الفيصل لكيري: تحالف من "الندّ للندّ" أو تحالفوا مع غيرنا
25 Oct 201316:24 PM
الفيصل لكيري: تحالف من "الندّ للندّ" أو تحالفوا مع غيرنا
في معطيات ديبلوماسية وردت الى المسؤولين في الدولة اللبنانية، فان اللقاء الاخير بين وزيري خارجية اميركا جون كيري والسعودية الامير سعود الفيصل سادته أجواء من الامتعاض السعودي على الصفقات الاميركية مع روسيا وايران على حساب التحالف الاستراتيجي لواشنطن مع حلفائها في المنطقة. وأبلغ الفيصل لنظيره الاميركي "ان العلاقات الاميركية-السعودية بنيت على أسس متينة من سنوات عدة، ومن "الندّ للندّ"، ولكن اذا ارتدتموها علاقة تبعية لكم ففتّشوا عن غيرنا، لأننا لن نقبل بأن يكون دورنا مجرّد الامضاء على سياساتكم في المنطقة، والتي لا تأخذ مصالح الشعوب العربية بعين الاعتبار". كما اعتبر الوزير السعودي ان بلاده لن تترك الشعب السوري فريسة مصالح الامم والقوى العظمى، مضيفا انهم (السعوديون) مستعدون لاعادة صوغ تحالفاتهم ومواقفهم السابقة لما فيه خير المنطقة وابنائها.
وتشير المعطيات ذاتها الى أنّ اللقاء "الباريسي" يمكن وصفه بالاكثر سخونة منذ تأسيس العلاقة بين واشنطن والرياض، والتي كانت مثالا في الالتزام التام من جانب طرفيها ازاء تحالف عميق يتناول المجالات المالية والعسكرية والثقافية وغيرها. مع العلم ان رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز أبلغ ديبلوماسيين أوروبيين ان المملكة ستعمد الى تخفيف علاقاتها السياسية مع وأميركا بينما ستبقي على مداولاتها التجارية والاقتصادية معها.
وعلّق مسؤول رفيع على هذه المعلومات، بالقول إن أحداث "الربيع العربي" أعادت خلط الاوراق في الشرق الاوسط، فبات الحليف عدوا، والعدو حليفا، مستشهدا في ذلك بالتقارب الاميركي-الروسي والاميركي-الايراني والسعودي-الايراني بعد ان كانت كل من هذه الدول على طرف نقيض مع الاخرى سابقاً.
ويقول المسؤول ان حلّ الازمة اللبنانية برأيه يتطلب جهودا على مستوى ثلاث طبقات. أولاً، لبنانيا يجب على الاطراف الداخلية ان تقطع مع الخارج وتبحث عن نقاط مشتركة في ما بينها وذلك كي تثبت للمرّة الأولى منذ خروج الجيش السوري من لبنان ان بمكانها الاتفاق على مشاريع حلول. ثانيا، في الجانب الاقليمي يمكن ان تسهم الدول المؤثرة في الضغط على حلفائها اللبنانيين ليجلسوا مع بعضهم ويتوافقوا على ملء الفراغ السياسي والدستوري. ثالثا، على المستوى الدولي حيث مطلوب انتظار نتائج الاتصالات الاميركية-الروسية وما ستتوصل اليه لمشكلات الشرق الاوسط حيث يبنى على الشيء مقتضاه.
وكشف المسؤول عن مشروع تسوية سياسية يعمل عليها أكثر من طرف سياسي فاعل في لبنان، بهدف مواكبة تبدّل التحالفات في المنطقة على خلفية الازمة السورية لصالح كسر حدّة الاصطفافات الداخلية السياسية والحزبية والطائفية، بما يعبّد الطريق لاحقا امام اتمام الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، وتفكيك بقية العقد المتراكمة في طريق الحلّ اللبناني الأوسع. وتقضي المشاورات الجارية على خطّ هذه التسوية بتسريع وتيرة التوافق على قانون انتخابي عادل ومتوازن ويحظى بالاسس الميثاقية المطلوبة، وذلك لتجري على أساسه الانتخابات النيابية التي ستؤدي الى خلط أوراق الداخل ونسج تحالفات جديدة بين الاقطاب السياسيين، ومن ثم الشروع في التحضير لانتخابات رئاسة الجمهورية. وعلم ان الرئيس نبيه بري سيدعو قريبا الى عقد اجتماعات متواصلة في المجلس النيابي، بمشاركة ممثلين عن الكتل النيابية كافة، لدرس قانون انتخابي يحظى بموافقة الجميع.