في أول تطور من نوعه بعد حوادث أيار 2008 في جبل لبنان الجنوبي وقع إشكال بين عدد من أهالي بلدة بقعاتا- الشوف، أي البيئة الحاضنة للحزب التقدمي الاشتراكي، وموكب لـ«حزب الله» يضم ثلاث سيارات رباعية الدفع ذات الزجاج الداكن، حيث عمد الأهالي إلى قطع الطريق أمام هذه السيارات وحصل تضارب بالأيدي. وإن دل هذا الحادث على شيء فإما عن غياب التنسيق الذي كان قائما على الأرض على قدم وساق بين الطرفين، أو أنه رسالة مقصودة للإشتراكي على خلفية مبادرته الحوارية لتشكيل حكومة جديدة.
وكشفت المعلومات الأولية أن مهمة القوة الأمنية الحزبية كانت استكشاف شبكة اتصالات «حزب الله» التي عبرت في وسط بقعاتا من دون علم الأهالي، ما يذكر بالاشتباك الذي حصل مع أهالي ترشيش على عنوان الشبكة نفسه. وقالت المعلومات أن الطرفين يعملان على تطويق هذه الحادثة والتخفيف من أهميتها.
برز تطوران أمنيان امس في الشوف والجنوب تركا اكثر من علامة استفهام في أهدافهما وتوقيتهما. فما إن انتهت مفاعيل الأحداث في مدينة صيدا على وقع الخطة الأمنية التي باشرتها وحدات الجيش والقوى الأمنية المختلفة، أطل مشروع إشكال من بلدة بقعاتا الشوفية بين "حزب الله" وأهالي البلدة الذين رصدوا ثلاث سيارات رباعية الدفع مشبوهة بزجاج داكن، ما ادى الى تلاسن بين الأهالي والمسلحين رافقه رشق السيارات بالحجارة تزامنا مع إبلاغ مركز امني بالأمر، فتدخلت وحدات الجيش اللبناني بعد لحظات من فرار السيارات واصطدمت إحداها بمدنيين من أهل البلدة لدى فرارها فأصابتهما برضوض مختلفة.
وذكر شهود عيان ان المسلحين ابلغوا الى الأهالي أولا انهم من مخابرات الجيش اللبناني قبل ان تتكثف الاتصالات بقياديي الحزب التقدمي الاشتراكي - حسب مصادر قيادية في الحزب - لتوضيح الموقف من دون ان يكشف مسؤولو "حزب الله" للاشتراكيين عن المهمة التي كانت القوة تقوم بها في عمق الشوف الاشتراكي.
وأكدت مصادر الاشتراكي لصحيفة "الجمهورية" ان الحادث ترك قلقا لدى أبناء البلدة مخافة استدراجهم الى مواجهة لا يريدونها على الأقل في الظرف الراهن، مشيرة الى ان الحادثة باتت في عهدة الجيش اللبناني وطالبت بالكشف عن خلفياتها في أسرع وقت ممكن.
وفي وقت لاحق من مساء امس، تظاهر أهالي بقعاتا في ساحة البلدة بعدما اكتشفوا ان شبكة اتصالات "حزب الله" عبرت في وسط بلدتهم ولم يكونوا على علم بها. وان مهمة القوة الأمنية كانت تهدف الى استكشاف الشبكة وتفقدها وان من بينهم تقنيين في الاتصالات.
كما اكتشف الأهالي انهم عملوا في البلدة منذ فترة طويلة تحت غطاء وزارة الاتصالات في عهد وزير الاتصالات السابق جبران باسيل وان العمل جار اليوم بمعرفة الوزير الحالي نقولا صحناوي ورعايته.