالي حاج مالك تال، الذي شرع الشباك الزغرتاوية له ولنادر مطر، ليتربع الاخضر بالوصافة متقدما على النجمة والعهد بفارق الاهداف، وزاد تاليا اوجاع الزغرتاويين الذين تجرعوا خسارتهم الثانية.
من جهته الصفاء، بدأ يتلمس درب المواقع الامامية من خلال الفوز العزيز الذي حققه على حساب ابن عمه الاخاء الاهلي عاليه 3-1، ما رفع رصيده إلى 4 نقاط كما بقية رفاقه أقطاب المنافسة، والذي يؤسس لما هو افضل، بخلاف أبناء عاليه الذين ورغم التدعيمات النوعية لا زالوا يبحثون عن اولى نقاطهم.
اما شباب الساحل، فلا يزال يبحث عن فوزه الاول، وهو اضاعه بعدما حرمه حارس الحكمة احمد تكتوك من هز شباكه، بعدما تصدى لكرة فضل عنتر من نقطة الجزاء، فكان التعادل السلبي الذي لم يلب طموحات رجال المدرب دراغان، وأقنع نسبيا الحكماويين، كونه ولد بعد خسارة افتتاحية أمام النجمة.
وبهدوء، يواصل فريقا التضامن صور والشباب الغازية، فكان تعادلهما 2-2 في دربي الجنوب مقنعا لكل منهما، خاصة أن ما جمعاه من مباراتين بواقع نقطتين لكل منهما، يبقى نافعا يوم الحصاد بنهاية الدور الاول.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك