ربى كبارة
المستقبل
على نقيض الجهود الدولية التي تبذلها اساسا الولايات المتحدة وروسيا، في اطار تفاهمهما على التخلص من الكيماوي السوري، لعقد مؤتمر "جنيف 2" قبل نهاية الشهر المقبل اتت مواقف الرئيس السوري بشار الاسد، باعتبار الظروف "غير متوافره" واشتراطه وفق تمويل الثوار ودعمهم، لتتناغم مع رفض ايران المشاركة اذا تطلب ذلك تبني مقررات "جنيف 1" التي تنص على حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة رغم انها لم تبت مصير الاسد.
وقد واجهت المعارضة سوريا ضغوطا من قبل حلفائها الغربيين للانضمام الى المؤتمر الذي لم يتحدد بعد موعده بدقة بانتظار انتهاء ممثل الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي من جولته في دول المنطقة. وتكللت هذه الضغوط ببيان "مؤتمر اصدقاء سوريا" المبني على تصور يرضي مطلبها الاساسي بما يفتح امامها الباب للمشاركة، رغم استمرارها في طلب ضمانات اكثر وضوحا بشأن غياب الاسد عن الحكومة الانتقالية ومطالبتها بتنفيذ مسبق لمقررات من "جنيف 1" تتعلق خصوصا بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة وفك حصار المناطق المطوقة والافراج عن المعتقلين.
فقد اكد البيان الممهور بتوقيع وزراء خارجية 11 دولة من ابرزهم الاميركي جون كيري، ان هدف "جنيف 2 " تشكيل حكومة انتقالية "بسلطات تنفيذية كاملة تشمل الامن والدفاع والبنى الاستخباراتية" وان الاسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء "لن يضطلعوا بأي دور".
كذلك تبذل روسيا مساعي للاسراع في عقد هذا المؤتمر بمشاركة حقيقية للحكومة والمعارضة لتطبيق مقررات "جنيف 1" كما اعلن اثر لقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو مطلع الاسبوع مسؤول ملف روسيا في الولايات المتحدة وليم بيرنز. وتشارك روسيا كذلك في مباحثات يجريها قريبا الابراهيمي مع مسؤولين اميركيين لعقد المؤتمر.
لكن ايران ورغم طلائع انفتاحها الاخير على الولايات المتحدة والغرب الذي جعل واشنطن اكثر تقبلا لمشاركتها في "جنيف 2" بناء على اعلان موافقتها على مقررات "جنيف 1"، فقد رفضت اليد الممدودة. اذ اعلنت الناطقة باسم وزارة خارجيتها مرضية افخم التي ان بلادها ترفض وضع أي شروط لمشاركتها في الجهود الديبلوماسية المخصصة لانهاء الازمة السورية. ورغم الانفتاح وصف رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الرفض الاميركي لترشح الاسد مجددا بـ"الوقاحة".
اما الاسد فرأى ان ظروف عقد المؤتمر "غير متوافرة" بما يعني فعليا انه ما زال يراهن على حلّ عسكري يقوده الى الترشح لولاية ثالثة، مشدّدا على ان ذلك خارج إطار أية مفاوضات. ويعني ذلك رفضه الفعلي لانعقاد المؤتمر رغم ربطه مشاركته بشرط مسبق لخصه بقوله "لا توجد مشكلة (بالمشاركة) اذا تضمن وقف تمويل الارهابيين"، ويعني بهم كل من شارك في الثورة عليه.
ويرى ديبلوماسي غربي من الدول المعنية مباشرة بالازمة السورية ان الاسد، وبعد التوافق الاميركي- الروسي الذي لم يقتصر حكما على التخلص من الكيماوي السوري وان لم تتضح بعد معالم نقاطه الاخرى، يعرف جيدا انه لن يكون بمقدوره تعطيل الجهود الديبلوماسية لكنه يأمل بان يرجئ نتائجها ليستغل الوقت في السعي لتحقيق انتصار عسكري يؤهله للاستمرار، كما وافق على التضحية بترسانته الكيماوية عله بذلك يضمن بقاءه حتى تنتهي العملية التي تستغرق سنوات عدة وفق تجارب سابقة.
ويؤكد الديبلوماسي الغربي ان الاسد، يريد تحقيق تقدم ميداني محسوس قبل انعقاد المؤتمر، مدرجا في هذا الاطار كل تسريبات وسائل الاعلام الموالية للنظام، عن قرب انطلاق معركة تحرير منطقة القلمون الجبلية المحاذية لحدود لبنان الشرقية من الثوار مؤكدا ان الاميركيين والروس توافقوا على عدم السماح بها لما لها من انعكاسات خطيرة على لبنان وخصوصا على تركيبته المذهبية الهشة.
ويشدّد المصدر على ان الموقف الاميركي المطالب برحيل الاسد لم يتغير، رغم ما اثاره توافق واشنطن مع روسيا وانفتاحها على ايران من استياء لدى دول الخليج تجلّى خصوصا في خطوات اتخذتها المملكة العربية السعودية منها رفضها مقعد عضو غير دائم في مجلس الامن الدولي وصولا الى ما تسرب من تلويح بوقف تعاونها بشأن تدريب المقاتلين السوريين. ويلفت مثلا الى ان كيري التقى نظيره سعود الفيصل في باريس تلبية لطلب رئيسه باراك اوباما واكدا استمرار التعاون في عدد من الملفات الدولية من بينها الازمة السورية.
