أوضح وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في حديث الى "الأخبار" أن "هناك متغيرات، أولها يتعلق بشخص السفير الاميركي ديفيد هيل، فهو منفتح ودبلوماسي حقيقي ومحاور ويحب ان يسمع ويتفهم الهواجس التي نطرحها. حتى لو كان ذلك في الشكل، إلا أن ذلك يعد تغيراً نوعياً كبيراً، لم يحصل سابقاً. وهذا وحده كافٍ حتى يكون الحوار والنقاش جديين"، لافتا الى أن "السياسة الأميركية الجديدة تتجه نحو تفاهمات واسعة على مستوى المنطقة، فلماذا لا يكون لبنان من ضمنها من ضمن الانفتاح في الشرق الاوسط والعلاقة مع ايران. أما في موضوع النفط، فهو أيضاً يشكل جزءاً من الحوار، إذ إن الاميركيين لا يخفون انهم مهتمون بالنفط".
ولفت باسيل الى أن "العلاقة متطورة جدا مع السفير الاميركي الجديد، وهو يتفهم ما نطرحه، وهناك فهم متبادل لكثير من المواضيع"، معربا عن إعتقاده بأن الأميركيين أدركوا في مراجعتهم الى اين اوصلتهم سياستهم، فلماذا سيعادون اناساً مثلنا؟ فنحن لسنا بعيدين عنهم، لا في الثقافة ولا احترام حقوق الانسان ولا التمسك بالديمقراطية، ومحاربة الفساد. لدينا مبادئ مشتركة. فعلى ماذا نختلف؟ على "القاعدة"؟ هم إذا كانوا جديين فسيعرفون من يجاريهم بالفكر والثقافة المشرقية التي تناقض الفكر الأحادي حامي جبهة النصرة. فلماذا يختلفون معنا ويتفقون مع غيرنا الذين لا شكلاً ولا مضموناً يمكن ان يتفقوا معهم؟ المراجعة البسيطة اوصلت الى هذه النتيجة، وما يجري اليوم محاولة جدية للحوار والنقاش".
وعن إختلاف الاميركيين على ورقة التفاهم وعلاقتكم مع حزب الله، قال:"هذه نقطة من عدة نقاط. يوجد شيء في لبنان سوى حزب الله. حتى في هذا الموضوع اعتقد ان ثمة اوهاماً لم تعد موجودة، وخصوصاً اننا نحن الذين نريد جيشاً وشرعية واحدة ودولة مركزية قوية. لسنا نحن من أعطى السلاح لحزب الله. السلاح حالة استثنائية لا نريدها مؤبدة، ونحن نعمل لنوفر الظروف التي تلغي مبررات السلاح".
وعن إحتمال زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أو باسيل الى الولايات المتحدة، قال:"الموضوع غير مقفل وكل شيء ممكن، انا اصلاً زرت الولايات المتحدة وعقدت لقاءات مهمة. الاساس هو المراجعة التي توصل الى نتائج تعزيز الاستقرار في المنطقة وبقاء المسيحيين فيها. فيما يضحي بعض الفكر العلماني بالوجود المسيحي، على حساب العمل على حماية الديموقراطية وحقوق الانسان. كنا نشعر بأن ثمة تهكماً عندما كنا نطرح هذه المواضيع المتعلقة بوجود المسيحيين اليوم نشعر باهتمام اكثر ويطرحون اسئلة علينا عن وسائل تحقيق لذلك".
وإعتبر باسيل أن "ما تقوم به اسرائيل اليوم في الملف النفطي والمتعلق بلبنان، هو انها تخرّب على الولايات المتحدة، كردة فعل على انفتاح واشنطن على طهران، وعلى الحوارات الدائرة في المنطقة، لخلق اجواء سيئة تؤثر على نية الشركات للاستثمار في لبنان".
هل للخلاف مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على تقسيم بلوكات البحر تأثير على عقد جلسة لمجلس الوزراء، أوضح باسيل أن "لا علاقة لعقد جلسة لمجلس الوزراء بتقسيم البحر عشرة بلوكات نفطية، الا اذا اراد احد ان يحوّر المشكلة ويحرفها عن حقيقتها"، لافتا الى أن "هذا الأمر لا علاقة له بالمرسومين ولا بجلسة مجلس الوزراء، ولا يحق لاحد استخدام هذا الامر ليتحجج بعدم انعقاد مجلس الوزراء. بالنسبة الى البلوكات هناك وجهات نظر كثيرة، ولو ان الأمر من صلاحيات الوزير المختص".
وماذا عن عقد جلسة مجلس الوزراء، أضاف باسيل:"القضية عند الرئيس نجيب ميقاتي. وهو يتعمد ان يخلق في كل مرة سبباً او حجة حتى يعقد جلسة لمجلس الوزراء، احياناً يتذرع بأسباب دستورية وقانونية او يقول ان الجميع غير متفقين. فليجمعنا ليظهر اذا كنا متفقين او مختلفين. الحكومة لا تقرر في هذا الأمر، هذا مرسوم تقني يجب إصداره حتى نتمكن من السير بالمناقصة".
ما هو موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان، شدد على أنه "عليه مسؤولية اكبر، ولا يستطيع انتظار ميقاتي، بل ان يكون لديه رأي واضح ويحدد موقفه بوضوح، كذلك الامر على رئيس الحكومة ان يقول لنا موقفه الحقيقي، بدل ان يقول إنه لا توافق على الجلسة، وإن النائب وليد جنبلاط لا يريد الجلسة، لكن تبين ان جنبلاط لا يرفضها"، وقال:"أريد هنا ان اذكر انه ولا مرة تمكنا في مجلس الوزراء من تمرير اي قرار له علاقة بالنفط الا بعد مشكلة، ولكن في نهاية الامر كنا نتفق. فلماذا لا نفعل الامر ذاته اليوم. المخيف ان هناك رغبة بالانصياع لعدم السير بملف النفط".
هل تجمدت الاتصالات بالسعودية، بعدما نشطت لفترة؟، قال:"الاتصالات واللقاءات لم تتوقف مع السعودية. من مسؤوليتنا أن نحفظ الاستقرار في لبنان، وهذا الامر لا يؤمن الا من خلال التواصل بين الاطراف في الخارج والداخل. ونحن نعمل لإزالة التوتر وكي يستتب الوضع من خلال العلاقة مع السعودية كدولة، وكقدرتها على التأثير في البعض، وبعد الاتهامات التي وجهت ضدنا في موضوع العلاقة مع السّنة".
وأعرب باسيل عن إعتقاده بأنه منذ تسمية رئيس الحكومة المكلف صار هناك إتفاق لم يحترم، وحين يحترم ستشكل الحكومة في دقيقتين، مشددا على أن ما يمنع تأليف الحكومة هو قلة المنطق، وقال:"خلال ستة اشهر، لم يجر الكلام في موضوع الحكومة سوى نحو اسبوع واحد او اسبوعين على الاكثر. لا احد يتكلم مع احد حول التأليف. سلام يربط نفسه وربطنا وربط البلد بمجموعة لاءات، منعت التأليف".
هل سلام هو الذي يمنع التأليف، لفت الى أنه "هو يعبّر عن هذه اللاءات، والفريق الذي ينتمي اليه. حين تسقط الممنوعات واللاءات تؤلف الحكومة".