لفتت شخصية بارزة في "التيار الوطني الحر" لصحيفة "الجمهورية" الى أنه "شعار "العالم لم يسحقنا ولم يأخذ توقيعنا"، الذي رفعه التيار وقد امتلأت الطرق والساحات في غالبية المناطق المسيحية به وبغيره، خصوصاً في مناطق المتن الشمالي، كان له "وقع فارغ".
وأكدت هذه الشخصية التي عاصرت عن قرب تلك الفترة الحساسة من تاريخ الوطن، أنّ "العالم سحق رئيس الحكومة العسكرية يومها العماد ميشال عون، لأنّ كل دول القرار رأت وجوب الانتهاء من حال التمرّد التي كان يمثّلها عون، بهدف عودة الهدوء والاستقرار إلى البلد. وكان الثمن الأكبر الذي تكبّده لبنان سقوط الشرعية ورموز السيادة الوطنية في تلك الفترة في قبضة الاحتلال السوري (القصر الجمهوري، وزارة الدفاع الوطني، وغيرها من المؤسسات الشرعية). وبسبب سيطرة الاحتلال، بدأ تطبيق الطائف السوري الذي أقصى المسيحيّين عن السلطة، وحاول تقويض كل مقومات الكيان اللبناني (تعديل قوانين الانتخاب النيابية والرئاسية ومرسوم التجنيس...)".
لكن ما لا يعلمه كثيرون، بحسب المصدر نفسه، هو أن "العماد عون كان وافق على الاعتراف برئيس الجمهورية في تلك الفترة الياس الهراوي، ووقّع اتفاقاً كتبه العميد عامر شهاب بخط يده في السفارة الفرنسية، مساء يوم الجمعة في 12 تشرين الأول 1990. وقد أتى على ذكر هذا الاتفاق وزير الدفاع آنذاك ألبير منصور في كتابه "الانقلاب على الطائف"، وقال ما حرفيته: "أؤكد أنه لو أُعلم مجلس الوزراء بأمر الاتفاق في حينه، لكان أوقف العملية العسكرية حتماً" (صفحة 134).