اكدت مصادر مقربة من وزارة الخارجية الروسية،أنّ توضيحات أنقرة بشان توقيفها الطائرة السورية لم تكن مقنعة، لا سيما أن اعتراض الطائرة جاء على خلفية الاشتباه بنقلها أسلحة وعتاداً عسكرياً من موسكو إلى دمشق، الأمر الذي استدعى رداً حاسماً من القيادة الروسية بعدما شعرت موسكو بتمادي تركيا في مواقفها حيالها، وتحديداً الاتهامات التي أطلقها كبار المسؤولين الأتراك خلال الأسابيع الماضية بأنّ موسكو تعرقل الحل في سوريا من خلال حمايتها لنظام الأسد. وتضيف المصادر أنّ موسكو أبلغت إلى أنقرة مرات عدة أنها لا تتمسّك بالأسد كشخص، لكنها ترفض التدخل الخارجي وفرض الحلول والإملاءات الخارجية، وذلك لأنها تعتبر أنّ الشعب السوري هو الطرف الوحيد المخوّل تقرير مصير بلاده.
وهل حادثة الطائرة هي السبب في إرجاء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا التي كانت مقررة يومي 14 و15 الجاري؟ اجابت المصادر: "في ظل الأجواء المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا ما بين تركيا وسوريا، جرى الحديث في أروقة الكرملين في وقت سابق عن تأجيل الزيارة، لأنها قد تُفسّر خارج السياق الذي قررت من أجله. ومع توارد المعلومات عن اعتراض الطائرة وداخلها 17 مواطناً روسياً، رأت موسكو أنّ التوقيت ليس مناسباً للزيارة، فجاء قرار الإرجاء لأسباب عدة، اولها الأوضاع المحيطة في الشرق الأوسط، وثانيها تعريض تركيا مواطنين روس للخطر، وثالثها الرد على ارتفاع سقف التصريحات التركية ضد السياسة الروسية في الملف السوري.
واعتبرت المصادر عبر "الجمهورية" أنّ التأجيل هو بمثابة رسالة بعثت بها موسكو إلى أنقرة، وبالتالي إلى "من يهمّه الأمر"، لأنّ موسكو اشتمّت في الأيام الماضية رائحة سيناريو قيد الإعداد للتدخل العسكري الخارجي في سوريا وقد ظهرت تركيا بمواقفها التصعيدية، وتحديداً في الخطوط الحمر التي وضعتها وتصريحات وزير دفاعها أنها أحد معدّي ذلك السيناريو، فما كان على موسكو سوى توجيه رسالة واضحة المضمون، وهي أنه ليس هناك من تراجع عن المواقف المعلنة تجاه ضرورة إيجاد أرضية لحلّ سلمي في سوريا.
واكدت المصادر أنّ "موسكو لم تلغ الزيارة بل أعلنت تأجيلها، وهذا دليل على حسن نية موسكو تجاه تركيا، على رغم الملاحظات الروسية على أسلوب التعاطي التركي مع الكثير من الملفات".