وفي هذا الاطار يلفت الى اقرار وكيل الامين العام للامم المتحدة جيفري فلتمان مؤخرا ببان التقدم الذي حصل بالنسبة للاسلحة الكيماوية"، لن يضع حدا بذاته للمعاناة المروعة للشعب السوري"، ويقول الانفتاح الاميركي الايراني "ما زال في طور الجنين" لم ترتسم بعد ملامحه ولم يتضح الى اين سيؤدي.
وقد واجهت المعارضة سوريا ضغوطا من قبل حلفائها الغربيين للانضمام الى المؤتمر الذي لم يتحدد بعد موعده بدقة بانتظار انتهاء ممثل الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي من جولته في دول المنطقة. وتكللت هذه الضغوط ببيان "مؤتمر اصدقاء سوريا" المبني على تصور يرضي مطلبها الاساسي بما يفتح امامها الباب للمشاركة، رغم استمرارها في طلب ضمانات اكثر وضوحا بشأن غياب الاسد عن الحكومة الانتقالية ومطالبتها بتنفيذ مسبق لمقررات من "جنيف 1" تتعلق خصوصا بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة وفك حصار المناطق المطوقة والافراج عن المعتقلين.
فقد اكد البيان الممهور بتوقيع وزراء خارجية 11 دولة من ابرزهم الاميركي جون كيري، ان هدف "جنيف 2 " تشكيل حكومة انتقالية "بسلطات تنفيذية كاملة تشمل الامن والدفاع والبنى الاستخباراتية" وان الاسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء "لن يضطلعوا بأي دور".
كذلك تبذل روسيا مساعي للاسراع في عقد هذا المؤتمر بمشاركة حقيقية للحكومة والمعارضة لتطبيق مقررات "جنيف 1" كما اعلن اثر لقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو مطلع الاسبوع مسؤول ملف روسيا في الولايات المتحدة وليم بيرنز. وتشارك روسيا كذلك في مباحثات يجريها قريبا الابراهيمي مع مسؤولين اميركيين لعقد المؤتمر.
لكن ايران ورغم طلائع انفتاحها الاخير على الولايات المتحدة والغرب الذي جعل واشنطن اكثر تقبلا لمشاركتها في "جنيف 2" بناء على اعلان موافقتها على مقررات "جنيف 1"، فقد رفضت اليد الممدودة. اذ اعلنت الناطقة باسم وزارة خارجيتها مرضية افخم التي ان بلادها ترفض وضع أي شروط لمشاركتها في الجهود الديبلوماسية المخصصة لانهاء الازمة السورية. ورغم الانفتاح وصف رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الرفض الاميركي لترشح الاسد مجددا بـ"الوقاحة".
اما الاسد فرأى ان ظروف عقد المؤتمر "غير متوافرة" بما يعني فعليا انه ما زال يراهن على حلّ عسكري يقوده الى الترشح لولاية ثالثة، مشدّدا على ان ذلك خارج إطار أية مفاوضات. ويعني ذلك رفضه الفعلي لانعقاد المؤتمر رغم ربطه مشاركته بشرط مسبق لخصه بقوله "لا توجد مشكلة (بالمشاركة) اذا تضمن وقف تمويل الارهابيين"، ويعني بهم كل من شارك في الثورة عليه.
ويرى ديبلوماسي غربي من الدول المعنية مباشرة بالازمة السورية ان الاسد، وبعد التوافق الاميركي- الروسي الذي لم يقتصر حكما على التخلص من الكيماوي السوري وان لم تتضح بعد معالم نقاطه الاخرى، يعرف جيدا انه لن يكون بمقدوره تعطيل الجهود الديبلوماسية لكنه يأمل بان يرجئ نتائجها ليستغل الوقت في السعي لتحقيق انتصار عسكري يؤهله للاستمرار، كما وافق على التضحية بترسانته الكيماوية عله بذلك يضمن بقاءه حتى تنتهي العملية التي تستغرق سنوات عدة وفق تجارب سابقة.
ويؤكد الديبلوماسي الغربي ان الاسد، يريد تحقيق تقدم ميداني محسوس قبل انعقاد المؤتمر، مدرجا في هذا الاطار كل تسريبات وسائل الاعلام الموالية للنظام، عن قرب انطلاق معركة تحرير منطقة القلمون الجبلية المحاذية لحدود لبنان الشرقية من الثوار مؤكدا ان الاميركيين والروس توافقوا على عدم السماح بها لما لها من انعكاسات خطيرة على لبنان وخصوصا على تركيبته المذهبية الهشة.
ويشدّد المصدر على ان الموقف الاميركي المطالب برحيل الاسد لم يتغير، رغم ما اثاره توافق واشنطن مع روسيا وانفتاحها على ايران من استياء لدى دول الخليج تجلّى خصوصا في خطوات اتخذتها المملكة العربية السعودية منها رفضها مقعد عضو غير دائم في مجلس الامن الدولي وصولا الى ما تسرب من تلويح بوقف تعاونها بشأن تدريب المقاتلين السوريين. ويلفت مثلا الى ان كيري التقى نظيره سعود الفيصل في باريس تلبية لطلب رئيسه باراك اوباما واكدا استمرار التعاون في عدد من الملفات الدولية من بينها الازمة السورية.
وفي هذا الاطار يلفت الى اقرار وكيل الامين العام للامم المتحدة جيفري فلتمان مؤخرا ببان التقدم الذي حصل بالنسبة للاسلحة الكيماوية"، لن يضع حدا بذاته للمعاناة المروعة للشعب السوري"، ويقول الانفتاح الاميركي الايراني "ما زال في طور الجنين" لم ترتسم بعد ملامحه ولم يتضح الى اين سيؤدي.