النهار: صمت روسي عن الانتشار الأميركي في الأردن
النهار: صمت روسي عن الانتشار الأميركي في الأردن

جاء في صحيفة "النهار": سارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى نفي ان تكون القوات النظامية في سوريا قد استعملت القنابل العنقودية ضد المدنيين، وفقا للتهمة التي وجهتها اليها منظمة "هيومان رايتس ووتش"، فيما صمت عن نشر الولايات المتحدة الاميركية في الاردن 200 ضابط وجندي من القوات الخاصة التي يجري عناصرها تدريبات مع قوات اردنية قرب الحدود مع سوريا، للسيطرة على مخازن للاسلحة السورية الكيميائية والجرثومية الموجودة في جزء كبير منها شمال البلاد وغربها. وحددت مهمة تلك القوات بثلاث اهداف: الاول منع الرئيس بشار الاسد من استعمال الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة. والثاني منع وقوعها في يد الارهابيين، والثالث حماية الاردن وتركيا واسرائيل من نتائجها المدمرة. وأتت هذه الخطوة الاميركية على رغم التأكيدات الرسمية التي صدرت عن مسؤولين انها لن تستعمل مثل هذه الاسلحة في المعارك التي تخوضها ضد المسلحين من المعارضين.

وافادت تقارير ديبلوماسية ان القيادة العسكرية التي تأمر تلك القوة لم تحدد ساعة الصفر لتنفيذ المهمة المنوطة بها، لكن تمركز هؤلاء العسكريين في الاردن يعني ان دخول اماكن المخازن التي تحوي تلك الاسلحة وارد في اي وقت، ولا سيما انه يجب تنفيذ ما هو مطلوب من تلك القوة في اي وقت.

ولم تشر التقارير الى اي معلومات عن قرب التوغل الاميركي او الاميركي – الاردني في الاراضي السورية لتنفيذ المهمة عن طريق البر، لاستحالة استعمال سلاح الجو الذي سيؤدي الى نتائج كارثية في حال حصوله.

ولاحظت مصادر حكومية ان روسيا الاتحادية لزمت الصمت على هذا الانتشار العسكري الاميركي في الاردن، فيما اكدت موسكو منذ اندلاع المشاكل في سوريا عدم التدخل الاجنبي السياسي، وعلى الاخص العسكري، مع التذكير بأن مهمة عناصر القوات الاميركية الخاصة هي بحت عسكرية انطلاقا من الاراضي الاردنية وبدعم لوجيستي اردني. ولم تستبعد استنادا الى خبراء عسكريين ان تحاول تلك القوة ارسال قوة استطلاع الى الاراضي السورية لرسم خطة الهجوم التي ستستغرق وقتا اطول بكثير من مقاتلات عسكرية تقصف الهدف من الجو في غضون دقائق. فهل توقيت هذا الانتشار يعني ان معلومات استخباراتية توافرت لدى الاميركيين عن توجه الاسد الى استعمال هذه الاسلحة الفتاكة في وقت قريب؟
ولفتت الى ان القرار الاميركي النهائي بما يجب القيام به حيال تلك الاسلحة، مرهون بالانتخابات الرئاسية الاميركية وبمن سيفوز بها، وان الاسلحة تحولت مادة في الحملات الانتخابية. فالمرشح الجمهوري ميت رومني قال انه سيرسل القوات الاميركية الى سوريا لمنع انتشار هذه الاسلحة اذا حدث ذلك دون ان يتحدث عن هجوم استباقي. ورد الرئيس باراك اوباما بأنه حريص على ضمان حماية هذه الاسلحة، وان استعمال الاسد لها "ستكون له نتائج وخيمة". ويسقط التريث في حال طرأ تطور مفاجئ وتقرر الهجوم.

وسألت ماذا ستكون ردة الفعل الروسية والصينية في حال دخلت القوة الاميركية الخاصة الاراضي السورية وسيطرت على مخازن الاسلحة الكيميائية والجرثومية؟ هل سيردان عسكريا ام سيلجآن الى مجلس الامن؟

وشرح خبير في بيروت مجالات استخدام تلك الاسلحة، فقال انها تدمر نشاط مجموعة بشرية معينة لتحقيق اهداف مختلفة.