فتفت لـ "اللواء": نصرالله ألغى بكلامه الدولة وكل منطق الإستراتيجية الدفاعية
فتفت لـ "اللواء": نصرالله ألغى بكلامه الدولة وكل منطق الإستراتيجية الدفاعية

لم ينتظر الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله كثيراً ليرد على رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي أكد أن لبنان لن يكون منصة ضد أحد، من خلال تبني حزبه لإطلاق الطائرة دون طيار إلى داخل إسرائيل، وهو الأمر الذي فسر على أنه محاولة من جانب نصر الله لقطع الطريق على أي بحث في إستراتيجية دفاعية تكون الإمرة فيها للجيش اللبناني كما جاء في الورقة الدفاعية التي قدمها الرئيس سليمان في آخر جلسة لهيئة الحوار، عدا عن تجاوز الأمين العام لـ«حزب الله» لكل مقومات الدولة ومؤسساتها السياسية والأمنية، وكأنه يريد أن يقول إنه وحده من يملك قرار الحرب والسلم في المواجهة مع إسرائيل على حساب الدولة ومؤسساتها.

وقد أثارت مواقف نصر الله انتقادات واسعة من جانب قوى «14 آذار» التي اعتبرتها دليلاً إضافياً على تورط «حزب الله» في الصراع الإقليمي الدائر في المنطقة وسعيه إلى استخدام لبنان كصندوق بريد، على حساب مصالح شعبه، وخدمة لأجندة التحالف السوري-الإيراني.

وفي تقدير أوساط معارضة أن نصر الله من خلال تبنيه لإطلاق الطائرة دون طيار إلى إسرائيل، فإنما يدفع الأمور إلى مزيد من التأزم وكشف لبنان مجدداً أمام إسرائيل التي تتحين الفرص للانتقام من هزيمتها في تموز الـ2006، ما أثار الكثير من المخاوف لدى الشعب اللبناني، من مغبة أن تتخذ إسرائيل ممارسات «حزب الله» لشن عدوان جديد على لبنان.

ويقول عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» إن نصر الله أراد بكلامه الرد على الرئيس سليمان الذي أشار إلى أن لبنان لن يكون منصة، مصراً -أي نصر الله- في المقابل على أن يكون لبنان منصة للصواريخ والطائرات الإيرانية، عدا عن أنه ألغى بخطابه الدولة اللبنانية وكل منطق الإستراتيجية الدفاعية الذي طرحه الرئيس سليمان حتى يؤكد أنه يملك الأمر الإيراني ويسعى لتنفيذه بغض النظر عن مصالح الدولة اللبنانية.
ويشير فتفت إلى أن تبريرات نصر الله أكدت المؤكد بأن «حزب الله» شريك وضالع في الحرب على الأراضي السورية، مؤكداً أن «حزب الله» غير معني بهيئة الحوار، إلا من خلال كسب الوقت وتسجيل المواقف، ودائماً كانت ممارساته خلاف ما يقوله داخل اجتماعات هيئة الحوار، وبالتالي فإن وجود «حزب الله» في اجتماعات هذا الحوار لا يعني شيئاً، وإذا كانت الدولة اللبنانية تريد فعلاً أن يكون هناك حوار حول السلاح، فيجب أن تجلس مع المسؤولين الإيرانيين للبحث في مصير سلاح «حزب الله»، وليس مع حسن نصر الله، فهو منفذ وليس صاحب قرار.

ويؤكد نائب «المستقبل» أن «حزب الله» ربط لبنان بالمحور السوري-الإيراني، متجاوزاً الدولة اللبنانية، وبالتالي فإننا أمام إصرار إيراني على السيطرة على الدولة اللبنانية، ومن المؤسف أن هناك قوى سياسية لبنانية تعتبر أنه من خلال تحالفها مع سوريا وإيران، تستطيع أن تؤمن بعض المصالح والمواقع وربما رئاسة الجمهورية في حين أن «حزب الله» يأخذ لبنان باتجاه المجهول، ومن هنا فإن مواقف «14 آذار» واضحة لناحية الإصرار على ألا يكون لبنان منصة كما أكد على ذلك الرئيس سليمان وألا يكون منطلقاً للاعتداءات على أي دولة عربية، وبالتحديد لا نريد أن يكون لبنان منصة للاعتداء على الشعب السوري كما يفعل الآن السيد نصر الله.