مقربون من الصفدي لـ"الأخبار": الرئيس كرامي لم ينجح في إقناعه بالعودة عن قراره
مقربون من الصفدي لـ"الأخبار": الرئيس كرامي لم ينجح في إقناعه بالعودة عن قراره

نقلت مصادر كل من الرئيس عمر كرامي ووزير المال محمد الصفدي لـ"الأخبار" أجواء اللقاء الذي جمعهما وأشارت الى أنه "إذ تمنى كرامي خلال اللقاء "تراجع الصفدي عن عزوفه، لأن طرابلس ولبنان يحتاجان إلى رجال "أوادم" أمثاله"، إلا أن كرامي "لم يستطع إقناع الصفدي، وبدا أنه متمسك بما أقدم عليه، وأنه قال إن خطوته أتت بعد تفكير طويل". ولفتت المصادر الى أن "الصفدي ترك نافذة أمل ضيّقة لاحتمال تراجعه عن عزوفه، ربما مجاملة للرئيس كرامي أو في حال تغيُّر الظروف التي دفعته إلى ذلك»، موضحة أنه "أبدى خيبة أمله من الحكومة التي ضيّعت على طرابلس "فرصة ذهبية" للإنماء".
ولفتت بعض الأوساط السياسية في طرابلس الى أن "الصفدي يشعر منذ أشهر بأنه مستهدف، وأن أكثر من طرف يسعى إلى "ضربه" سياسياً. فهو خسر حلفه مع الرئيس سعد الحريري بعد تسمية ميقاتي رئيساً للحكومة بدلاً منه، من غير أن يربح حلفاً جديداً مع ميقاتي، وأن علاقته مع الأخير وصلت إلى حدّ أن قواعد الطرفين تبادلتا عبارات العتب واللوم في الآونة الأخيرة".
وكانت الكوادر المقربة من الصفدي قد التقت به بعد إعلان عزوفه، وجرى نقاش مستفيض بينهم، كشف خلاله الصفدي بعض الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ قراره، لكنهم طالبوه بالرجوع عنه.
وبشأن ما قيل عن أن أسباب عدم ترشح الصفدي صحّية، ينفي مقربون منه ذلك ويقولون إنه «لو كان الأمر صحيحاً، لأوضح أنه سيترك العمل السياسي من بعده لأحد المقربين منه، وأبرزهم ابن شقيقه أحمد، لكنه قال إنه لن يترشح هو ولا أحد من أفراد عائلته، ما يعني أن أسباب عزوفه غير ذلك".
هذا ويقول المقربون من الصفدي إنه "يرفض أن يعتمد قانون الستين في الانتخابات المقبلة، لأنه يفترض أن أي مرشح في ظل هذا الجو السياسي المشحون سيعتمد الخطاب المذهبي، وهو خطاب لا يمكن الصفدي أن يعتمده لأنه لا ينسجم أبداً مع طبيعته وتوجهاته وخطابه السياسي، الذي اتسم دائماً بالانفتاح والاعتدال والتعقل"، معتبرين أن "عزوفه أعاد خلط الأوراق السياسية في كل لبنان، لا في طرابلس فقط؛ ذلك أن عزوفه يضعف احتمال بروز ثنائية سنية في وجه تيار المستقبل، ويقلل من آمال انقلاب الأكثرية بين فريقي 8 و14 آذار، ما جعل البعض يفسر موقف الصفدي بأنه رسالة متعددة الاتجاهات، عنوانها يفيد بأنه مخطئ من يتجاهله ويتجاوزه". ويؤكد المقربون أن إعلان الصفدي عدم انسحابه من الحياة السياسية "يعني أن أكثر من ثلاثة أرباع قاعدته على الأقل باقية معه، وأنه يعود إليه وحده تحديد الوجهة التي ستسلكها في انتخابات 2013، وكيف ولمن ستصوّت".