مارون ناصيف
Tayyar.org
وهل هناك من سبب كان يمكن أن تتذرع به قوى الرابع عشر من آذار لوقف مشاركتها بكل الإجتماعات التي تناقش المادتين الأولى والثانية من قانون الإنتخاب أكثر إقناعاً لجماهيرها وكذباً على الرأي العام من إغتيال رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن؟
هذا ما تقوله المصادر الحكومية التي تعتبر أن هذا الفريق لم يكن يريد في يوم من الأيام إستبدال قانون الستين الإنتخابي الذي خضع للتجميل في مؤتمر الدوحة الذي جاء بعد أحداث السابع من أيار، وفي هذا الإطار تعود المصادر عينها الى سلوك الفريق الآذاري خلال المناقشات وتحديداً الى بدايات هذه الأخيرة، لتقول، إن التردد كان واضحاً لدى هؤلاء منذ إجتماعات بكركي المارونية الموسعة إذ وافق الآذاريون على المقررات التي أعطت الأولوية لتأمين أكثرية لإقتراح اللقاء الأورثوذوكسي أولاً وثانياً لمشروع الحكومة القائم على النسبية في الدوائر الوسطى على إعتبار أن هذين المشروعين يؤمنان صحة التمثيل المسيحي أكثر من أي قانون آخر، ولكن عادوا فيما بعد ليتحدثوا عن قانون الستين دائرة الذي لم يبصر النور بسبب الخلافات الآذارية الداخلية عليه، وبعدها قدموا إقتراح الخمسين دائرة الشهير.
وبحسب المصادر الحكومية عينها، إنتقل الآذاريون في المرحلة الثانية الى اللجان المشتركة ليرفضوا في البداية وضع سقف زمني لمناقشات هذه اللجان وبعدما إستفاضوا في تضييع الوقت على مدى خمس جلسات، تقرر تشكيل لجنة فرعية تضم ممثلين عن كافة الكتل النيابية، فرفض الآذاريون على الفور تحديد مهلة أسبوعين لعمل هذه اللجنة على أن ترفع تقريرها الى اللجان المشتركة.
كل هذه المحاولات التي تصب في خانة تضييع الوقت للوصول الى معادلة الإبقاء على قانون الستين بسبب ضيق الوقت، ترافقت في الشارع الآذاري غير المسيحي مع هجوم عنيف لتيار المستقبل على أي قانون إنتخابي قائم على أساس النسبية وتحديداً على إقتراح اللقاء الأورثوذوكسي ومشروع الحكومة، كما قال الحليف المنتظر للآذاريين النائب وليد جنبلاط صراحة، "لا أريد أي قانون إنتخابي إلا قانون الستين فهو الأفضل في هذه المرحلة".
إذاً هكذا تصدت قوى الرابع عشر من آذار منذ اللحظات الأولى لأي قانون إنتخابي جديد، وما كان إعلانها مقاطعة إجتماعات اللجنة الفرعية تحت شعار إستقالة الحكومة، إلا حجة تستطيع الهروب من خلالها أكثر فأكثر من أي إصلاح إنتخابي وتدفع بالامور الى العودة الى قانون الستين الذي تعتبره خشبة خلاصها في الإنتخابات النيابية المقبلة.
وتختم المصادر الحكومية بالقول "ما الفارق بين مقاطعة قوى 14 آذار لجلسات اللجنة الفرعية لقانون الإنتخاب ومشاركتها بهدف تضييع الوقت وعدم الوصول الى أي نتيجة؟
�q ld�8�yle='text-align:right;text-autospace:none; direction:rtl;unicode-bidi:embed'>
طيب لما كل هذا النضال بعد؟ لنستمع الى عويل الشاشات والى مبتدئين في الكلام والاعلام والوطنية، يلقون الدروس والعظات على مرأى ومسمع معوّق اصيب بعمره بجسده بروحه حين كان ذاك "الواعظ" طفلا رضيعا، أو حين كان ذاك المسؤول يتنزه في شوارع أوروبا هربا من الحرب؟ طيب لمن يموت أطفالنا بعد، بمن تليق التضحيات بعد ولماذا، لماذا يا لبنان لماذا يا الله؟؟؟
أقف أمام صورة مريم تفلش يديها بالنور، أقف أمام صليب يسوع. نشبهه. اغفر لي يا الهي، نشبهه كثيرا. يسوع ينوء تحت الصليب، أراه لبنان. تلك الخارطة المقطّعة الاوصال تنزفنا. أجدنا في الدماء النازفة. لكن وأنا أراقب الصورة خجلت. كيف لمؤمن أن يكفر يلحد يتنكّر بهذا الشكل لكل أشكال النضال وسنوات الليل والنهار أيضا؟ كيف لمؤمن ان يتنكّر للقيامة؟ لم أجب الصورة، بصمت حملت العدّة، العلم، وذهبت لانضم الى رفاقي في ساحة الشهداء، ومشينا معا الى الاشرفية، وعدنا لنعتصم كما في الـ 2005 أمام السراي الكبير، حيث تخيّم الحرية، وحيث تنتظر الاحلام الكبيرة الكبيرة...