رأى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان "يستحق الكثير من الإشادة للاستقرار النسبي الذي يتمتع به لبنان"، وقال إن البلد "يعاني بالطبع من الكثير من المشكلات، فقد رأينا ما حدث في طرابلس ورأينا القنابل في الضاحية الجنوبية، ومخاطر انفجار طائفي موجودة دائماً في لبنان، ولكن إذا نظرنا إلى الكارثة في سوريا والروابط بين سوريا ولبنان، فإن عدم انزلاق لبنان هو إنجاز مهم من قبل اللبنانيين أنفسهم، وميشال سليمان أيضاً هو الذي عمل بشكل رائع على إبقاء لبنان بعيدا قدر الإمكان من تسرب المشكلات السياسية والأمنية في سوريا".
وأضاف فيلتمان في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط": "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يقر بالمخاطر التي تواجه لبنان والعبء الهائل الذي يحمله لبنان من اللاجئين الذي وصل عددهم إلى ما بين 800 و900 ألف، ولهذا يريد الأمين العام بدء عملية، ليس فقط عقد اجتماع واحد، بل عملية مع الرئيس سليمان لجذب الدعم لقوات الأمن اللبنانية التي تقوم بعمل بطولي لحماية أمن لبنان. وهناك أيضا هدف باستخدام هذه العملية لجذب المزيد من المساعدات لدعم العائلات والمجتمع المضيف للسوريين، وأيضا بصراحة نريد تقديم دعم سياسي لحكومة لبنان في هذا الوضع الصعب".
وتابع فيلتمان: "هناك فراغ في مجلس الوزراء ولم تجر انتخابات برلمانية، فالرئاسة الآن تعتبر أساس الشرعية اللبنانية، وأعتقد أن الأمين العام للأمم المتحدة أراد أن يظهر دعما سياسيا لمكتب الرئاسة اللبنانية، بالإضافة إلى دور ميشال سليمان. لدينا ميزة فيما يخص التعامل مع لبنان وهو إجماع أعضاء مجلس الأمن على أهمية لبنان ودعمه. نأمل أن يسهم هذا الاجتماع ليس فقط في ضرورة دعم لبنان، بل أيضا أن يستخدم مع قرار مجلس الأمن 2118 للعمل بشكل أفضل على معالجة الأزمة السورية مباشرة".
وعن تدخل "حزب الله" في سوريا، قال فيلتمان: " هذه قضية صعبة جدا. مجلس الأمن أوضح من خلال بيانات رئاسية أن سياسة الرئيس سليمان بالنأي عن النفس سياسة يدعمها مجلس الأمن ويفهمها. أفضل طريقة لحماية لبنان هي من خلال عدم جر لبنان إلى الصراع السوري. ولكن كما تعلمون هناك مقاتلون من كلا الطرفين الذين دخلوا سوريا ويدعمون الطرفين في سوريا، وهذا أمر خطير جدا للبنان، ولقد قلنا ذلك. وأعتقد أن ميشال سليمان كان شجاعا في الوقوف ضد مثل هذا التدخل في القتال داخل سوريا، إذا كان من طرف حزب الله أو من المجموعات السنية. وأحد الأسباب التي تدفع مجموعة الدعم الدولي للسعي إلى مساعدة القوات اللبنانية المسلحة لأنها أظهرت القدرة على منع بعض القتال من الانتقال سوريا إلى لبنان. وتدخل "حزب الله" في سوريا لا يساعد لبنان".
وفي الشأن السوري، رأى فيلتمان أن "إعلان جنيف يضع أسلوبا سياسيا لحل الأزمة في سوريا، مسار سياسي يتم تطبيقه بالتراضي المتبادل. وهذا يعني أنه من غير المهم من يسيطر على أي قرية"، وقال في حديث لصحيفة "الشرق الاوسط": "لا بد من اجتماع السوريين حول طاولة الحوار بنية حسنة من أجل تطبيق إعلان جنيف التي تتحدث عن وضع جميع السلطات التنفيذية تحت تصرف هيئة للحكم الانتقالي الذي سيشكل بالتراضي، وذلك يعني أن دور الرئيس بشار الأسد يجب ألا يكون مفصلياً في تحديد التوصل إلى اتفاق حول الجلوس على طاولة الحوار".
وأضاف فيلتمان: "فلسفتنا الأساسية هي أن السوريين سيجتمعون في جنيف ليس لبحث "ماذا" سيفعلون، بل كيف وبمشاركة من. لا أرى كيف يمكن إجراء انتخابات وطنية تعتبر ذات مصداقية مع الظروف الحالية داخل سوريا. بالطبع لا نريد أن نقول للسوريين كيف سيحكمون في المستقبل المنظور، ولكن نحن نتحدث عن مرحلة انتقالية مهمة جدا تجلب دعم أكبر عدد ممكن من السوريين لإنهاء مصيبة القتال في سوريا ويسمح للسوريين بوضع خريطة إلى الأمام".
ورداً على سؤال، أجاب فيلتمان: "من الصعب لي أن أتخيل أن حلا في سوريا سينجح إذا لم تكن إيران مشتركة فيه، بشكل أو بآخر. ولكن مثلما قلت، نحن نركز على كيفية تطبيق إعلان جنيف ونريد أن نتأكد من أن أي طرف يقبل دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بالمشاركة، إذا كان سوريا أو غير سوري، أن يفهم أن مشاركتهم بغرض تأييد حل سياسي مبني على إعلان جنيف. ولكن هل أعتقد أنه يجب التواصل مع إيران؟ نعم أعتقد ذلك".