دعا نائب رئيس الهيئة التنفيدية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تصحيح "زلة اللسان" التي ارتكبها عندما اوحى بان ما حصل في طرابلس مؤخراً متصل بعمل المعارضة، مؤكداً "ان هذا الايحاء لا يمت الى الحقيقة بصلة لأننا ننتمي الى فريق سياسي يتقن المعارضة وممارسة السلطة بشكل ديمقرطي، لائق وهادىء".
عدوان وخلال كلمة ألقاها في حفل توزيع جائزة الشهيد المهندس رمزي عيراني التي تُمنح لطلاب متفوقين في مجال الهندسة شدد على "ان ما جرى في طرابلس مؤخراً نحن ضده، وضد كل شخص حمل سلاحاً لأي فئة انتمى".
وحضّ عدوان الاكثرية على البدء بممارسة السلطة عبر العمل على جمع السلاح، وقال: "انتم اليوم في السلطة، واذا اردتم فعلاً ممارستها عليكم ان تبدأوا بـ "لمّ السلاح" من كل حامليه، ولتسهيل الامر اكثر عليكم يمكنكم ان تبدأوا بلمَ السلاح من الجنوب الى الشمال لأن السلاح عليه ان يكون فقط في يد الدولة اللبنانية ".
ودعا "الجيش الى اطلاق النار على كل من يحمل السلاح دون اي استثناء وان لا يتحول الى لجنة امنية تجمع الاطراف المتعادية، اذ لا يمكن ان يكون هناك امن بالتراضي وتقبيل اللحى، ونحن سنكون داعمين للجيش والسلطة في هذا الموضوع".
عدوان لفت الى "ان الوطن اليوم امام صورتين متناقضتين، صورة الربيع في العالم العربي من جهة ، وصورة الخريف الذي يحاولون اعادتنا اليه في لبنان من جهة اخرى، بعد ان كنا السباقين في انجاز الربيع الاول في منطقتنا". وأعلن "ان فريقه السياسي سيكون في موقع المعارضة وستكون معارضة وفقاً للدستور والقوانين، وستبدأ بالمواقف، وساحتها الاساسية ستكون مجلس النواب، ولن تخرج عن الدستور ولا عن مكانها المناسب اي البرلمان اللبناني"، مضيفاً "أنه لا يمكن لمعارضتنا ان تخرج عن هذه المبادىء لسببٍ اننا لا يمكننا ان ننتقد اللجوء الى السلاح واستعماله في الشارع لترويع الناس في وقت نحن لا نتصدى له".
وانتقد عدوان الازدواجية في مواقف فريق 8 آذار من المحكمة الدولية في الفترة السابقة وقال: "سمعنا الفريق الآخر يؤكد مرات عدة انه لن يمس بعمل المحكمة، ولكن رأيناهم ولمدة اربع سنوات يحاولون "تطيير" المحكمة الدولية بشتى الطرق وذلك إما عبر احتلال وسط المدينة في بيروت او الاستقالة من الحكومة او اسقاط الرئيس سعد الحريري"، وتساءل: "ما دام هذا الفريق سعى الى القضاء على المحكمة لماذا لم يبق في حكومة الوفاق الوطني لمعالجة تداعياتها سوياً كون لديها الحد الادنى لتوفير ما جرى ويجري على الناس؟".
عدوان الذي تطرق الى مسألة السلاح غير الشرعي، تساءل: كيف يمكن ان تقوم دولة من قبل فريق يملك سلاحاً خارج عن الشرعية وفي الوقت نفسه هو ممسك بالدولة؟، معتبراً ان هذا المنطق الذي تسير فيه الامور سيأخذ لبنان، كل لبنان، الى مكان صعب جداً، اذ يحق لكل فرد ان يتخذ خيارات تُصيبه هو ولكن لا يحق له ان يتخذ خيارات عنه وعن غيره وبالتالي تُصيب لبنان وكل اللبنانيين".
وإذ اعتبر "ان الحكومة التي تشكلت حاليا هي نتيجة الانقلاب الذي حصل منذ اربعة اشهر"، تساءل عدوان "لماذا تم تأخير تأليف هذه الحكومة ما دامت ستكون على هذا الشكل، فقد كان من الممكن ان تُنجز في اليوم التالي من اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري".
عدوان شدد على مبدأ "تداول السلطة لان الحرية من دون ديمقراطية وتبادل السلطة لا يمكن ان تعيش"، موضحاً "ان هذا التداول لديه وجه ديمقراطي ولا يكون بتهويل السلاح او بالقمصان السود او بخلق اكثرية مركبة بـ 68 صوتا، الامر الذي اجبرهم على تسمية اربعة من الذين صوتوا لهم وزراء في الحكومة ومن بينهم رئيس الحكومة".
وفي هذا السياق قال عدوان: "نحن في بلد ديمقراطي توافقي، ولا مانع ابداً في ان تتمثل المذاهب الموجودة باكثرية واقلية ،اي ان يكون ضمن كل طائفة اكثرية واقلية ولكن اذا اردنا اعتماد هذا المنطق كما حصل في الحكومة الحالية فيجب تكريسه، موضحاً "انه حتى لو كان للسنّة 27 وزيراً في هذه الحكومة ، فالطائفة السنية فيها تمثل الاقلية السنية ولا تمثل الاكثرية الموجودة في مكان آخر، وبالتالي اذا كان هذا المدخل كي نكوّن نحن السلطة واذا كان الميثاق يتحقق فقط اسميا باختيار اشخاص من اي مذهب او طائفة فالمسألة سهلة ، فأنا اقترح ان يتم اقرار نظام انتخابي على اساس النسبية ومن يأخذ الاكثرية في الانتخابات يستطيع ان يتعاون كاكثرية مع اقلية من اي طائفة او مذهب ويشكل حكومته "، معتبراً انه لو كان هذا الامر معمولاً به في العام 2009 لما دخلنا في حكومة تعطيل ولا في حكومة وفاق وطني ادت الى شل البلد لسنة ونصف السنة واوصولته الى حالة يرثى لها اقتصاديا واجتماعياً.
واكد عدوان "ان الشعب الذي لديه هذه القافلة من الشهداء وهذا الاستعداد للشهادة في سبيل الحرية واستقلال لبنان لا يستطيع ان يخاف ولا احد يستطيع ان يحد من عزيمته. والثورة التي بدأت في ال 2005 ستستمر الى ان تحقق كل اهدافها لكل اللبنانيين حتى قيام دولة قادرة وفاعلة وعادلة تبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية يشعر كل اللبنانيين فيها انهم ممثلون وطرف اساسي فيها".