نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن رئيس موظفي البيت الابيض دينيس ماكدنو قوله ، اثناء مرافقته وفدا من الكونغرس في جولة في معتقل غوانتانامو، ان "الوضع في سوريا يمكنه ان يبقي ايران منشغلة لسنوات"، معتبرا ان "القتال في سوريا بين حزب الله والقاعدة قد يكون في مصلحة الولايات المتحدة".
وذكرت "نيويورك تايمز" انه "حتى في الاوقات التي بدا فيها النقاش من اجل تسليح الثوار ضروريا، نادرا ما اعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن اراء محددة اثناء اجتماعات كبار اركان ادارته". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم ان "لغة أوباما الجسدية كانت تشي بالكثير، فهو غالبا ما بدا فاقدا للصبر (اثناء الاجتماعات حول سوريا)، وكان احيانا يطالع رسائله على جهاز البلاكبيري الخاص به، او يمضغ العلكة (في اشارة الى ملله)".
واضافت الصحيفة انه "في احاديث خاصة مع مساعديه، وصف أوباما سوريا على انها احدى المشاكل من الجحيم التي يواجهها كل رئيس"، وان "المخاطر (في سوريا) لا نهاية لها فيما كل الخيارات (الاميركية) سيئة". وتابعت ان مواقف وافكار أوباما هذه كانت تجد صدى لها عند مجموعات اكبر من المسؤولين داخل ادارته من امثال ماكدنو ومستشار الامن القومي السابق توم دونيلو، الى درجة انه "كان يمكن قراءة موقف الرئيس من خلال توم ودينيس"، حسب مسؤول رفيع سابق في البيت الابيض.
الا ان موقف أوباما بدأ يتغير بسبب "حملات اللوبي" التي مارسها عليه المسؤولون غير الاميركيين. ففي اثناء جولته الشرق اوسطية التي شملت اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن، في آذار الماضي، التقى أوباما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، الذي حذره، حسب الصحيفة، من امكانية وقوع اسلحة الاسد الكيماوية في ايدي "حزب الله".
واضافت "نيويورك تايمز" ان الضغط على أوباما للتدخل في سوريا كان اكبر في اليوم التالي عند زيارته الاردن حيث تناول العشاء مع الملك الاردني عبدالله الثاني. وكان يرافق الرئيس الاميركي وزير خارجيته جون كيري ودونيلون. وقالت الصحيفة ان 100 الف من اللاجئين، بسبب الصراع في سوريا، شكلوا ضغطا على الاردن، ما حدا بالملك الاردني الى حض أوباما على القيام بدور اكبر في انهاء الحرب السورية.
واوضحت الصحيفة: "حتى ان المسؤولين الاردنيين عرضوا على نظرائهم الاميركيين السماح لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) باستخدام الاردن كقاعدة لشن هجمات طائرات من دون طيار داخل سوريا"، مضيفة ان المسؤولين الاميركيين رفضوا هذا العرض الاردني "المتكرر".
وتابعت الصحيفة انه مع حلول شهر نيسان، كان موقف دونيلون قد انقلب الى مؤيد لتسليح الثوار السوريين، وكذلك فعلت سفيرة اميركا السابقة في الامم المتحدة ومستشارة الامن القومي الحالية سوزان رايس بعد ان شعرت ان الاوضاع على الارض تنقلب ضد الثوار.
ومما ورد في المقالة ايضا ان وزارة الخارجية الاميركية سبق ان حذرت البيت الابيض من امكانية قيام نظام الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية، وان الاستخبارات الاميركية راحت تلتقط مكالمات هاتفية بين المسؤولين السوريين حول امكانية شن هجوم كهذا، وانه قبل هجوم الغوطة في 21 آب، كانت واشنطن قد تأكدت من اكثر من حالة استخدمت فيها قوات الرئيس السوري بشار الاسد هذه الاسلحة ضد مدنيين.
واشارت المقالة الى انه اثناء الاستعدادت لتوجيه ضربة اميركية الى اهداف تابعة للأسد، ابلغ أوباما مشرعين ان 50 من الثوار ممن تلقوا تدريبات في الاردن كانوا وصلوا الى سوريا لتدريب المزيد من الثوار. لكن الصحيفة نقلت عن مايكل لمبكين، المسؤول الجديد في وزارة الدفاع اثناء جلسة المصادقة على تعيينه، قوله ان هذا المجهود التدريبي لا يكفي لقلب الموازين على الارض السورية، في وقت اعتبرت الصحيفة ايضا ان ادارة أوباما لا تنوي توسيع برنامجها التدريبي للثوار وتسليمه الى وزارة الدفاع مخافة من ان يكبر تورطها في الازمة السورية فيصبح علنيا.