رأى عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي ان حزب الله وقع في كمائن سيناريوهاته عن وجود أشباح تكفيرية تتربص شرا بمناطق نفوذه، فبات الساحر في مواجهة مع سحره للتفلت من مخاطر نتائجه، معتبرا بالتالي ان البيئة الحاضنة لحزب الله في الضاحية والتي هي من لون سياسي ومذهبي موحد، لم تستطع تقبل الأمن الذاتي واخضاع ابنائها للتفتيش والتدقيق بهوياتهم على حواجز البحث عن أوهام سميت بالتكفيريين، فكيف ستستطيع مدينة بعلبك المتعددة الألوان السياسية والأحزاب والطوائف والمذاهب ان تتقبل ما لم يتقبله الصائحون «لبيك يا نصر الله».
عراجي الذي كلفه الرئيسان ميقاتي والحريري السعي مع فعاليات بعلبك لتهدئة الاقتتال، لفت في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية الى ان “حزب الله” لم يتنبه في حساباته غير المدروسة، الى ان عشائر وعائلات بعلبك كما سائر البقاع الشمالي ليست عجينة مطواعة بين يديه يستطيع اعطاءها الشكل الذي يتناسب وسياسته، لاسيما انها ترفض خدمة الباحثين عن مصالحهم على حساب حريتها وكرامة ابنائها، بدليل ان فتيل الانفجار كاد يشتعل بين الحزب وعشيرة شمص في الهرمل لولا مسارعة العقلاء الى تطويقه اثر تعرض الصحافي حسين شمص للضرب والاهانة على حاجز للأمن الذاتي في الشياح، ناهيك عن تعرض الحواجز نفسها للصحافية مهى الرفاعي من بعلبك بوابل من الاهانات والشتائم لها ولمرجعيتيها الاعلامية والسياسية.
واضاف عراجي مؤكدا ان حزب الله لم يعد باستطاعته تغطية اكلاف مشاركته في الحرب السورية وانعكاسها سلبا على بيئته الحاضنة، لاسيما بعد لجوئه الى مسرحية الأمن الذاتي ظنا منه ان بيئته ستصدق اساطيره عن التكفيريين، بمعنى آخر يعتبر عراجي ان الحزب بات يرزح تحت عبء لعنة الدفاع عن الاسد، سواء على المستوى البشري وتحمله نقمة اهالي القتلى والمفقودين من مقاتليه في سورية، او على المستويين المعنوي والمادي، لاسيما ان الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان باتت تشعر نتيجة حساباته ورهاناته الخاطئة بانها في ضياع كبير بعد ان اخرجها الحزب من تحت سقف الدولة وزجها في صراعات اقليمية لن تحصد فائدة منها سواء انتصر الأسد (ولن ينتصر) او سقط ورحل.
وردا على سؤال أكد ان المطلوب اليوم من “حزب الله” ان يبادر فورا الى تسليم أمن المدينة وكامل البقاع للجيش اللبناني صاحب الحق الحصري بالظهور المسلح، والوحيد المخول حماية المواطنين، كما ان المطلوب منه ايضا وبإلحاح سحب مقاتليه من سورية لتجنيب لبنان بشكل عام والطائفة الشيعية بشكل خاص المزيد من السقوط في وحول الحرب السورية، علما ان ما تسربه بعض الوسائل الاعلامية من معلومات عن احتمال انسحاب حزب الله من سورية او اقله تخفيف عديد مقاتليه على اراضيها، يتنافى بالعمق مع المعلومات التي تؤكد ان جيش الاسد وحزب الله بصدد التحضير لعملية أمنية وشيكة في جرود عرسال وسرغايا والزبداني والقلمون، بهدف بسط سيطرتهما عسكريا ومخابراتيا على كامل الحدود الشرقية مع سورية، وهي برأي عراجي، ان حصلت فستكون بمثابة قطع الطريق امام مساعي الرئيس سليمان لتحييد لبنان عن الصراع السوري، وستؤكد ان حزب الله اصبح على مسافات بعيدة من الحوار مع اللبنانيين ومن التزامه بإعلان بعبدا.
وختم عراجي مؤكدا ان ايران لن تسحب “حزب الله” من سورية قبل تأمين ارضية صلبة لنظام الاسد تضمن اقله عدم سقوطه، خصوصا ان الاسد ما كان ليصمد طيلة السنوات الماضية امام جحافل المعارضة السورية لولا تدخل ايران عبر الحرس الثوري وفصائله المسلحة حزب الله في لبنان وجيش المهدي في العراق، معتبرا ازاء ما تقدم انه واهم من يعتقد أن حزب الله سيرضى بولادة حكومة جديدة في لبنان حتى لو حصل على الثلث المعطل فيها وذلك لاعتبار الحزب ان حكومة تصريف الاعمال هي افضل ما انجزه بانقلابه على حكومة الرئيس الحريري، داعيا بالتالي الرئيسين سليمان وسلام الى تشكيل الحكومة العتيدة وفقا لقناعتهما دون الالتفات الى مطالب حزب الله او اعارة شروطه اية اهمية، ومن ثم ايداعها المجلس النيابي لاعطائها الثقة او حجبها عنها.