حزب لا اله إلا بشار

احمد عياش

النهار

 

تكرر ظهور صور الرئيس السوري بشار الاسد في تظاهرات "حزب الله" استنكاراً للفيلم المسيء للرسول. فبعد تظاهرة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت بقيادة الأمين العام السيد حسن نصرالله، وفيها رفعت صور الاسد، كانت تظاهرة بعلبك ثم في بنت جبيل حيث ظهرت هذه الصور مجدداً. وبالتالي، لم يكن رفع هذه الصور صدفة بل كان خطوة مقصودة بموافقة الحزب إن لم يكن بتدبير منه. اذا كان المقصود من هذا التصرف ابراز تضامن الحزب مع الاسد فان التوقيت غير موفق باعتبار ان المناسبة لا تحتمل تشتيتاً للانتباه خارج المناسبة التي نزل فيها الجمهور للاعراب عن محبته لنبي الاسلام واستنكاراً لأي اساءة له في العالم. اما اذا كان المقصود اظهار موقف الاسد نفسه المحب للرسول والرافض للاساءة اليه، فان الخطوة خاطئة بعدما أظهرت الاشرطة التي بثها قبل ايام برنامج نديم قطيش في تلفزيون "المستقبل" ان انصار الاسد يجبرون الضحايا السوريين حتى الموت على لفظ عبارة "لا اله الا بشار". ولو كان هناك من يحرك قضية الاشرطة مثلما حرك قضية الفيلم الاميركي لكانت هذه الاشرطة اكثر وقعا في العالم، اللهم الا اذا كان المقصود هو مكان انتاج الفيلم اي الولايات المتحدة الاميركية وليس الفيلم بحد ذاته.

لا جدال في ولاء "حزب الله" للنظام السوري منذ ان ولد الحزب في مستهل ثمانينات القرن الماضي ايام حافظ الاسد. وما ضمه كتاب نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الذي حمل عنوان "التحالف السوري الايراني والمنطقة" مليء بالشواهد على اولوية الحزب واوليائه الايرانيين في تثبيت هذا الولاء حتى لو كانت هناك اثمان باهظة يجب دفعها حفاظا على هذا الهدف. ويروي خدام ما حدث عام 1987 عندما اصطدمت قوة سورية بعناصر الحزب في "ثكنة فتح الله" ببيروت "مما ادى الى قتل اثنين وعشرين شخصا واستولت القوة العسكرية السورية على الثكنة". ويورد خدام بعد ذلك وقائع اللقاء الذي جمعه في 3 آذار من ذلك العام مع السفير الايراني في دمشق الذي اكد السعي لحل "اية مشكلة بالتفاهم" واضاف: "حزب الله اثبت اكثر من مرة انه لا يريد الانخراط في المسائل الداخلية، يريد مقاتلة اسرائيل". ويتابع خدام: "اجبته: عملياً انخرط وخطف بعض المسيحيين في لبنان وآخرهم جان عبيد وايران ساهمت بموضوعه. عقّب السفير قائلا: في اليوم نفسه - يوم اخبرنا وزير الخارجية عن موضوع جان عبيد - توجهت الى بيروت. حزب الله لا علاقة له بهذا الموضوع. وبذلنا دوراً كبيراً في الاتصالات. سألته (خدام): هل عماد مغنية بحزب الله ام لا؟ اجابني السفير: انا لم التقه ولا اعرفه. وحسب معلوماتي فهو ليس من التشكيلات، وليس من حزب الله قلت له: اقبل كلامك". وبعد سرد مطول لوقائع اللقاء ينتهي خدام الى القول: "شكرني السفير على استقباله وودع وانصرف.

هذه عينة من مسار طويل وليست صور الاسد المرفوعة في تظاهرات الحزب سوى تفصيل صغير في هذا المسار.