"الأشرفية للجميع" مبادرة مدنية عفوية: "لا نريد أن نبقى متفرجين"

رلى مخايل

النهار

"ashrafieh for all" مبادرة مدنية من مجموعة شباب وصبايا شعروا خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي بأن كل الانظار تحولت الى حدث اغتيال اللواء وسام الحسن. وعلى رغم اهمية الحدث وخطورته، الا انه كان لا بد من التفاتة الى الناس الذين طالهم الانفجار، تلك العائلات التي لا تزال تعيش صدمة الحادث، وما تبعه من اصابات في الارواح والاجساد والممتلكات. المبادرة بدأت بدعوات وتساؤلات عن كيفية المساعدة عبر "تويتر" و"فايسبوك"، لتستقر في مقر جمعية "نسوية" في الاشرفية التي فتحت ابوابها للمبادرة.

لماذا هذه المبادرة؟ تقول تينيا ناصيف، اولى المبادرات الى اطلاق صرخة "ashrafieh for all " على "تويتر"، " لقد شعر كل واحد من مجموعتنا، التي بدأت تتشكل، بأنه لا يمكننا ان نقبع في المنزل نتفرج على شاشات التلفزيون. يجب علينا ان نقوم بعمل ما لمساعدة الناس الذين غيّبوا عن المتابعة الاعلامية. بدأنا نتحدث على "تويتر" ونستطلع امكان الاجتماع. اتصلت بجمعية "نسوية" رحبت باستضافتنا. هي مبادرة عفوية ومن شباب راغبين في المساعدة".
واكثر ما دفع هؤلاء الشباب الى العمل معا في هذه المبادرة هو عدم تحرك الدولة، التي بدت كأنها لا تريد قطع عطلة نهاية الاسبوع رغم حجم الكارثة التي حلت بسكان الحي الذي وقع فيه الانفجار. لا معلومات دقيقة، لا احصاءات، ولا داتا للتحرك على اساسها، هذا اول ما اكتشفه شباب المجموعة. يقول ماريو غريّب، من مطلقي الحملة، "لقد لاحظنا ان كل ما تم تداوله على "تويتر" و"فايسبوك" يومي السبت والاحد الماضين كان يتركز حول الاغتيال و التجييش السياسي. في حين كانت اصوات كثيرة تتساءل كيف يمكننا ان نساعد، فحاولنا جمع بعضنا وتم خلق "هاشتاغ"  للمبادرة "ashrafieh for all" عبر "تويتر" للتكلم عن هذا الامر، ومن ثم تم خلق صفحة على "فايسبوك" تحمل الاسم عينه ليتواصل الجميع عبرها.
ووضعت ارقام هاتف للاتصال والبدء بجمع التبرعات لاعادة توزيعها على الناس المتضررة. اخذت التبرعات العينية تتجمع في مركز "نسوية" وتم الاتصال بالجهات التي تعمل على الارض والتنسيق معها، مثل المجموعة التي تعمل مع القيادي في التيار الوطني الحر زياد عبس، والمجموعة التي تعمل مع يمنى الجميل في منطقة الاشرفية".
يلفت غريّب الى البطء في مسح الاضرار، وعدم المعالجة السريعة من قبل الدولة، اذ ان جهودها انصبت على تأمين الامن لتظاهرة يوم الاحد، من دون التفاتة الى اوضاع واوجاع الناس المنكوبين في الاشرفية". ولعل التقصير الذي حصل مع الاهالي المصابين في الاشرفية دفع العديد من الشباب الى الانخراط في العمل المدني للمساعدة.
ويقول طارق مزبودي: "تجمعنا كل واحد من منطقة وكل ما يجمعنا هو حب العطاء المجاني، اذ ان اكثر ما اثر فيّ كيف انقسم البلد على اثر الحادث المؤلم و"بلشوا يتخانقو" على التوظيف السياسي ونسيوا الناس الذين يحتاجون الى المساعدة". واكثر ما يلفت هو العدد الكثير للبنانيين الذين ابدوا رغبة في المساعدة، اكانوا مقيمين او في الخارج، تقول ناصيف: "نحن نعمل على تنظيم حملة تلقي المساعدات التي ستشمل المساعدة النقدية ايضاً، بعدما ابدى العديد رغبتهم في تقديمها". ولكن العديد من المتطوعين الذين يعملون بشغف اليوم، يعلمون ان كل المبادرات هي آنية، ولا شيء يحل مكان الدولة التي يمكن ان تطرح حلولا مستدامة لمعالجة نكبة الناس.