علي حماده
النهار
عندما خرج الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله معلنا ان الطائرة بدون طيار التي حلقت في اجواء اسرائيل اطلقها الحزب، وهي من صنع ايراني، وقد حلقت وصولا الى مسافة ليست ببعيدة عن مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، فهم المراقبون ان الامر لا يتصل بحملة علاقات عامة يقوم بها الحزب بضعة ايام بعدما اضطر الى الكشف عن تورطه في سفك دماء السوريين من خلال تشييع احد قادة الحزب العسكريين الذي قتل في معارك في محيط مدينة قصير السورية. ثم اتى انفجار احد مخازن الذخيرة والاسلحة في بلدة النبي شيت البقاعية حيث سرت رواية سربتها جهات امنية لبنانية مفادها ان الانفجار ناجم عن عملية تخريبية يحتمل ان تكون من صنع الاسرائيليين!تتمة الرواية ان "حزب الله" رد بتطيير الطائرة من دون طيار في اجواء اسرائيل والاعلان عن ذلك بلسان نصرالله شخصيا لاصابة هدفين في وقت واحد : الاول الرد على العملية الاسرائيلية بخرق خط "تفاهم" ضمني قضى بعدم الاستفزاز المتبادل وعدم خرق قواعد الاشتباك التي رست في اعقاب حرب تموز ٢٠٠٦. الثاني وربما الاهم، حرف الانظار اللبنانية والعربية عن تورط الحزب في القتال على الساحة السورية، والتذكير بأن الحزب هو مقاومة ضد اسرائيل، وخصوصا ان الكلفة المعنوية كبيرة جدا ان في الداخل السوري، او في الشارع العربي الذي خدع بحرب تموز الى حد علقت صور السيد حسن نصرالله في البيوت والاماكن العامة، ثم هبطت شعبيته لتصل جراء انكشاف تورط "حزب الله" وانغماسه في سفك دماء السوريين نصرة للنظام الى الحضيض. وليس من قبيل المبالغة الزعم أن ملايين العرب من المحيط الى الخليج يضعون اليوم "حزب الله" وايران ونظام بشار الاسد بالمرتبة نفسها لاسرائيل. هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها. ومن يشك في ذلك فلينزل الى الشارع في القاهرة او طرابلس الغرب او تونس او الجزائر او الرباط او الرياض او عمان او صنعاء وصولا الى الشارع السوري بسواده الاعظم.في مطلق الاحوال، لا نعرف درجة تطور الطائرة من دون طيار. ولكننا نعرف انها ايرانية تتحكم فيها طهران قرارا وهدفا. ومن هنا قد يكون رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي احس أن الطائرة، وكلام نصرالله، هما في مكان ما صفعة له، وازدراء بمواقفه، وبطاولة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، فاصدر موقفا تضمن ردا سريعا ومباشرا حول الموضوع.ايا يكن. الامر، فإن المراقب لا يسعه سوى ان يلحظ من دون كبير عناء كيف ان "حزب الله" صار اشبه بالقلعة المحاصرة، ان بسبب مخاض ولادة سوريا جديدة معادية له ولراعيه الايراني، او بسبب سقوط قناع ما يسمى "المقاومة" عن وجهه وطبيعته ودوره ووظيفته في اذهان ملايين العرب والمسلمين من الفيليبين شرقا الى ضفاف الاطلسي غربا.